أخبار اليمن

الخميس - 27 مارس 2025 - الساعة 10:52 م بتوقيت اليمن ،،،

حسان المطري


في هذا اليوم العظيم، 27 رمضان، نستذكر بكل فخر واعتزاز الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن الأرض والدين. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، حملوا السلاح في وجه الطغيان، ولم يترددوا في تقديم دمائهم الزكية لتحرير عدن من براثن الميليشيات الحوثية. لقد كانوا مثالًا للبطولة والإخلاص، نذروا حياتهم من أجل الحرية والكرامة، فسطروا بدمائهم أروع ملاحم التضحية والفداء.

عاشت عدن أيامًا عصيبة تحت احتلال الميليشيات الحوثية، حيث عانى أهلها الويلات من القصف العشوائي والمجازر التي ارتُكبت بحق الأبرياء. لم تسلم المستشفيات والمساجد والمنازل من همجية المعتدين، فكانت المدينة تعيش تحت حصار خانق وظروف إنسانية مأساوية. سالت دماء الشهداء في شوارعها، وذاق أهلها الجوع والعطش، لكنهم لم ينحنوا، بل ظلوا صامدين في وجه الظلم حتى تحقق النصر العظيم.

عدن ليست مجرد مدينة، بل هي جوهرة الجنوب ومفتاح البحر العربي، بموقعها الاستراتيجي الهام الذي جعلها مطمعًا للأعداء عبر التاريخ. كما أن لها مكانة كبيرة في قلوب المسلمين، فقد كانت على مر العصور منارة علم وتجارة، وشهدت عبور الدعاة والعلماء الذين نشروا الإسلام في بقاع الأرض. لهذا، كان الدفاع عنها واجبًا مقدسًا لا يقبل التهاون أو التأجيل.

في تلك اللحظات العصيبة، تخلى كثير من المسؤولين عن دورهم وهربوا، تاركين الشعب لمواجهة مصيره وحده. لكن رجالًا أوفياء لم يرضوا بالاستسلام، فوقفوا صامدين في مقدمة الصفوف، ومن بينهم معالي الوزير نايف البكري، الذي حمل راية المقاومة ودعم الأبطال حتى تحقق النصر. وأتشرف بأنني حظيت بتكريمه تقديرًا لمساهمتي في صناعة التلسكوبات والمعدات الفلكية، وهو وسام أعتز به وأحمله بكل فخر.

لقد كنت واحدًا ممن قدموا كل ما يستطيعون لصد وهزيمة هذه الميليشيات الإجرامية. ورغم أنني كنت الوحيد في البيت، ولم يسمح لي أهلي بالانضمام للقتال، إلا أنني قدمت كل ما أملك لدعم المقاومة. فقد جمعت مبلغ 16 ألف ريال سعودي كنت أدخره للزواج، وقدمته للمرابطين لشراء الذخيرة والمعدات العسكرية، بالإضافة إلى مبالغ مالية تم توزيعها على المقاومين. وأشهد أن القائد أنور العمري، الذي يشغل اليوم منصب مدير مؤسسة عدن الاقتصادية، كان شاهدًا على ذلك، حيث أرسلت له بعض الذخيرة لدعم الأبطال في تلك الأيام العصيبة.

ختامًا، سيظل 27 رمضان يومًا خالدًا في ذاكرة كل يمني حر. هو يوم انتصار الإرادة والصمود على الظلم والاستبداد، يوم انتصر فيه الحق على الباطل. سيبقى شهداؤنا في قلوبنا، وسنبقى على عهدهم، نواصل البناء والتقدم لنثبت أن عدن لم ولن تُكسر، بل ستظل شامخة بأبطالها ورجالها الأوفياء.