منوعات

الإثنين - 06 مارس 2023 - الساعة 07:47 م بتوقيت اليمن ،،،

يحيى عبدالله قحطان


قال الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌۖ أُجِیبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡیَسۡتَجِیبُوا۟ لِی وَلۡیُؤۡمِنُوا۟ بِی لَعَلَّهُمۡ یَرۡشُدُونَ) ،

وقال الله عز وجل :(ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَتَطۡمَئنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئنُّ ٱلۡقُلُوبُ) ،

و قال صلى الله عليه وآله و سلم ( ان لله في ايام دهركم نفحات ، ألآ فتعرضوا لها ، فلعل نفحة منه تصيبكم ، لا تشقون بعدها ابدا ).


وقال عليه الصلاة والسلام عن شهر شعبان المكرم :(ذالك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ،وهو شهر ترفع فيه الاعمال الى رب العالمين فاحب ان يرفع عملي وانا صائم).

لقد كان رسولنا الاكرم ، سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، يحرص على صيام معظم شهر شعبان ، نظراً لفضل الصيام في هذا الشهر ، و كذلك قيامه باحياء ليلة النصف من شعبان

هذه الليلة المباركه ، كانت من الليالي المفضله الذي كان رسولنا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، يحرص على احيائها ، بالذكر و العباده و الاستغفار ، و كان يقول عنها ( هذه ليلة النصف من شعبان ، يغفر الله فيها للمستغفرين ، و يرحم المسترحمين ، و يؤخر اهل الحقد على حقدهم ) .

و قد رُوي أن الاعمال ترفع الى الله عز وجل في شهر شعبان المكرّم ، وفي مثل هذه الليلة المباركه ، و فيها تنسخ الآجال ، و يكتب فيها الارزاق ، و يميز فيها السعيد من الشقي ، و يفرق فيها كل امر حكيم ،

و فيها تم تحويل القبلة من المسجد الاقصى المبارك، الى بيت الله الحرام في مكه المكرمة،

قال صلى الله عليه و آله وسلم ( يطلع الله عز وجل جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلّا لمشرك او مشاحن ) و في رواية ( إلّا لقاتل او قاطع رحم ) .

والمشاحن هو الذي يبغض و يعادي و يقاطع اخوانه و اقربائه و مواطنيه ، و يستحل دمائهم و اموالهم و اعراضهم ،وتعريضهم للازمات والمعاناة ،والتقتيل والتنكيل والتشريد ، والتجويع والتخويف ،والتكفير والتفجير ،كما هو حاصل اليوم في اليمن شمالا وجنوبا ، و في اقطارنا العربيه والاسلاميه ،

يقتل بعضنا البعض بدم بارد ،لا يعرف القاتل لماذا قتل ،ولا المقتول لماذا قُتِل ،والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.

ونحن نستقبل شهر رمضان المباركه، شهر الصيام والقيام ، شهر القرآن والفرقان ،شهر التوبه والغفران ،شهر السلامه والاسلام ،والامن والايمان ،والتصالح والسلام ، والتسامح والوئام.

وحتى يتقبل الله صيامنا وقيامنا وصلاتنا ،فانه ينبغي على جميع الاطراف المتصارعه في اليمن شمالا وجنوبا العمل فورا على وقف اطلاق النار الشامل ، وعقد هدنه دائمه ، وصلح عام ، قال الله تعالى :(فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُوا۟ ذَاتَ بَیۡنِكُمۡۖ وَأَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۤ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ).

كما ينبغي العمل على تحسين الوضع المعيشي والخدمي والامني ،لكل افراد المجتمع.

والعمل سريعا لحل القضيه الجنوبيه العادله ،حلا عادلا وبما يُرضي شعب الجنوب المسلم والمسالم.

وفي مثل هذه الليلة المباركه يجب التعرض لنفحات الله ، و تصفية القلوب من الحقد و الحسد و الكراهيه ضد بعضنا البعض ، و العمل على العفو و مسامحة الآخرين ، و طلب المسامحة لك منهم (.. فَمَنۡ عَفَا وَأَصۡلَحَ فَأَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۚ ..) .

ففي هذه الليلة المباركه تنزل البركات الربانيه، و النفحات القدسيه ، على عباده و احبابه ، لذلك على الجميع الحرص على التفرغ للذكر و الاستغفار و العباده و التهجد ، و قراءة القرآن ، و كثرة الصلاه و السلام على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، و التوبه و اللجوء الى الله و التضرع اليه ، فهو سبحانه وتعالى ، قريب من المحسنين و المستغفرين و المتسامحين ، و المتصالحين .

وللتذكير ففي ليلة النصف من شهر شعبان المكرم كان اسلافنا الاخيار وآباؤنا الابرار ،طيّب الله ثراهم واسكنهم فسيح جناته ، يقومون في المساجد باحيائها سنويا ،حيث يتم الاجتماع بالمساجد بعد صلاة المغرب الى صلاة العشاء ويتم قراءة الفاتحه و سورة ياسين ، ثلاث مرات بصوت جماعي ،وبعدها يقرأ الدعاء المشهور ،و هذا الدعاء الجامع لليلة النصف من شعبان :

"اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾، إِلهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ")

اللّهم بارك لنا في هذه الليلة المباركه و بقية شعبان ، وبلغنا رمضان ، ووفقنا لصيامه وقيامه ، واهله علينا بالامن والايمان ، والسلامه والأسلام ، والتصالح والسلام ، و التسامح و الوئام ،و قد وضعت الحروب العبثيه اوزارها في اوطاننا و العالم اجمع.

اللّهم انصر اشقائنا في فلسطين ،على العدو الصهيوني الارهابي ،والمستوطنين النازيين ومناصريهم ،اللّهم انا جعناك في نحورهم ،ونعوذ بك من شرورهم ،واكفناهم بما شئت بحولك وقوتك يا عزيز يا متعال.

ربنا آتنا من لدنك رحمه و هيئ لنا من امرنا رشدا.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ،برحمتك يا ارحم الراحمين ، اللّهم آمين .

و صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

تقديم / يحيى عبدالله قحطان .