السبت - 28 ديسمبر 2024 - الساعة 09:55 ص بتوقيت اليمن ،،،
كتب | صدام اللحجي :
مرة أخرى، يعود الحديث عن دعم سعودي بقيمة 500 مليون دولار للحكومة اليمنية، وسط موجة واسعة من الترحيب والتطبيل من المسؤولين والإعلام الرسمي. لكن في المقابل، هناك تساؤلات جادة نطرحها إلى أين تذهب هذه الأموال؟ وهل ستصل إلى من يحتاجها حقاً؟ سيما والناس بلا رواتب وغلاء وعملة تتهاوى.
لا يخفى على أحد أن أغلب هذه المبالغ تُوزَّع بين جيوب الفاسدين وأصحاب النفوذ، من وزراء ودبلوماسيين وأسرهم والمقربين منهم، بينما يُترك الشعب الذي يرزح تحت وطأة الفقر والجوع ليحصل على الفتات، إن حصل عليه أصلاً.
الدعم المالي الخارجي، الذي يُقدَّم وكأنه مكرمة، هو في الواقع جزء بسيط مما يُنهب من خيرات البلاد. موارد النفط والغاز والثروات المعدنية تُستنزف لصالح قوى داخلية وخارجية، بينما يعيش المواطن في ظل انقطاع الخدمات الأساسية وارتفاع أسعار الغذاء والدواء وانعدام فرص العمل.
"يا فرحة ما تمت"، هذا ما يتردد على ألسنة الكثير الذين يدركون أن مثل هذا الدعم لن يُحدث أي تغيير حقيقي في حياتهم. فتجارب الماضي أكدت أن الأموال غالباً ما تُستغل لتعزيز مصالح فئات معينة بدلاً من تحسين الوضع المعيشي للشعب.
الحل الحقيقي برأيي لا يكمن في المساعدات المالية التي تذهب إلى جيوب الفاسدين، بل في بناء دولة مؤسسات تحافظ على موارد البلاد وتوجّهها لخدمة الشعب، بعيداً عن المحسوبيات والفساد الذي أنهك اليمنيين لعقود طويلة.