الثلاثاء - 10 ديسمبر 2024 - الساعة 12:00 ص بتوقيت اليمن ،،،
لحج | صدام اللحجي :
يتكرر يومياً في لحج مشهد الحشود الكبيرة التي تنتظر وصول جرعة القات بفارغ الصبر، وكأن هذا النبات أصبح الأولوية التي تجمع الناس وتدفعهم للخروج. بالله عليكم ماذا لو خرجت هذه الحشود للمطالبة بحقوقها الأساسية؟
حقوق مثل الرواتب التي تأخرت أو لم تُصرف، والنظافة التي أصبحت شبه غائبة، والخدمات الصحية التي لا تلبّي احتياجات الناس، والغلاء الذي يزداد خنقاً للمعيشة. تخيلوا لو أن هذه الجموع نظمت نفسها، وصارت صوتاً موحداً يطالب بتحسين مستوى المعيشة، هل كنا سنعيش في هذا الواقع الصعب؟
القات ليس سوى ملهاة مؤقتة، يهرب إليها الكثيرون من أعباء الحياة وضغوطها. لكن المشكلة ليست في القات وحده، بل في الاستسلام الجماعي للوضع الراهن. إذا تحولت هذه الطاقة الجماعية التي تُهدر يومياً في انتظار القات إلى طاقة نضالية سلمية منظمة، يمكن أن تحدث تغييرات جذرية.
الواقع المرير لن يتغير بالصمت أو بالتجاهل. الحقوق لا تُمنح بل تُنتزع، والسكوت على الظلم والفوضى سيؤدي إلى مزيد من التدهور. لنأخذ لحظة للتفكير: ماذا لو طالبنا بحياة كريمة، وخدمات أساسية، ومستقبل أفضل؟ ربما كان حالنا اليوم مختلفاً تماماً.