أخبار وتقارير

الأحد - 27 أبريل 2025 - الساعة 12:19 م بتوقيت اليمن ،،،

محمد الثريا


في خضم التحديات المتزايدة التي تحوم في المنطقة تتزايد حاجة السعودية اليوم إلى تأكيد أمنها القومي وتعزيز دورها المحوري على الساحتين الإقليمية والدولية كما وتحتاج في المقابل إدارة ترمب إلى مزيد من الأموال لحل المشاكل المتراكمة التي تواجهها في الداخل الأميركي .

تلك الحاجتان - برأيي - تشكلان خلفية منطقية وحافزا موضوعي لعقد صفقة السلاح الدفاعية المقرر عرضها على المملكة خلال زيارة ترمب لها الشهر القادم والتي تتعدى قيمتها 100 مليار دولار .

وبعيدا عن الخلفية التي أشرنا إليها فإن الثمن السياسي لتلك الصفقة سيتجلى في هيئة تحولات ومتغيرات وشيكة تشهدها المنطقة في نطاق المصلحة الإستراتيجية بين الرياض وواشنطن بما فيها الرؤى المشتركة بشأن توازنات القوى وقضايا الإقتصاد هناك .

اليمن بطبيعة الحال وبحكم موقعه ووضعه سيشغل حيزا مهما على طاولة تلك الترتيبات، ويعد ذلك بالمناسبة إقرارا دوليا أخرا بدور السعودية في ملف اليمن وحتمية مرور مقترحات الغرب الخاصة بأزمة اليمن عبر بوابة الرياض .

واشنطن هي الأخرى لن تفوت على نفسها فرصة الإستفادة خارجيا من تلك الصفقة، وهنا أظننا نتحدث عن تحجيم النفوذ الصيني بالمنطقة إبتداء برغبة تقليص حجم العلاقة بين الصين والسعودية، وقد يكون هذا الترتيب هو الأصعب بين طرفي الصفقة المرتقبة .

----------------

من المبكر الحديث عن ( اليوم التالي) للعملية العسكرية الأميركية على الحوثيين، حيث يتطلب الأمر حدوث حرب برية قبل مجرد بدء النقاشات الجادة حول مرحلة مابعد سقوط سلطة الحوثيين في الشمال .

وعلى نحو متصل، سنجد أن الادارة الأميركية نفسها لاتتحدث مطلقا عن رغبة إنهاء سلطة الحوثيين كليا باليمن رغم تصنيفها بالجماعة الإرهابية، إذ يقتصر الحديث حتى اللحظة على رغبة وضرورة تدمير قدارت الحوثيين العسكرية كتهديد إقليمي يمثل مشكلة دولية تمس التجارة العالمية وليس كتهديد محلي يمثل جماعة إنقلاب على السلطة الشرعية باليمن وعقبة كؤود أمام السلام الداخلي، وهذا بحد ذاته يجعل من معطى التطورات الأخيرة تبدو كمسار مستجد ومنفصل نوعا ما عن جوهر الصراع باليمن، مما يعد الخوض على إثره في تصورات ومآلات الهجمات الأميركية من زاوية المشهد الخاتمي للأزمة اليمنية أمرا سابقا لأوانه .

ربما من المهم معرفة أن تأكيد خطوة القضاء كليا على جماعة الحوثيين تبقى مسألة مرتبطة بترتيبات إقليمية ودولية، وأعتقد أنها لازالت في طور القرار غير المؤكد وغير المحسوم نظرا إلى بقاء حاجة بعض الأطراف الإقليمية والدولية لتوظيف ورقة الحوثيين والإستفادة منها لأكبر قدر ممكن في تحقيق مصالح معينة على المستويين المحلي والإقليمي قبل التفكير بالتخلص منها نهائيا والإعداد لمرحلة ما بعد الحوثيين .

محمد الثريا