منوعات

الثلاثاء - 28 مارس 2023 - الساعة 01:14 م بتوقيت اليمن ،،،

وكالات


يعد الاحتكاك الجسدي المباشر أمرا حيويا من أجل البقاء في البرية. حيث تقوم بعض أمهات الحيوانات بحمل أطفالهن داخل أكياس أو على ظهورهن أو في أفواههن.

ويقول عالم النفس والمؤلف مارتن جرونفالد، وهو مؤسس مختبر “هابتيك” للأبحاث في جامعة لايبتسيغ بألمانيا، إن البشر، وهم ثدييات غير قادرين على الاعتناء بأنفسهم، يولدون ضعفاء، ويحتاجون إلى الرعاية من جانب الأم والأب والتغذية لفترة طويلة، ويمرضون إذا حُرموا من التواصل الاجتماعي والجسدي.

ويتابع جرونفالد، الذي يجري بحثا منذ أعوام بشأن سبب عدم قدرة البشر على العيش دون حاسة اللمس “ولاسيما أثناء النوم، حيث يشعر المرء بأنه يرغب في الاحتماء بقدر الإمكان… وينتقل هذا الشعور بالحماية، على الأرجح، عن طريق محفزات الضغط أيضا”، مثلما يحدث عند معانقة المرء أو إمساكه.

وهناك نوع من البطانيات ثقيلة الوزن، والتي تسمى أيضا بـ”البطانيات العلاجية”، وهي عادة ما تكون مملوءة بحبيبات من الخرز الزجاجي أو البلاستيكي الذي يتم وضعه داخل جيوب مبطنة لمنعها من التحرك أو التكتل في مكان واحد، مما يجعل البطانية أثقل بكثير من تلك العادية. ومن الممكن أن يكون الشعور اللطيف بضغط تلك البطانيات على الجسم، مريحا للغاية.

ويقول جرونفالد “من الواضح أن البطانيات ذات الوزن الثقيل تمنح الكثير من الأشخاص شعورا بالأمان وبعدم الوحدة”، ولكن ذلك ينطبق على الكثير من الأفراد ولكن ليس عليهم جميعا.

إن ما يعد لطيفا بالنسبة إلى بعض الأشخاص قد يكون غير محتمل بالنسبة إلى آخرين. ويشير إلى أن “هذا ينطبق على المؤثرات اللمسية بشكل عام. فبعض الأشخاص يفضلون أن يتم لمسهم كثيرا، بينما هناك آخرون لا يحبون ذلك. ويختلف ما يفضله الأفراد بشكل كبير.”

ويوضح جرونفالد أنه إذا كان النوم تحت بطانية ثقيلة يمنح المرء شعورا بالراحة، فمن المؤكد أنه يمكن أن يكون مفيدا، ويشير إلى دراسات أجريت بشأن تأثير البطانيات ثقيلة الوزن على الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق المزمن، حيث يقول “إنهم ينامون بشكل أكثر عمقا، كما يكون لديهم قدر أقل من القلق.”

ومن بين الحالات التي يقال فيها إن البطانيات ذات الوزن الثقيل تساعد في الشعور بالتحسن: التوحد، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، والخرف، والاكتئاب.

من ناحية أخرى، يعتبر الدكتور إنجو فيتسه، وهو مدير مركز طب النوم متعدد التخصصات في مستشفى “شاريتيه” ببرلين، أكثر تشككا في الإعلانات التي تروّج لحصول الجميع على جودة أفضل من النوم، من خلال البطانيات ثقيلة الوزن.

ويقول إن “كل شخص يتقلب أثناء نومه لما يتراوح بين 5 و25 مرة… (ولكن مع النوم) تحت بطانية ثقيلة الوزن، يستيقظ الأشخاص من ذوي النوم الخفيف أو الذين ينامون بصعوبة، في كل مرة.”

ويتفق جرونفالد مع فكرة أن تقلب المرء أثناء النوم دون أن يستيقظ، هو أمر مهم من أجل الحصول على النوم الذي يكون له تأثير تصالحي على الجسم، موضحا أنه “يجب أن يكون الجسم قادرا على التقلب تحت البطانية”.

ولا يستلزم الأمر استخدام البطانيات ذات الوزن الثقيل أثناء الليل، حيث أنها مناسبة أيضا للاستخدام أثناء أوقات القيلولة التي عادة ما تكون في فترة ما بعد الظهر. كما يمكن للمرء الاستمتاع بنوع من الشعور بالضغط اللطيف من البطانية عندما يستلقي على الأريكة لقراءة كتاب، بحسب ما يقوله جرونفالد، حيث تُظهر الدراسات أنها تتسبب في جلب حالة من “الاسترخاء الفسيولوجي القابل للقياس” بعد 10 دقائق فقط من استخدامها، أو نحو ذلك.

وفي حال كان المرء يفكر في شراء بطانية ثقيلة الوزن، فالسؤال هو: إلى أيّ مدى يجب أن تكون ثقيلة؟ ويتراوح وزن تلك البطانيات بين 3 ، وحتى أكثر من 10 كيلوغرامات.

وينصح جرونفالد قائلا “خاصة إذا كان المرء يستخدمها أثناء الليل، فإنه يجب عليه أن يتبع القاعدة العامة التي تقول إنه يجب ألا يتعدى وزن البطانية أكثر من 10 في المئة من وزن الجسم”.

كما تنطبق هذه القاعدة على الأطفال أيضا. وفيما يتعلق بالحد الأدنى للسن الذي يمكن فيه استخدام البطانيات ذات الوزن الثقيل بأمان، يجب على الآباء التأكد من قراءة المعلومات الخاصة بالشركة المصنعة للبطانية.

ومن الممكن أن يقوم أي شخص بتجربة استخدام البطانية ذات الوزن الثقيل لمعرفة ما إذا كانت مناسبة له. ومع ذلك فقد يعاني الأشخاص الذين لديهم آلام في المفاصل من مشاكل في بعض الأوضاع أثناء الليل.

جدير بالذكر أن البطانيات ذات الوزن الثقيل ليست رخيصة الثمن، حيث أنها غالبا ما يزيد سعرها عن 100 يورو (أكثر قليلا من 100 دولار).