أخبار وتقارير

الأربعاء - 15 يناير 2025 - الساعة 10:37 م بتوقيت اليمن ،،،

كتب | صدام اللحجي :


لن أتحدث هنا عن تفاصيل ما جرى للأستاذ آفاق عبد القادر، فالقضية – في ظاهرها – أغلقت باعتذار قُدم له بعدما حدث له من موقف . ولكن ما دفعني للحديث ليس حادثة فردية، بل قضية عامة تتعلق بآلاف المعلمين الذين يواجهون واقعاً أشد قسوة من أي اعتذار قد يُعالج موقفاً عابراً.

من سيعتذر لأولئك المعلمين الذين أصبحوا فريسة للفقر والجوع؟ من سيعتذر للمعلم الذي لم يعد بإمكانه توفير قوت يومه أو تأمين حياة كريمة لعائلته؟ نحن نتحدث عن شريحة يفترض أنها حجر الأساس لبناء المجتمع، لكنها تحولت إلى واحدة من أكثر الفئات تهميشاً وظلماً في وطنٍ مزقته الحروب والأزمات.

مجلس السبعة الكوكباني، والحكومة، والمجلس الانتقالي – أليس من واجبهم تقديم اعتذار حقيقي لهذه الشريحة؟ لا أعني هنا اعتذاراً بالكلمات فقط، بل اعتذاراً عملياً يتجسد في سياسات واضحة تضمن للمعلم حياة كريمة. المعلمون لا يحتاجون إلى تعاطف عابر أو خطابات جوفاء، بل إلى قرارات جريئة تعيد لهم حقوقهم المنهوبة، وتضمن لهم أجوراً تليق بدورهم العظيم.

كيف يمكن لمعلم يعاني الجوع أن يربي جيلاً؟ كيف يمكن له أن يؤدي رسالته وهو مثقل بالديون والهموم؟ من المعيب أن تكون مهنة التعليم، التي يفترض أنها الأسمى، مقرونة بمعاناة الفقر والحاجة في بلد يدعي أنه يولي التعليم أولوية.

إن الاعتذار الحقيقي الذي يستحقه المعلمون يبدأ من تحسين رواتبهم وتأمين مستقبلهم، وإعادة الاعتبار لدورهم في بناء الأجيال. لن تنهض الأمم إلا حين يكون المعلم في صدارة اهتماماتها، ولن يُكتب لأي بلدٍ النجاح إذا كان معلموه يعانون التهميش والإهمال.

إن كان ما جرى للأستاذ آفاق قد انتهى، فإن ما يعانيه آلاف المعلمين في هذا الوطن لن ينتهي إلا بموقف وطني حقيقي يعيد لهم مكانتهم وحقوقهم. فهل نمتلك الشجاعة لنبدأ؟