أخبار اليمن

السبت - 11 يونيو 2022 - الساعة 07:31 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / خاص


تفشت مؤخرا في العاصمة اليمنية صنعاء، ظاهرة خطيرة، تتمثل بانتشار واسع للكلاب الضالة "المسعورة" في العديد من الأحياء السكنية، وشكلت تهديدا خطيرا للأطفال، لاسيما مع ارتفاع الحالات التي تعرضت للعض وتفاقم أعراضها، وسط تزايد شكاوى المواطنين من صمت وتجاهل السلطات الحوثية للحد من تلك الظاهرة.


كان آخر ضحايا الكلاب الضالة في صنعاء، طفل يبلغ من العمر 3 سنوات، ويدعى "هيثم" تعرض لعضة كلب مسعور في رأسه قبل نحو شهر، تفاقمت حالته مؤخرا، جراء استسهال أسرته للحادثة، كونها تعيش أوضاعا اجتماعية معدمة، ووصل إلى مرحلة متطورة جدا من "داء الكلب".

يشرح مقربون من الطفل هيثم عبر منصات التواصل الاجتماعي، حالته التي وصل إليها مؤخرا، حيث يقول أن الطفل بدأت تظهر عليه أشياء غريبة ، مثل عدم مقدرته على النوم كليا ولمدة ثلاثة أيام متواصلة، قبل أن يتفاقم الأمر يوم الجمعة كثيرا، وصل به إلى عض لسانه وشفتيه و قطعهم، حتى امتلى فمه بالدماء، فضلا عن مهاجمته لأي شخص يراه أمامه بشكل هستيري لا يتناسب مع عمره الصغير.

ونشر الدكتور اليمني جمال عبدالمغني تفاصيل هذه الحالة على صفحته في فيسبوك، مشيرا إلى أن هذا الطفل تحول الى" زومبي" حرفيا ، ولفت أن هذه الحالة هي آخر مراحل مرض داء الكلب، وهي حاله ميؤس منها، لأن الأهل تاخروا جدا في اسعاف الطفل.

وأوضح ان الطفل موجود حاليا في مستشفى "نور الاطفال" في شارع إيران بالعاصمة صنعاء ، حاثا من يرغب بمساعدة أسرته كونها من الأسر المعدمة.

وتسائل عبدالمغني في ختام منشوره: "الى متى يستمر أهمال السلطات ع موضوع الكلاب المسعورة ؟! كم عاد يشتوا ضحايا من الأطفال عشان يشوفوا لنا حل ؟! عدد الكلاب في الشوارع أكثر من البشر ..!(....)".

وذكر ناشطون وسكان محليون في صنعاء أن مديرية "السبعين" وحدها سجلت الاسبوع الماضي خمس حالات عض كلاب للاطفال، مشيرين بأنه تم تقييدها في عمليات وزارة الداخلية التابعة للحوثيين، ولكن أذن من طين واذن من عجين، حد قولهم

فيما ذهب آخرون إلى نشر صورا تظهر انتشار كلابا ضالة بصورة كبيرة بين الأحياء السكنية في صنعاء، وتساءلوا عن صمت وتجاهل السلطات الحوثية لمثل هذه الظاهرة الخطيرة، وسخروا من انشغال الحوثيين بفرض رسوم واتاوات مضاعفة على المواطنين والتركيز على قضايا مالية لنهش مدخرات الناس فقط ، وتركهم فريسة للكلاب الضالة التي تنهشهم كل يوم.

ونشرت صفحة يمنية اسمها "دعاة السلام" على فيسبوك منشورا قبل يومين، قالت فيه: "يستقبل المستشفى الجمهوري بصنعاء يوميا مابين 20 الى 30 حالة اصابة بداء الكلب، وفي عام 2018 بلغت عدد الاصابات بداء الكلب اكثر من 7000 اصابة و18 حالة وفاة، وخلال السبعة الاشهر الاولى من العام 2019 وصل عدد الاصابات الى 9498 و50 حالة وفاة، حسب احصائيات صادرة عن وزارة الصحة في صنعاء".

وتابعت: "في صنعاء وحدها يوجد اكثر من 120الف كلب شارد (حسب تقديرات صندوق النظافة والتحسين عام 2015 )، ومع ذلك لا يوجد في اليمن بكلها اي شركة توفر المصل الخاص بداء الكلب وكل ما يأتينا من هذا الدواء يدخل عبر المهربين".

وأختتمت الصفحة: "في سوق الادوية اليمني قد تجد مئات الاصناف من ادوية المعدة ( ppi) ومئات الاصناف من مادة السيفترياكسون، وستجد هيئتين للدواء ووزارتين للصحة ومئات المستوردين، لكنك قد لا تجد ما ينقذ حياة احد اطفالك ان عضه احد الكلاب الشاردة".

يذكر أن السلطات المحلية في العاصمة عدن جنوبا، شنت حملات ميدانية عديدة لقتل الكلاب الضالة والمشردة خلال الأسابيع والأشهر الماضية ، الأمر الذي خفف من حدة تلك الظاهرة كثيرا وسط ارتياح المواطنين.