السبت - 09 نوفمبر 2024 - الساعة 08:38 م بتوقيت اليمن ،،،
كتب | صدام اللحجي :
بينما كنت أتجول في شارع الحوطة، التقيت بصديق قديم. كانت ملامح التفاؤل تكسو وجهه، وبدا كما لو كان يريد أن ينقل لي وجهة نظر مختلفة. بادرني بالسؤال: "لماذا يا صدام تركز دائمًا على السلبيات في كتاباتك؟ لماذا لا تكون أكثر إيجابية؟ هناك العديد من المشاريع الخدمية التي تحققت في عهد المحافظ التركي، وهي إنجازات تستحق الإشادة!"
كانت هذه اللحظة فرصة للتأمل والحديث عن الواقع الذي نعيشه. ابتسمت وقلت له: "أعلم أن هناك مشاريع، ولكن هل حققت الهدف الأسمى منها؟ قم بجولة سريعة في شوارع الحوطة وانظر إلى وجوه الناس، ستدرك أن هناك همومًا تثقل كواهلهم، همومًا كالجبال لا يعلم بها إلا الله. ستجد أن الحياة اليومية لا تزال مليئة بالتحديات، وأن هذه المشاريع، على الرغم من أهميتها، لم تلامس بعد احتياجات المواطنين بالشكل المطلوب."
صديقي ظلّ صامتًا لبرهة، يفكر في كلماتي. وأوضحت له أن الغاية من الكتابة ليست النقد المجرد، بل نقل صوت الناس، صوت من يقضون أيامهم في مواجهة ارتفاع الأسعار، ونقص الخدمات الأساسية، وتدهور البنية التحتية. فالكتابة تصبح إيجابية فعلاً حين تكون صادقة، حين تسلط الضوء على الاحتياجات الحقيقية للمجتمع وتعبر عن تطلعاتهم للتغيير.
واصلت حديثي قائلاً: "الإيجابية لا تعني التغاضي عن الواقع الصعب أو تجميله، بل تعني العمل على إيجاد حلول تُلامس حياة الناس اليومية. المشاريع الحقيقية هي تلك التي تخفف من أعباء المواطن، وتحقق له بيئة معيشية أفضل، ويشعر معها بالأمان والاستقرار. فالمشاريع قد تكون على الورق إنجازات، لكنها تحتاج لأن تكون حلولًا مستدامة تحسن حياة الناس.
أنتهى..!