أخبار وتقارير

الجمعة - 21 أبريل 2023 - الساعة 02:21 ص بتوقيت اليمن ،،،

خالد سلمان


علق البحسني عضو مجلس القيادة مشاركته في إجتماعات الرئاسي ، إحتجاجاً على تجاهل حضرموت حقوقاً وخدمات ومتطلبات ملحة.

المجلس الإنتقالي أعلن تأييده وتضامنه مع موقف البحسني ومطالبه العادله ،ودعا إلى ما لم يقله عضو الرئاسي صراحة وعلناً في تسبيب تعليق حضوره الإجتماعات، بالدعوة إلى إنسحاب المنطقة الأولى من حضرموت ، ومنح أبناء المحافظة حق إدارة شؤون محافظتهم.

هذا التداعي طرح سؤالاً يبدو فيه قدر من الوجاهة السياسية : لماذا لم ينسحب عيدروس والمحرمي من الإجتماعات، لتشكيل كماشة ضغط على بقية أعضاء المجلس ، وتوجيه رسائل بالغة الوضوح والدلالة للحاضنة الإقليمية ،بأن ممثلي الجنوب يمثلون وحدة موقف غير قابل للإختراق وتوسيع الأستقطابات في مابينهم؟.

صورتان متناقضتا الدلالة عقب موقف البحسني ، الأولى عودة عيدروس بأيدي متشابكة مع العليمي إلى عدن ، والثانية إصطفاف الإنتقالي في بيان لناطقه الرسمي مع موقف البحسني.

هذا الإشتباك خلق حالة من الإرتباك السياسي في تفكيك هذا الموقف المزدوج ، فهناك من رأى فيه تصادماً في التصورات ، ومن على الضفة الأخرى ذهب خطوة ألى الأمام ، بإعتباره توزيع أدوار ،وذكاء سياسي في إدارة العملية ذات الصلة بالجنوب ، أي عدم وضع كل الخيارات في سلة واحدة ، مرونة الزبيدي مع تصلب البحسني يمكن أن يصنعا تسوية متوازنة لملف الجنوب ، أو في أحسن الأحوال بأقل قدر من التنازلات والضرر.

ليس هذا هو الإستنتاج الوحيد المهم ، للخروج من حالة إنكشاف غياب وحدة الموقف لثلاثي الجنوب في مجلس القيادة ، تجاه مقاربات حل القضية الجنوبية ، بل أن هناك من يعتقد عكس هذا الإستنتاج أي توزيع الأدوار المتفق عليه ، والقول أن الطرف الآخر وهم أكثرية عددية في الرئاسي ، قد نجحوا في شرخ الموقف الجنوبي ، والتسرب إليه وتفتيت أوراق الضغط الموحدة من سبيكة صلبة واحدة إلى مواقف متعددة.

الواقع أن القضية أكبر من موضوع إحتجاج البحسني على تجاهل وإهمال خدمات ومطالب حضرموت، القضية المسكوت عنها أن هناك من يريد التشظي لخارطة حضرموت في مسودة التسوية ، تمرير مقايضة إنسحاب المتطقة الأولى مقابل إقتطاع مسرح تواجدها عن حضرموت وهي مناطق غنية بالثروات ، وضمها لكيان آخر جغرافياً لا ينتمي للجنوب،مايهدد ليس وحدة حضرموت وحسب بل وينسف في العمق المشروع السياسي للإنتقالي ، المطالب بوحدة الأراضي الجنوبية ، أياً كان شكل الكيان الذي سيتم التوافق عليه ، بشأن حدود وجغرافية وطابع جنوب مابعد التسوية.

هل نحن أمام صراعية مواقف أم توزيع أدوار بين الإنتقالي والبحسني؟

الإجابة مؤجلة لبعض الوقت وهي رهن بديناميكيات الحل التعارضات والتقاطعات ، وإن كانت حميمية االتقارب بين رأسي الإنتقالي والرئاسي ، يضع الإجابة في منزلة بين المنزلتين :

بين الرجلين / الرؤيتين عيدروس - البحسني لا إفتراق حد القطيعة ، ولا توزيع أدوار كامل متفق عليه، فقط تقارب هنا وإبتعاد هناك.