كتبه أ. د. عبدالله بن عبدالله عمر
الشاعر المعلم ناصر أحمد عبدالله مشبح - رحمه الله رحمة واسعة-.وكان يؤم الناس في مسجد الهير، حسن القراءة جيد الترتيل، أفضل من بعض من يؤم الناس اليوم.
شاء الله في صباح هذا اليوم الجمعة ٢٠٢٥/١/١٧م أن نعثر علی نسخة من ديوان جارنا العزيز الأستاذ ناصر مشبح -رحمه الله - عند أخينا أحمد مهدي المعروف ب(الحراجي) فاقتنيناه، وكان لنا زمن نتساءل عن شعر جارنا الذي منزله ملاصق لمنزل والدي -رحمهما الله وكفّر عنهما وأسكنهما فسيح جناته.
وُلِد ناصر أحمد مشبح - رحمه الله - في ١٣٦٦هجرية الموافق ١٩٤٧م في حوطة لحج، كانت إقامته في حارة سوق الذهب، وقد أكمل تعليمه الابتدائي في مدرسة المحسنية سنة ١٩٦١م وانتقل إلی المدرسة المتوسطة بالحوطة سنة ١٩٦٥م. متزوج وله سبعة من الأولاد ثلاثة أولاد وأربعة بنات.
عمل معلمًا مدة ٣٨سنة عضو اتحاد الأدباء والكُتّاب اليمنيين فرع/لحج، يُعد من شعراء الحوطة الذين لهم مشاركات أدبية نُشِرت في الصحف الرسمية والأهلية و له مشاركات ثقافية عبر الإذاعة والتلفزيون، شارك في تأسيس عدد من المدارس، ونال شهادة تقديرية من وزراة التربية والتعليم مع جائزة رمزية سنة ١٩٩٨م.
توفی الشاعر ناصر أحمد مشبح -رحمه الله - في ١٥ شعبان العام الماضي. حين كنتُ في جزيرة سقطری فلم يُكتب لي شهادة جنازته -غفر الله له و لولدينا و لجميع موتی المسلمين.ۜ- كان رجلًا عاقلًا رزينًا ينتقد بوعي، ومثقفًا تعلم ذلك حين تُحادثه وتُجالسه، وكان يؤم الناس في مسجد الخير عند غياب الإمام.
له ديوان شعره بعنوان (الحلوة والمرة) طُبِع الديوان في مركز عبادي للدراسة والنشر صنعاء اليمن الطبعة الأولی ١٤٢٥ه - ٢٠٠٤م
ويبلغ عدد قصائد ديوان (الحلوة والمرة) إحدی وأربعين قصيدة، موضوعات شعر قصائد ناصر مشبح متنوعة، فقد نظم المعلم الشاعر ناصر مشبح -رحمه الله - قصائد في الرثاء وفي حب الوطن وفي عشق لحج وحوطتها، و في الطفولة، وفي الرياضة، وفي تشخيص معاناة المواطن اللحجي، وفي فلسطين.
ومن أجمل قصائده: مشتاق، ازداد عندي الشجن، حب عمري، كاحل العين، صانع القوافي، بنات اليمن، إني لم أعد فهمان، وسمراء يمانية، لحج الثقافة، الناس أجناس، المعلم الأب الروحي، حوطة لحج، خيبة أمل، أمانتنا الطفل، ابن المنصوب، كتاب مبدع، في حوطتي، اللاعب الخسران، رحيل مسرور، محمد سعد قد ودُع، نم قرير العين، شاعر الوجدان، كفاف العيش، مجزرة جنين، الثورة علی الطغيان، والعدوان، وأمين.
كتب مقدمة الديوان الأستاذ الفاضل علي حسن جعفر السقاف القاضي - رحمه الله - رئيس اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين فرع لحج رئيس منتدی تبن الثقافي ٨/ مارس/٢٠٠٤م
وقد انتقی القاضي -رحمه الله - في مقدمته أبيات لحسن اختياره نوردها في منشورنا هذا علی نتناول قصائد للشاعر ناصر مشبح في منشورات قادمة - إن يسر الله عز وجل - ومما أورده القاضي- رحمه الله - في مقدمته، ما جاء في قصيدة مشتاق، قوله:
بالحلوه و إلا المرير
بعيش ذا العمر مره
مشتاق قد لي كثير
وقوله في قصيدة
(ازداد عندي الشجن):
ازداد عندي الشجن
والشوق فيني تمكّن
لحل ساكن عدن
ثم يختم القصيدة ببيت رائع، أفصح عن نهاية سعيدة، يقول فيه:
من بعد السهر والعذاب
وافی الحبيب واستجاب
تم اللقاء في تبن
وقال في وصف لوعته للحج وما كان فيها من ازداهار:
أضحك وأبكي
وأضحك أطلب النسيان
أخشی أصب بالجنان
مذهول خايف وحيران
ويقول القاضي:" وقد استقرت أحاسيسه علی انطباع واحد، يمكن أن يُجسّد في قصائده متسمًا بالتفاؤل في غزله وفي ارتباطه بحاضر منطقته وماضيها، ومن الأمثلة قوله في قصيدة (لحج الثقافة):
لحج الثقافة ومهد الفن والأشعار
في الحصن أو زنجبار
شهودها بل ومحضار
إلی أن يقول في بيت آخر من القصيدة:
ولم تزل لحج تعطي
ولم تجف آبار
في حوطته بالجفار
إبداع حاضر وزخّار
و قد علق الأستاذ علي حسن القاضي -رحمه الله- قائلًا:"وبعضها لا يخلو من مقومات الفن، ذي الأغراض الاجتماعية كالقصائد: الناس أجناس، المعلم، جشع التاجر، أمانتنا الطفل، حان وقت العمل" مقدمة الديوان ص١٣
انتهی ما ورد في مقدمة رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع لحج.