أخبار وتقارير

الإثنين - 08 يناير 2024 - الساعة 03:07 ص بتوقيت اليمن ،،،

عاصم بن قنان الميسري


عندما كاتب النبي صلى الله عليه وسلم أقيال اليمن وملوكها ودعاهم لنصرة دين الله العظيم استجابوا له ونصروه وخلعوا رداء الملك والسيادة ولبسوا ثياب الإحرام لكي تصبح من طقوس الحج لدين محمد الجديد على نهج إسلامهم بمله ابو المسلمين سيدنا الخليل ابراهيم عليه السلام ،وارتحلوا الى مكه ملبين ومجيبين وفاتحين أفواجا لدعوة اطهر الخلق وأصدقهم عليه الصلاة والسلام ، 

وكم كانت فرحة النبي بهم ان سمي الإيمان بهم وان ارتبط نهج وسلوك وحكمة الدين فيهم..(الإيمان يمان والحكمة يمانية) فنالوا اعلى درجات الشرف والطاعة والرضاء اللاهي والنبوي وحازوا على أنصع مكانه لايضاهيهم بها أحد. 

لكن هل كان اليمنيون حقا" خوارج...؟!!

وماهي حقيقة هذة الدعوة الخبيثة ومن كان خلفها والأسباب ؟!

جميعنا نعلم ان في كل فترة من مراحل التاريخ يحدث نوع من الغزو الفكري وذالك لأسباب ، اسباب سياسية تاريخية ، واسباب دينية عرقية شعبوية ، وهذة هي احدى أسباب الخلط واللقط في تاريخ العرب فيما بعد الأسلام حيث احرقت بعض من امهات الكتب العربية بلغه اهل حمير التي كانت مرجع تاريخي وإسلامي وعربي هاام وتم ذمهم وذم لغتهم بحقد وغل وعنصرية خبيثة لأغراض باطنية ،واخفيت بعضها وبدلت وزورت اغلبها بينما هناك شعوب واعراق وفدت على بلاد العرب آثرت لنفسها البقاء او التفرد بالدين والمناصب العلياء من باب شعبوي كما حدث ابان الحكم العباسي وذالك من قبل العجم الوافدون على الأسلام من فارس والري والرس والترك وخرسان

كان في نفوس هاولاء العلوج في فترة مابعد الخلفاء مابعد تغلغلهم في أهم مفاصل دولة الأسلام عندما سادت لهم اراضي المسلمين العرب وتقلدوا مناصب الدولة والقضاء والكتاب ان يبادروا في اعادة احياء الاحقاد القديمة والهزائم والحروب التي لحقت بهم سابقا" على يد العرب اليمانية في بداية ظهور الأسلام وكان لهم ما ارادوا فسولت لهم أنفسهم ان يبايعوا الشيطان وان يخططون لأستراتيجيات تعيد قرار الامه اليهم في الري ودستبي وخرسان فاظهروا العداوة والحروب على كل المقاييس تجاه كل ماهو عربي سوى ضد عرب حمير او عرب مذحج والكنديون واليمانية وقد عانى هاولاء اشد اصناف الحروب النفسية والعرقية والعنصرية والاقصاء والتهميش

بدأت الحكاية عندما بدئوا يطلقون على اليمنيين الأنصار مصطلح (الخوارج )..والسبب النهب والسلب الذي كان يطال مدن وسكان اليمن من فرض اتاوات وجبايات ضالمه ومجحفة ، تخيل جيوش الإيمان برجالهم وخيلهم وزادهم يفتحون الأمصار والمدن وينشرون الدين لوجه الله لايريدون جزاء ولاشكورا وبالمقابل ، تحرم من الغنائم وتحرم من القيادة وتحرم من الخلافة وتحرم من أهلك وولدك وارضك وفوق ذالك لايسلمون من ظلم الاتاوات والخمس والجبايات..فهل اسر وابناء واطفال وضعفاء هاولاء المؤمنين كفرة ؟!

وهل اليمن فتحت بالسيف وهل أهله نصارى او يهود لكي يدفعوا الجزية عن ظهر يد واي جزية وهم قادة الفتح الأسلامي ؟!

