عرب وعالم

السبت - 27 يناير 2024 - الساعة 02:10 ص بتوقيت اليمن ،،،

أ ف ب


من غزة إلى الضفة الغربية، انتظر فلسطينيون مفعمون بالأمل قرار محكمة العدل الدولية، بشأن الاتهامات الموجهة لإسرائيل بارتكاب إبادة في القطاع المحاصر، غير أن القرار لم يلقَ ردوداً موحدّة بعد صدوره.

وقالت مهى ياسين، 42 عاماً، من رفح بقطاع غزة "أشعر بفخر إزاء قرار المحكمة، إنها المرة الأولى التي يقول فيها العالم لإسرائيل إنها تجاوزت الحدود".

وأضافت مهى ياسين وهي واحدة من نحو 1,7 مليون فلسطيني نزحوا جرّاء القصف الإسرائيلي الكثيف على غزة والقتال المستمر "ما تفعله بنا إسرائيل في غزة منذ 4 أشهر لم يحدث في التاريخ، أشعر على الأقلّ أن العالم بدأ يتعاطف معنا".

ودعت محكمة العدل الدولية الجمعة، إسرائيل إلى منع ارتكاب أي عمل يُحتمل أن يرقى إلى "الإبادة الجماعية" في قطاع غزة وإلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إليه، مع تزايد القلق بشأن مصير المدنيين المحاصرين جراء الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس.
لكن المحكمة، ومقرها لاهاي، لم تطلب وقف إطلاق النار في غزة حيث يشن الجيش الإسرائيلي حملة مدمرة رداً على الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس في إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).
في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، سادت خيبة الأمل بين عشرات الفلسطينيين المجتمعين في صالة سينما لمشاهدة البث المباشر للجلسة.

وكان بعضهم يحمل لافتات كُتب عليها بالإنكليزية "لا أحد حرّاً ما دام الجميع ليسوا أحراراً".

وقالت هلا أبو غربية حاملة علم جنوب إفريقيا "من غير المقبول أن يقف العالم إلى اليوم، وهو لا يزال متفرجاً، ولم يقتلع قراراً فورياً بوقف إطلاق النار وإدخال الأغذية والأدوية وإجلاء الجرحى".

"حرب ناعمة"
واعتبر محمد حمارشة المقيم في رام الله أن قرار المحكمة هو "تصريح باستمرار الحرب ضدّ غزة ولكن أن تكون حرباً ناعمة"، مضيفاً "كان مطلوباً من محكمة العدل الدولية أن تصدر قراراً بوقف إطلاق النار فوراً".
وأدى هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) إلى مقتل أكثر من 1140 شخصاً في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وخُطف نحو 250 شخصاً خلال الهجوم أطلق سراح 100 منهم في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) خلال هدنة مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.

رداً على الهجوم باشرت إسرائيل عملية عسكرية مدمرة بهدف "القضاء على حماس" خلفت 26083 قتيلاً، الغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال والفتية، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

وفي محيط مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، ينشر الجيش الإسرائيلي منذ الخميس رسائل باللغة العربية على شبكات التواصل الاجتماعي يحث فيها السكان على إخلاء مناطق محددة من المدينة حيث تمركزت مركبات مدرّعة.

ويحاول عشرات آلاف الفلسطينيين الفرار من خان يونس والبحث عن ملجأ في جنوب القطاع المحاصر الذي تبلغ مساحته 365 كيلومتراً مربعاً، بينهم الكثير من الأطفال.

وقال شهود لوكالة فرانس برس إن الجيش الإسرائيلي فتّش مئات الأشخاص وفتح النار.

والقرارات الصادرة عن محكمة العدل الدولية التي تبتّ في النزاعات بين الدول، مبرمة وملزمة قانوناً، لكن المحكمة لا تملك أي وسيلة لتنفيذ أحكامها.