منوعات

الأحد - 26 يناير 2025 - الساعة 10:15 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / خاص


في مقابلة خاصة مع عالم الفضاء حسان المطري، تناولنا معًا عظمة ليلة الإسراء والمعراج التي مرَّت بها الأمة الإسلامية، وعلاقتها بعلم الفضاء الحديث.

وأشار المطري إلى أن هذه المعجزة لا تقتصر على كونها حدثًا دينيًا فحسب، بل تحمل دلالات علمية عميقة تتماشى مع فهمنا للكون والفضاء.

الإسراء والمعراج بين الإيمان والعلم

في البداية، تحدثنا مع المطري عن الجوانب العلمية المرتبطة بمعجزة الإسراء والمعراج، فقال: "كما هو معروف، في تلك الليلة العظيمة، عُرج بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى، ثم صعد إلى السماوات العلى في رحلة معجزة شهدت فيه العديد من الأنبياء، ما يبدو اليوم كمعجزة إيمانية، كان في الماضي يُعتبر بعيدًا عن الممكن. لكن مع تطور علم الفضاء، أصبح لدينا فهم أعمق للكون، بما في ذلك وجود أبعاد فضائية وأسرار كونية قد تتيح لنا إمكانية تفسير هذه الرحلة، حتى وإن كانت عبر الزمان والمكان."

دعاء ليلة الإسراء والمعراج

وأضاف المطري: "في الفضاء الحديث، نعرف اليوم أن الكون يحتوي على عدة أبعاد غير مرئية بالنسبة لنا، وأن قوانين الفيزياء لا تقتصر على الأرض فقط، بل تتعدد لتشمل أبعادًا أخرى. معجزة الإسراء والمعراج يمكن أن تُفهم في هذا السياق العلمي، حيث يتجاوز النبي صلى الله عليه وسلم حدود الكون المألوفة إلى سماواتٍ أخرى."

محاولات التشكيك والتكذيب

ورغم الأبعاد العلمية التي يمكن أن تدعم فهمنا لهذا الحدث، إلا أن هناك محاولات من أعداء الإسلام للطعن في حقيقة الإسراء والمعراج. وقال المطري في هذا الصدد: "للأسف، كان هناك دائمًا من يسعى لتشويه الحقائق وتكذيب المعجزات، ومنهم من حاول الترويج لفكرة أن هذا الحدث لا يمكن أن يحدث وفقًا للقوانين العلمية. هؤلاء غالبًا ما ينطلقون من محدودية فهمهم للكون، ويغفلون عن وجود عوالم وأبعاد قد تكون خارجة عن نطاق معرفتهم."

وأضاف: "ردًّا مباشرًا على هؤلاء المتشككين، أود أن أوضح أنه لا يوجد تضارب بين الإيمان والعلم في سياق معجزة الإسراء والمعراج. العلم لا يتعارض مع المعجزات، بل يفتح لنا آفاقًا لفهمها بشكل أعمق. يمكننا أن نقول بثقة أنه لا يوجد ما يمنع وقوع هذا الحدث من منظور علمي. بل إن هناك العديد من الظواهر الكونية التي قد تكون في المستقبل مفتاحًا لفهم هذه المعجزة، وهي أمور قد نكتشفها في الأبحاث المستقبلية حول الفضاء وعوالمه المجهولة."

الإيمان والعلم في خدمة الحقيقة

وفي ختام المقابلة، شدد المطري على أهمية الجمع بين الإيمان والعلم في تفسير معجزات مثل الإسراء والمعراج. وقال: "العلم هو وسيلة لفهم الطبيعة والكون، بينما الإيمان هو الطريق الذي يقودنا إلى الحقيقة. معجزة الإسراء والمعراج تمثل هذه الوحدة بين الإيمان والعلم. العلم يساعدنا على الفهم، والإيمان يفتح لنا آفاقًا جديدة لتفسير المعجزات التي تتجاوز حدودنا المعرفية."

وأوضح أن تكامل العلم والإيمان في هذا السياق يعزز من فهمنا لكافة جوانب الحياة، ويؤكد أن ما كان يُنظر إليه في الماضي على أنه مجرد معجزة دينية، أصبح اليوم قابلاً للفهم ضمن أفق علمي جديد.

ختامًا، أكّد المطري أن معجزة الإسراء والمعراج تظل حدثًا خالدًا، ليس فقط في التاريخ الإسلامي بل أيضًا في سجل العلوم الفضائية، حيث يمكننا، بفضل العلم الحديث، أن نرى فيه دلالة عميقة عن الفضاء والأبعاد التي قد تظل مجهولة لنا لفترة طويلة.

قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَىٰ الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الإسراء: 1).