هم هؤلاء من كانوا يرغمون الملوك من غير المسلمين لدفع الجزية لدولة الإسلام فهل شرع الأسلام او رسول الله ان يدفع المؤمنين الجزية لمقصات المسلمين من اذناب الفرس واليهود ..لا والله لايوجد لا في كتاب الله ولا في سنه نبيه صلى الله عليه وسلم ذالك الإجراء الخبيث المبطن بكفر وكراهية وله مغازي تضر بالأسلام والمسلمين ..

حتى انني اتعجب هل دفعت مكه جزية او خمس اموالها او المدينة او الحجاز ..مع ان هذة المناطق كلها خرج منها الكفر والردة ضد الله ورسوله ، فلماذا لم نسمع عنهم أحد يطالبهم بفرض خمس اموالهم او انهم كانوا يدفعون جزية مع ان منهم من بقى متنصر ومتيهود لم يعتنق الأسلام ..فماهو المغزى يا امه الأسلام بأن يتم فرض الجبايات والخمس من أموال أهل اليمن بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم وهم الأنصار ومنهم جيوش الفتح الأسلامي ومن للأسلام سواهم اذا لم يدخلوا في دين الله افواجا اذا لمصلحة من ان يتم ضدهم مثل هكذا اجراء .؟!

انت كإنسان لو وضعت نفسك في هذة الحاله في ذاك الزمن وانت في مشرق الارض او مغربها مجاهد بخيلك وزادك ثم تسمع ان اهلك واطفالك يتضورون جوعا" مع ذالك لايسلم ابيك او اخيك من السجن والجلد والسبب مطلوب منه ان يدفع الخمس لهشاهش الديلم ومضر من الأعراب فهل ستبقى تجاهد وتترك كل هذا الأمر خلفك الذي يشتت فكرك وعقيدتك ، ام ستعود ادراجك لتحمي اسرتك وتحفظ كرامتهم وهذا ما حصل مع اليمنيين في زمن ابي بكر الصديق وسرعان ما رتب الباطنية من الفرس واليهود مصطلح (الخوارج ) والصقوه باليمنيين لكي يضفو لحربهم صفة مقدسة ولكي يزعزعوا صفوف اليمنين انفسهم فمنهم من تمرد مباشرة ورى في الأمر امتهان للكرامة وظلم شديد ومنهم من دخل في قلبه الشك بين الطاعة او المناصرة في صف اخوانه ومن تمرد منهم وهي عادة اليمنيين لم يذكر التاريخ ان توحدوا لأجل قضية قومية بسهوله الا اذا وصل حد السكين للعظم والشواهد كثيرة 

هل لدى احدكم اي رواية اخرى ؟
هل هناك من تفسير منطقي لديكم ؟
هل تعلمون كيمنيين وعرب ان مصطلح الخوارج أطلق علينا والسبب كل ماذكرته سابقا" ؟ 

اما انا فلا ارى اي تفسير آخر سوى ان هناك كان مغزى لضرب الأسلام من داخله لشرخ صفوفه بسبب هكذا اجراء ،حتى انه من العجيب ان ولاه الجبايات هولاء لم يكونوا يمنيين قط بل من اذناب الفرس واليهود ومن أعراب نجد من كانوا يتولون مهمة الجبايات على أهل اليمن وفرض الخمس التي لم يشرع بها الله ولا رسوله حتى افقروا اليمن من مخزونه ونهبوا كنوزة ومخطوطاته وهدموا قصوره ومعابدة بحقد تختنق الحروف عن السرد والوصف 

فمصطلح الخوارج الذي تم نعتنا به من سابق هو أكثر مصطلح تم اللعب به واستخدامه في تصفية الخصوم والمخالفين زمن الفرس واليهود المتأسلمين في الأسلام وحتى في زمننا هذا لازال مصطلح ذا فاعليه خبيثة الأهداف والمحزن ان هناك جماعات أسلامية بيننا اليوم تنعت الآخرين او كل من يخالفهم في الرأي والمذهب بمثل هكذا مصطلح دون ان يرف لهم رمش وهذا لانهم ورثوا من مذهب هاولاء القدماء وكتبهم وخرافاتهم الخبيثة ،فنحن اليوم مسلمون بالأسم وعقيدتنا مزعزعه ومشكوك بها بسبب التفرقة والمذاهب والتحريض والكره والتكفير فهل هذا منهج جاء في منهج رسول الخلق والرحمة صلى الله عليه وسلم..

