أخبار وتقارير

الإثنين - 16 سبتمبر 2024 - الساعة 10:54 م بتوقيت اليمن ،،،

بقلم | صدام اللحجي :


في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الجنوبي في اليمن، يتساءل الكثيرون عن سبب تجاهل بعض القيادات السياسية لمعاناة الناس واختيارهم العيش في الخارج. هذه الظاهرة باتت محط انتقاد واسع، خاصة مع تفاقم الأزمات الخدمية، الاقتصادية، والانهيار المستمر في الأوضاع المعيشية. فالناس يواجهون مشقات يومية من انقطاع الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء، وارتفاع الأسعار، وانهيار العملة، بينما تظهر القيادات السياسية وكأنها غير معنية بما يحدث في الوطن.

من أبرز الأسباب التي تدفع القيادات الجنوبية إلى العيش في الخارج هو البحث عن الأمان والاستقرار. فالجنوب لا يزال يعيش أوضاع اقتصادية متدهورة ، تفضل الكثير من القيادات الهروب إلى بلدان مثل مصر والإمارات وتركيا وحتى الرياض، حيث يمكنهم العيش براحة وأمان بعيدًا عن التوترات السياسية والعسكرية. ومع ذلك، فإن السؤال الذي يطرحه الشعب هو: كيف يمكن لهذه القيادات أن تدير شؤون البلاد وتدعي تمثيل مصالح الناس وهي بعيدة عنهم وعن واقعهم؟

تزداد التساؤلات حول مصادر الأموال التي تمكن هذه القيادات من العيش في الخارج بمستويات من الرفاهية قد لا تتناسب مع مداخيلهم المعروفة. الشعب يعاني من الغلاء الفاحش، ونقص الخدمات الأساسية، والانهيار الاقتصادي، بينما تبدو بعض القيادات وكأنها تعيش حياة فاخرة بعيدًا عن كل هذه الأزمات. هذا الانفصال بين حياة القيادات وحياة المواطنين يعزز الشعور بعدم الثقة بين الناس وقادتهم، ويثير الشكوك حول نزاهة تلك القيادات.

عدم وجود القيادات الجنوبية في الداخل يجعلها غير قادرة على الاستجابة الفعالة والسريعة لمشاكل الشعب. في الوقت الذي يحتاج فيه الجنوب إلى حلول عاجلة وتدخلات فورية لإعادة بناء الخدمات وتحسين الأوضاع المعيشية، تجد القيادات مشغولة بأمور أخرى في الخارج، تاركة الشعب يواجه مصيره. هذه التصرفات تُعتبر تهربًا من المسؤولية، وتؤدي إلى تفاقم الأوضاع بدلًا من تحسينها.

أخيرًا، القيادة الحقيقية تعني التضحية من أجل الوطن والشعب. لا يمكن للقيادات الجنوبية أن تترك شعبها يعاني بينما تعيش هي حياة مرفهة في الخارج. يجب على هذه القيادات أن تعود إلى أرض الوطن، وتكون جزءًا من الحل، وتسعى بكل جدية إلى تحسين حياة الناس. القيادة ليست مجرد منصب أو مكانة اجتماعية، بل هي التزام كامل بخدمة الوطن والشعب، مهما كانت التحديات.

الشعب الجنوبي يحتاج إلى قيادات حقيقية تتحمل مسؤولياتها وتعمل على تحسين واقعه، وليس قيادات تتهرب إلى الخارج وتتركه يواجه الأزمات وحده.