أخبار اليمن

السبت - 17 أغسطس 2024 - الساعة 07:51 م بتوقيت اليمن ،،،

لحج | صدام اللحجي :


وسط أجواء مليئة بالحزن والأسى، شهدت قرية الزيادي إحدى قرى مديرية تبن أمس يومًا حزينًا، حيث اجتمع أهلها لتشييع جثمان الشاب يوسف عبدهادي سالم الذي استشهد في عملية انتحارية غادرة في مدينة مودية أبين . يصف زملاء الشهيد يوسف أنه كان رمزًا للشجاعة والإقدام ، كما عرفه الجميع بخلقه النبيل وحبه لوطنه، ورغم أنه كان في مقتبل العمر، إلا أن حياته انتهت بطريقة مأساوية على يد الإرهاب الذي لا يرحم.

في مساء الجمعة ، امتلأت شوارع قرية الزيادي بحشود كبيرة من المشيعين، تقدمهم أهله وأصدقائه ، بالإضافة إلى الكثير من أبناء القرى المجاورة الذين حضروا ليودعوا هذا البطل. كان الجميع يشعرون بحجم الخسارة التي أصابتهم. فقد كانت تلك العملية الجبانة لم تأخذ فقط حياة يوسف وزملائه ، بل زعزعت شعور الأمان لدى الجميع.

كانت قرية الزيادي بأكملها في حالة من الصمت المهيب، حيث خيم الحزن على الأجواء، رفع المشيعون جثمان الشهيد على الأكتاف ، معبرين عن فخرهم بتضحيته وشجاعته في مواجهة الموت، رغم الطريقة الجبانة التي أُخذ بها.

سارت الجنازة عبر شوارع القرية التي عرفته طفلًا وكبر بين أحيائها. كل زاوية وكل ركن في تلك الشوارع تحمل ذكريات "يوسف" فقد عرفه الجميع بمحبته للحياة وإقباله عليها.

عند وصول الجنازة إلى المقبرة، تجمع المشيعون حول قبر الشهيد، حيث تمت مراسم الدفن وسط دعوات الجميع له بالرحمة والمغفرة. كانت اللحظة مؤثرة للغاية، في مشهد الوداع الأخير.

في تلك اللحظات الحزينة، ارتفعت أصوات الحضور بالتكبير والدعاء، محاولين تخفيف الألم الذي يعتصر قلوبهم. كانت هذه الجنازة بمثابة تذكير للجميع بأن الأبطال لا يموتون، وأن ذكراهم تظل خالدة في قلوب محبيهم، رغم قسوة الفراق. فواقع الحال يقول أن شبابنا أصبحوا يُستهدفون بغدرٍ وخسة، ليصبحوا أرقاماً في قائمة الشهداء.

رغم كل الحزن الذي خيم على قرية الزيادي والقرى المجاورة ، كان هناك شعور بالفخر بين الناس، فقد ضحى يوسف بحياته من أجل وطنه، نال الشهادة بشرف، ليكون مثالًا حيًا للتضحية والفداء. ومع ذلك، فإن قريته لن تنسى هذا اليوم المؤلم، ولن ينسى أهلها الشاب الذي ودعهم في ريعان شبابه.