أخبار وتقارير

السبت - 26 أبريل 2025 - الساعة 10:21 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / صدام اللحجي :


لحج ، الأرض التي كانت يومًا مهد الكبرياء وروح الثورة، أصبح الهوان مشهدًا مألوفًا، وكأنه قدر لا فكاك منه. الإدمان على الهوان هنا لم يعد مجرد حالة فردية عابرة، بل صار مرضًا جمعيًّا، يتوارثه الناس بصمت موجع وعين مكسورة، وكأنهم اقتنعوا أن لا خلاص لهم منه.

فلماذا يا ترى استسلم أبناء لحج لهذا الهوان؟ أهو الفقر الذي ضيق عليهم سبل العيش، حتى سلب منهم إرادتهم؟ أم هو الظلم المتراكم الذي جعلهم يعتادون القهر، حتى غدت المطالبة بالحق ترفًا بعيد المنال؟

ربما هو الإحساس العميق بالخيانة، بعد أن تخلى عنهم من ظنوا بهم خيرًا، ففقدوا ثقتهم في كل شيء، حتى في أنفسهم.

الشعب اللحجي، الذي أنجب أحرارًا سطروا ملاحم العزة، لم يولد ليعيش ذليلًا. لكن كثرة الضربات، وطول زمن المعاناة، علمت الناس دروسًا قاسية في الانحناء، والخوف، والصمت. حتى غدا الهوان بالنسبة للبعض عادة مألوفة، لا يعرفون غيرها.

هذه المعضلة ليست قدرًا مكتوبًا، بل لعنة قابلة للكسر. فحين تستيقظ الهمم، ويتذكر "اللحوج" تاريخهم المجيد، حينها فقط سيدركون أن الهوان ليس إلا قيدًا وهميًا، وأن العزة قرار قبل أن تكون واقعًا.