أخبار اليمن

الجمعة - 16 سبتمبر 2022 - الساعة 11:12 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / خاص


أثارت مسنة يمنية من عدن، تفاعلا واسع على منصات التواصل الاجتماعي، بعد ظهورها في مقطع فيديو قصير نشرته إرم نيوز نقلا عن وكالة رويترز، وهي "المسنة" تستحضر ذكريات زيارة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، إلى مدينة عدن، في العام 1954.


وقالت المسنة العدنية التي كتب اسمها "كلثوم محمد سعيد" وتبلغ 80 عاما من عمرها، أنها كانت في عمر 12 سنة عند زيارة الملكة إليزابيث إلى عدن في العام 1954 ، مشيرة بأنها مازالت تتذكر تلك الزيارة التي "كنا فرحانين وسعيدين فيها".

وأضافت: "كانت أيام حلوة، وكنا مرتاحين في عدن أيام الاستعمار بصراحة".

وأثار ذلك الفيديو وحديث المسنة العدنية، تفاعل وجدل واسعين، بين اليمنيين، على منصات التواصل الاجتماعي، فبينما رأى البعض أن كلام المسنة جانب الصواب وعدو حديثها غيض من فيض ، إلا أن جنوبيين آخرين عبروا عن سخطهم من تمجيد الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن.

والأغرب من ذلك، أن ثلة من المعلقين ذهبوا لأبعد من ذلك، من خلال التعميم و استصدار الالفاظ والتعبيرات غير اللائقة، حيث أختارت فئة إلى إطلاق السباب والشتائم والتوصيفات بـ" الخونة" و "عملاء الاستعمار"، فيما ذهبت فئة أخرى إلى تحقير المسنة ومن يوافقها الرأي ونعتهم بـ"الهنود والصومال" الذي جلبهم الاستعمار البريطاني لعدن، وغير من التوصيفات السمجة التي تعبر فقط عن عقليات قائليها.

وعلى الرغم من تأكيد الكثيرين على العصر الذهبي الذي شهدته عدن في تلك الحقبة الاستعمارية، وريادتها في جميع المجالات، وعجز اللاحقين للاستعمار البريطاني على احداث نقلة نوعية للمدينة وتطويرها وتحسين بناها التحتية وخدماتها، والنهوض بها، والارتقاء بمواطنيها، ومع ذلك يرى المثقفون أن ذلك لا يلغي أن عدن كانت إحدى المستعمرات البريطانية المحتلة لعدد من الدول آنذاك، ولايلغي الانتهاكات البريطانية التي مورست ضد الثورة الجنوبية وثوارها وأبطالها، كما لا يُسقط دور أبناء عدن في الثورة التحررية والتنويرية والقومية التي سطروها بأحرف من نور في أنصع كتب التاريخ، وتوجوها بالاستقلال المجيد في 1967.

ومع ذلك، فإن استحضار أهالي عدن لذكريات جميلة في عهد الاستعمار البريطاني لايعدو عن كونه غيض من فيض، واستذكار دوري ومستمر لحقبة زمنية جميلة وعصر ذهبي، عاشوا بعده أكثر من 50 عام أسيرين له، على أمل أن تستطيع العقود اللاحقة له على تجاوزه، وظلت التمنيات معقودة على المراحل التالية لنسيان عهد الاستعمار، إلا أن المنعطفات السياسية كانت أشد إيلاما، وأقسى مرارة، وأبشع على عدن وأبناءها من عهد الاحتلال الأجنبي، وخاصة بعد العام 1990.