لا والف لا بل انها مناهج ابتدعها الكهنة من الناس ممن هم لايتصفون بالحكمة ولا الإيمان ويا كثرهم واتحداك ان تأتيني بمذهب في اليمن يتبع إمام او تابعي يمني او كتب لعلماء اليمن من المفسرين وأصحاب الفقه والحديث لن تجد إطلاقا" لان اليمن بنضرهم هو العدو وهو الإيمان والحكمة لذالك لايمكن ان نخرج من عباءتهم واذا خرجنا اطلق علينا لقب (الخوارج ) كما اطلق على أجدادنا الذين لم يشفع لهم صحابتهم لرسول الله ولا الأحاديث الشريفة ولا الآيات القرآنية ولا بطولاتهم وفتوحاتهم وتضحياتهم التي لم ينافسهم بها أحد من العالمين ولكن تطرف هاولاء الجنس الخبيث لازال مستشرى في جسد امتنا وفي ديننا وفي ثقافتنا ، 

ففي حادثة مقتل الأمام علي بن ابي طالب أستُحضر عبد الرحمن بن ملجم من السجن وهو كان أعز رفيق له وخير صاحب ولكن الله وحده يعلم لماذا اقدم على هكذا فعل هل ليطفئ فتنه ام لاغواء شيطان ، فأجتمع الناس ليحرقوه ، فقال لهم أولاد علي ومن كان في حلفهم من اتباع الخرساني: دعونا نشتفي به، فقُطعت يداه ورجلاه ثم كُحلت عيناه (ادخال مسمار حار في العين) وان عينيه لتسيلان على خديه وكل هذا وابن ملجم يقرأ القرآن بإيمان عظيم ولايجزع ، فقطعوا لسانه ثم قُتل وبعد ذلك أحُرق بالنار .."كل هذا الخبث ويتسائل المسلم من اين جاءت داعش بهذه الوحشية...انها تركة الأفكار والتطرف لهاولاء بمايقابلها الحكمة والإيمان عند اهل اليمن ". 

وقد أخبرهم عليٌ بن ابي طالب رحمه الله ان لو مت فضربة بضربة،وهذا ذليل انه كان يعلم قرب موته وانه ارتضى ذالك لإطفاء فتنه أهلكت جموع المسلمين بالاضافة الى ان القاتل في الاسلام يُقتل ولا يمثل به ، واضف لذالك لم يتم وصف لاهاولاء ولا هاولاء بالخوارج لانهم خرجوا عن طاعة الخليفة والسلطان ، فقد كان هذا المصطلح خاص بأهل اليمن عندما رفضوا الجباية والخمس واطاعه السلطان بالباطل وعلى حساب اهلهم وكرامتهم 

‏هاولاء لازالوا يقولون لنا أن مكة والمدينة وكربلاء اراضٍ مقدسة بينما مخزون ذاكرتنا الثقافية الحضارية وكل الصحف السماوية تقول ان اول بيت وضع للتقوى في بكة ومحرم آوام هدى ورحمة للعالمين وهذا قوله تعالى وليس قولي وهاولاء اليمانية الذين جاؤوا للنبي أفواجا وفتحوا مكه وطهروها من الدنس والازلام عندما جاؤوا محرمين بلباس الحج الأبيض للمئزر والمقطب الذي كانوا عليه منذ زمن سيدنا ابراهيم وهاولاء هم من نقلوا طقوس الحج كله من تطهر ونسك واضاحي ولم ينتظروا أشهر لكي يفصلوا ثياب الإحرام ثم يلبوا دعوة النبي بل جاؤوا فوراً بالالاف بلباس الحج في وقت الحج ليطفئوا شوق الحبيب المصطفي لمكه ولكي يطوفوا بالبيت الحرام الذس اصبح قبلتهم عندما استجابوا لداعي الله ورسوله فهل من امه تضاهي شرف هاولاء لكي نتبع المصادر المنهجية التي تصفنا وتصف اهلنا بمصطلح(الخوارج) بعد اليوم

