أخبار وتقارير

الإثنين - 11 ديسمبر 2023 - الساعة 02:03 ص بتوقيت اليمن ،،،

عاصم بن قنان الميسري


مسله سوق شمَّر في شبوة :

وهي مسله قانونية إجتماعية نصبت في عهد المكرب القتباني الشهير يدع أب دبيان ويقول بعض الباحثين بل انها تنسب الى ابنه شاهر هلال بن يدع أب هو من مكاربة الملوك القتبانيون وعاصمتهم تمنع ، والمكرب هو بمعناه الحاكم الديني ويعتبر يدع اب ذبيان من اشهر ملوك الممالك الجنوبية دائع الصيت والآثر بجانب اشهر ملوك أوسان وهذة المملكتين العظيمتين وشعوبهما وصلوا لدرجة عاليه من العلم والرقي والحضارة وقد تعرضتا لتخريب وحرب شعواء شنها عليهم مكرب سبأ في القرن الرابع قبل الميلاد

وللملك يدع أب ذبيان بن شهر ملك قتبان منجزات كثيرة في توثيق تاريخ قتبان بعملاتها ومسكوكاتها الشهيرة التي غطت ممالك الجزيرة العربية ووصلت الى حدود ممالك الرومان في نهاية القرن الخامس قبل الميلاد وضرب اسمه بجانب صورته، على مسكوكات الدرهم القتباني بصفة عامة لانهم أول من قام بصناعته والمصنوع من الفضّة في زمنه .



و تنسب اليه وثيقة في هذا النقش وهو نقش قانوني قتباني يحمل الرمز والرقم RES 4337 C

وهذا أول جزء من مسلة قانون شاهر هلال بن يدع أب ملك قتبان حيث أن هذا القانون مكتوب على ثلاث جهات من هذا العمود والنص الماثل أمامكم هو الجهة الأخيرة من النقش وقد قام بدراسته الكثير من الباحثين والمؤرخين ونكتفي بنقل ماورد في الصورة

وهذا اولاً النص ثم المعنى كمايلي :

[1] .... / وإلذو / بيـ
[2] جزف/ مشطم / ب
[3] يشتيطس / بشمر/ ن
[4] لك / يشتيطس
[5] قتبن / أنسم
[6] بن / أسس / وأل
[7] ذو / بيشط / كل
[8] مشطم / بشمر
[9] بليلنهن / و
[10] ن / ليصبح / و
[11] ملكمو/ قتبن
[12] أثرم / بكل / شـ
[13] يطم / وقنيم / بـ
[14] مظأ / بضعس / و
[15] أل / بيمتع / ذ
[16] ن / محرن / كل / مـ
[17] لكم

ثانياً المعنى :

ويتوجب على تجار الجملة منح تجار التجزئة جزء من البضائع لتسويقها داخل أراضي قتبان، ويمنع مزاولة أي أعمال تجارية في سوق شمَّر أثناء الليل حتى يأتي الصباح، وأي بضائع تمر على أراضي مملكة قتبان تكون خاضعة لسلطة ملوك قتبان .

وعلى كل ملوك قتبان في المستقبل العمل بهذا القانون والحفاظ على إستمراره وتطبيقه .

وهذا الجزء من النقش مثلما قلنا هو واجهة وحيدة من ثلاث واجهات منقوشه في المسله ، وقد جاء عند المؤرخ الكبير جواد علي بالقول :



وتعتبر مسله المكرب يدع اب على جانب كبير من الأهمية ولازالت موجودة في سوق شمر في شبوة ؛ لأنها قانون من القوانين الجزائية المستعملة في مملكة قتبان ، بل في الواقع من الوثائق القانونية العالمية، ترينا أصول التشريع وكيفية إصدار القوانين عند العرب الجنوبيين قبل الميلاد، فيها روح التشريع الحديث وفلسفة ّالتقنين، ترينا أن الملك وهو المرجع الأعلى للدولة هو وحده الذي يملك حق إصدار القوانين ونشرها والأمر بتنفيذها، وترينا أيضًا أن مجالس الشعب، وهي المجالس المسماة بـ "المزود" وتتكون من ممثلي المدن، ومن رؤساء القبائل والشعاب، هي التي تقترح القوانين وتضع مسودات اللوائح، فإذا وافقت المجالس عليها عرضتها على الملك لإمضائها ولنشرها بصورة إرادة أو أمر ملكي، ليطلع الناس على أحكام الأمر الملكي.

• المصدر: د. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام

اذا" دعونا نقف وننظر برؤية عميقة بعيدة الأفق ، لو لم يحفظ لنا الأجداد في نقوشهم تفاصيل حضاراتهم العظيمة وملوكهم المؤمنين والموحدين بالله مثل مزاودة مكاربة قتبان الملقبين بلقب (الداعيين لله) يدع أب وربما يكون له وصف اعظم من ذالك وربما كانوا من سلاله أنبياء لان ذكرهم في عدة نقوش منتشرة من مملكة معين وقتبان واوسان ومن الجوف الى مأرب وشبوة وابين وعدن في بعض نقوش توحيدية مثلما جاء في نقش وادي برع النقش الموحد بأسم الله

ويعتبر من أقدم النقوش التوحيدية لأول شعوب وملوك اختطوا الشرائع الدينية والقوانين والمواثيق والجزاءات بالنقش العربي المبين كما في هذة المسله للملك يدع أب بن ذبيان في سوق شمر، وهو الذي بفضله ايضا" عرفت البشرية عمله الدرهم كأول من سك نقودها واصدر اسمها في مملكة قتبان ،

كل هذة الأشياء تجعلنا نتفكر بعمق اننا لسنا امام حضارة بسيطة ولا مجرد ملوك بل اننا أمام أنبياء وحكام عرفوا شرائع الله فحفظوا حقوق العباد واكرموهم بالقوانين والرحمة والرقي وحملوا أسم المكاربة وهي صفة المتعبد العابد لله وآعتنقوا ديانه التوحيد والإيمان باللاله الرحمن ولم يكن شعب آخر مثلهم يعرف عبادة الرحمن الا شعوب تلك الناحية من الجزيرة العربية شعب سيدنا ابراهيم عندما قال لآبيه ( يا ابتي اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن) وقوم موسى وهارون كذالك وعيسى ، حتى جاء زمن البعثة المحمدية وبعض عرب شمال الجزيرة العربية لايعرفون الرحمن فقد جاء في قوله تعالى (وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا)....قالوا وما الرحمن

فلولا نقوش واثار أجدادنا لأصبحنا نعاني لليوم إفتراءات و لعنات الكهنة التكفيريين المتأسلمين مثلما أتهم الملك الموحد بالله ومسيحة والروح القدس جبريل، الملك أبرهة الصباح الحميري الذي سطر دات يوم نقشين له افتتح بهما قوله (بقوة الرحمن ومسيحة الملك ابرهة ملك سبأ وحضرموت وذوريدان) الذي تعرفوا جميعا" ماذا قيل عنه من قبل مؤرخين الفرس زمن الأسلام وبما اتهموه

صورة لمسله سوق شمَّر للملك يدع اب بن شهر ملك قتبان، وصورة لعملات الملك يدع اب وصورته الجميله على احدى أوجه العمله فلو لم ينقش اسمه بالمسند لنسبوه للروم او الأغريق وهكذا هم يستهينون بمجدنا وتاريخنا ولكنهم يتوقفون في حضرة نقوشنا المسندية كالخشب المسندة التي لاتستطيع حراك

دمتم 🌹
ابو عصمي الميسري