هاولاء أنفسهم قالوا ان براقش وظفار أقدم العواصم الحضارية والدينية ومخزون تاريخ الشعوب بها والسدود والقلاع والحصون والقصور والتماثيل هي بقايا( جاهلية )ويجب تدميرها وفعلا" ذمروا أكثر من عشرون بيت مقدس كان يذكر فيه اسم الله واكثر من مقف ديني وكعبة كانت في وقت مضى قبله جميع المسلمين ومسرى حجهم وحجيجهم قبل ان يفرض الله لكعبة مكه قبلتها وقدسيتها لكي يمتحن اليمنيين ممن يتبع الرسول ومن ينتكس على عقبية فتبعوه بعد ان لوموه في بادئ الأمر عن سر تغييره للقبله التي كان الناس عليها هناك في محرم مدينة ماء الرب مأرب التي فجر فيها الله الماء لأمراءة ابراهيم وابنه وفيها رفع إبراهيم القواعد من البيت العتيق وهناك قدس الأقداس لكل الشرائع على مله الأسلام الحنيف لشريعة سيدنا إبراهيم الى قبل البعثة ، فهل لديكم نص ان النصارى واليهود والصابئه والأحناف من اهل اليمن اهل الكتاب الذي قال عنهم اصدق الخلق رسول الله بأنهم حجوا الى مكه وكعبتها التي كانت مليئة بالتماثيل والأصنام ..لايوجد

هل البيت العتيق والمسجد الاقصى وبيت المقدس في فلسطين ..لا والا لم يدعوا الرسول صلى الله عليه وسلم أساقفة نجران للمباهله ولا يهود ظفار من أهل الكتاب للأسلام فهل تذكر لديكم النصوص ان اساقفة فلسطين او يهود العراق راسلهم النبي او باهلهم في دينهم او استفتاهم او حاورهم او راسلهم ..لا على الأطلاق

هل البيت العتيق الذي رفع قواعده سيدنا إبراهيم ذو الأبواب والأسوار والقواعد الحجرية الضخمة كان كل ذالك من اجل كعبة مكه ، وهل البيت المقدس والمسجد الأقصى المذكورين في القراءن هي الكعبة..الكعبة ليست بيت وليست مسجد وقد كانت الجزيرة العربية فيها ٢٤ كعبة لدى العرب أعظمها كعبة نجران والسبب في وجود دين المسيح ابن مريم قبل الأسلام وقبل البعثة المحمدية ام انكم ستنكرون ذالك ..فآتونا بدليل يثبت ان كعبة مكة كانت محج لدين المسيح ابن مريم ونحن سنتبع اهوائكم غير ذالك كفى وهم ودجل وخرافات تضروا بها ديننا الحنيف 

مصطلح الخوارج أكثر مصطلح تم اللعب به واستخدامه في تصفية الخصوم والمخالفين مع ذالك فقد صبر اليمنيون على البلاء لانهم اهل عقيدة وأهل كتاب وأهل مقدسات ومساجد وقبلات ومقامات وعبادة ودين ...ف‏لا يضُرُّهم من خذلهم ، فقد خدل بعض كبارهم من الصحابة زمن ابي بكر الصديق الذي في زمانه حصلت هذة الفتنة من قبل الخوارج انفسهم من الباطنيين الذين نسبوا هذة الصفة لليمنيين بمصطلح الخوارج ، ولكن لكي تعلموا الحق تفحصوا التاريخ بصفه القارى الحصيف فقد عاد سيدنا ابي بكر عن خطأه وهو بشر بالأخير وليس نبي وألغى ظاهرة الجبايات والخمس التي فرضها العجم اعداء الدين ضد اليمنيين الذين حطموا عاصمة ملكهم آنذاك وانهوا وجودهم في العراق فحاولوا بخبث تشتيتهم ولكن الخليفة ابي بكر الصديق تنبه للأمر عندما نصحه عمر بن الخطاب واعاد لليمنيين اعتبارهم ولما توفى جاء زمن سيدنا عمر وهو خير من عرف قيمه ملوك العرب وقال مقولته الشهيرة عندما وفد اليه وفود مذحج من النخع وسعد العشيرة وأود وعنس وزبيد والحارث بن كعب وغيرهم فقال ( والله لأضربن ملوك العرب بملوك العجم) 

وهنا كانت الخاتمة ونهاية مخططات العجم في نخر جسد المسلمين من الداخل بفتنه مصطلح(الخوارج) ولكن لم يدوم هذا العلاج فهاولاء في دمهم الحقد الأسود واسمعوا ماذا يقول ابو لؤلؤة المجوسي الرجل الذي يعتبر غاية في التعبد من هذا الجنس الخبيث الذي اعتنق المسيحية والأسلام وكان كاتب الخليفة عمر فلما رى منظر ابناء جلدته يقادون الى المدينة مكبلين اسرى بعد سقوط فارس قال (لقد آكلت كبدي ياعمر) وما طلع الفجر حتى غرز نصلة خنجرة المسموم ذو رأسين في ظهر الخليفة عمر وهو ساجد ودونت كأشهر واول حادثة قتل عنصرية في التاريخ ، فعن اي امه نحدثكم وعن اي حقد ومكر واي اساليب استخدموها في تاريخنا لطالما العابد منهم هذة تصرفاته

مع ذالك لاخوف على أهل المدد فقد مات عليه الصلاة والسلام وهو يستوصي في الرهاء خيرا" ويستوصي بأهل اليمن بالحكمة والإيمان والمدد ويبشر مذحج بأنهم خير أهل الجنة يومئذ ويوصي كل المسلمين اذا طالتهم ايادي الفتن من هاولاء فعليهم باليمن ، وما لبث هاولاء المفتنين ان مات نبينا وحبينا محمد الا وباشروا خططهم واجرامهم وفتنهم ضد أهل اليمن الى يومنا هذا فهل ضرنا شيئ ؟! هل تراجع الأسلام في اليمن ؟ هل اهل اليمن خرج اهل اليمن عن المله لما منعوا الحج الذي شرعه الله مقابل المال ؟!

لا والله أقرأُ جيدا" وتمعن للحديث الذي تاره ينسبوه لجماعه وتاره لأخرى لكي يجهل الناس منهم المعنيين في قوله صلى الله عليه وسلم(ف‏لا يضُرُّهم من خذلهم) جيداً وانسى فكرة بيت المقدس المتخيله في راسك على اساس انها في فلسطين او القدس التي لم تكن تسمى حتى قدس او يوجد بها بيت المقدس وهذة من مغالطات أهل الباطينة فرسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم يذكر مدينة ماتعرف اليوم ب(القدس) بأسمها الصحيح (إيليا) وقد روي عن النبي بعد الأسلام انه قال : القرى المحفوظة اربع مكه والمدينة وإيلياء ونجران ، وما من ليلة الا وينزل على نجران سبعون الف ملك يسلمون على أصحاب الاخدود ولايرجعون اليها بعد هذا ابدا.

مدينة إيلياء منذ ما انشئت وهي ارض نصرانية فيها نعم لاننكر كنائس مسيحية ودور عبادة ولكن لم يكن فيها المسجد الاقصى ولم يكن اسمها القدس إطلاقاً وانما سميت لاحقاً ببيت المقدس زمن الخليفة الاموي وسميت بالقدس زمن العثمانيون في القرن التاسع عشر الميلادي ، حتى في زمن الخليفة عمر بن الخطاب ومايعرف ب(العهدة العمرية ) بينه وبين كبير النصارى اقرؤا ماذا جاء فيها وتعلموا الدين بطريقة صحيحة من القران والحديث بعيد عن الحشو البهبهاني لشياطين الباطنية :

معاهدة عمر بن الخطاب مع أهل مدينة إيلياء سنة ١٥ هجرية .. لمن يتشنجون اليوم عند ذكر بيت المقدس وسميت (العهدة العمرية)

عندما صالح عمر بن الخطاب أهل إيليا - ماتعرف بالقدس المحتلة- بالجابية ، وكتب لهم فيها الصلح - لكل كورة كتاباً واحداً - ما خلا أهل إيليا ، وأما سائر كتبهم فعلى كتاب لديه على ما سيأتي بعد هذا :

                ~{ بسم الله الرحمن الرحيم }~

هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيليا من الأمان ، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها .

أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبهم ولا من شيئ من أموالهم ، ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بإيليا معهم أحد من اليهود .وعلى أهل إيليا أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن ، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوت . فمن أخرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم ، ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل إيليا من الجزية يبلغوا مأمنهم ، ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل إيليا من الجزية ومن أحب من أهل إيليا أن يسير بنفسه وماله مع الروم يخلى بيعهم وصلبهم حتى بلغوا أمنهم ، ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان فمن شاء منهم قعد وعليه ما على أهل إيليا من الجزية ، ومن شاء صار مع الروم ، ومن شاء رجع إلى أهله ، فإنه لا يؤخذ منهم شيئ حتى يحصد حصادهم .

وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية .
"شهد على ذلك خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبى سفيان وكتب وحضر سنة خمس عشر هجرية". 

حتى جاء موعد اذان الظهر ذهب امير المؤمنين للصلاة في احدى الكنائس وادى فريضة ولم يصلي في بيت المقدس ولم يربط بغلته في باب المسجد الاقصى ، فبعض الحقائق نعلم انها ثقيله التقبل ولكن لابد من الحقيقة لطالما انها نجاة لآخرين 

ان بيت المقدس واكناف بيت المقدس في الارض المقدسة المعروفة ارض النبؤة والكتاب في بلاد عباد الرحمن والقبله الاولى التي في جهة التيمن وليس في الشام وهذة حقائق اذا تتبعت الحقيقة ستعرف ومن حقك تسأل نفسك هل يقصد الرسول بكلامه مدينة إيلياء هي(بيت المقدس) وهل يوجد في غزة مثلا" (المسجد الاقصى)ثم اخرج من راسك اي حشو باطني وتمعن قولَ النَّبيِّ ﷺ: لا تزالُ طائفةٌ من أُمّتي على الحقِّ ظاهرين، لعدوِّهم قاهرين، لا يضُرُّهم من خذلهم إلا ما أصابهم من لأواءَ، حتى يأتيهم أمرُ اللهِ وهم كذلك!

قالوا: أين هم يا رسول الله؟
قال: ببيتِ المقدسِ، وأكنافِ بيتِ المقدس!

أتحسَّسُ في كلامه مرارة طعم الخذلان حين يشعرُ المرءُ أنّه مقطوعٌ من شجرة..!! غريب مثخن بالجراح لجل غايه الله

 والغريبُ أنَّ النَّبيَّ ﷺ لم يقل لا يضرُّهم من عاداهم، فالعدوُّ لا يُتوقَّعُ منه إلا الضَّرر! وإنما قال من خذلهم، لأنَّ الخُذلان يأتي ممن يُرتجى منه الخير أن يعطشَ المرء والأنهار تجري في بلاد جاره..!!

أن تتوقَّفَ سيّارات إسعافه ومحطات مستشفياته ويحرم من نور الكهرباء في عز الصيف بسبب نفاد الوقود وأهله أكثر الأمم نفطاً ،أن يجوع ولا يُتفضل عليه جاره من طعامٍ إلا ما يأذنُ به عدوُّه أن يُجلدَ على المنابر داخل بلاده لتشويه سيرته وسيرة رموزه وملوكه واهله بأفكار دخيله على الدين تارةً باسم التَّهور، وتارةً باسم البدعة والخوارج ومع ذالك يصبر ويكظم غيضة دون ان ينتكس ، أن تنهشه وسائل الإعلام دون أن تحترمَ تاريخه ولا كرامته ولا بطولاته، ولا مشاهد جنائزه ، أن تنغرسَ في جسده الأقلام، وكم هو موجعٌ جداً أن يتطاول الحِبرُ على الدَّم ..اي والله

أن تُحاضرَ فيه التَّجمعات والجماعات تريدُ أن تُعلّمه العقيدة، والولاء والبراء وهو أهلها واليه تنتمي ولو ترك له الأمر لأملئ الأرض عدلا" ورحمة مع ذالك نصبر ، وإنَّ من مصائب الدَّهر أنَّ الجماعات التي يبلغُ تاريخها النّضالي مجتمعةً منذ تأسيسها خمسة آلاف بيانٍ، ان تتطاولُ على من أطلقَ جيوشة زمن الفتوحات برجاله وخيله وشبابه وكهله ونساءه واطفاله نصرة لدين الله حتى انه استشهد في القادسية من قبيلة النخع فقط أيام الفتح الأسلامي ألفين وخمسمائة شهيد حتى قال عمر بن الخطاب: ما شأن النخع ، اصيبوا من بين سائر الناس ، افر الناس عنهم ؟ 
قالوا : لا يا امير المؤمنين بل ولوا أعظم الأمر وحدهم 

كل هذا الصبر والإيمان لايعرفه هاولاء الباطنية الذين دخلوا للأسلام مجبرين الا أنَّ غير مفردةً واحدة من النَّبيِّ ﷺ تحيلُ كلَّ مرارة الخذلانِ والطعن والتشويه إلى حلاوةِ الثَّبات: لا يضُرُّهم..!!

ولازلنا في اليمن على جهاد وأعرفُ أنَّ هذا الجهاد ماضٍ ولن يوقفه خذلان حبيبٍ ولا إجرام عدوٍّ، وأنَّ التَّاريخ الآن يُكتُبُ وهو لن يرحمَ أحداً فإن أُكلتْ لحومنا وعلى منابرنا بسبب تضليل الباطنية سنصبر ولن يضرنا، فقد أفتى ستُّون فقيهاً بقتل الإمام أحمد بن حنبل ذهبوا جميعاً إلى مزابل التَّاريخ وبقيَ اسمُ الإمام أحمد خالداً بحروف من نور ، وإن نهشتنا الأقلامُ وشككت في ديننا او نسلنا او قوميتنا كما يحدث اليوم سنصبر ولن يضرنا في الله ، فقد كتبتْ صحيفة "برقةَ" يوم أُلقيَ القبضُ على عمر المختار بالخطِّ العريض: القبض على زعيم المتمرّدين عمر المختار ذهبَ الذين كتبوا إلى مزابل التّاريخ، وما زال اسم عمر المختار ناصعاً ، وإن تطاولتْ علينا الجماعاتُ والأحزاب فشأنُ القاعدِ أن يُشعره المجاهد بنقصه، إنّهم يرتأون ثقباً في عباءتهم، فمن قصُرَ فعله طالَ لسانُه وقلمه ولن يسلمَ المرءُ من النَّاسِ ولو كان نبيًّا أو صحابيًّا واصبروا امتثالا" لقوله صلى الله عليه وسلم..لا يضُرُّهم من خدلهم

هي أيّامٌ ستمضي بطولها أو بعرضها، سيخرجُ الحقُّ منها مكلوماً، ولكنّه سيداوي جرحه سريعاً، وسيُكمل طريقه غير عابىءٍ ولا ملتفت، وعند الله موعدنا..!!

هذة كانت مداخلتنا التي سنتحاسب عليها امام الله تعالى اذا استعدينا اوظلمنا او اعتدينا او شهونا حقيقة أحد وماكانت غايتنا الا الحقيقة وماكان مرادنا الا الحق وعلى موجب ذلك كتبت إيدينا ...فهل نحن خوارج..؟!
كبف تناسى هاولاء ان لولاء الجيش الذي قدم من اليمن لإطفاء فتن الردة التي اشعلوها بقيادة ذو الكلاع الحميري لانزلق المسلمون وجزيرة العرب بحروب طاحنة ، فكيف يكون الخارجي هو من يطفئ فتنه الخارجي الا اذا كان الخارجي هنا مرتد حاقد ارتدى عباءة الأسلام .

فدعاة الخرافة دائما" يأتي عليهم زمان وتنهدم أوثان خرافاتهم..

لاحقا" ج٢
هل احتل الفرس اليمن ..؟!

#ملوك_واقيال_اليمن
ابو عصمي الميسري