كتبه أ. د. عبدالله بن عبدالله عمر داود
أحد أدباء لحج الخضيرة، شاعر ومؤلف كتابًا في المسجلات الشعرية لم يُطبع بعدُ.
يختزل الأديب الذي ينظم شعرًا أحمد صلاح كرد، تاريخ الحركة الأدبية والشعرية في لحج، فابن صلاح من ال كرد أسرة نفع الله عز وجل بها كثيرًا.
هو شاعر له شعر لا يقل عن شعر شعراء كبار لحج، فصيح وعامي، سمعتُ منه طرفًا، فراقني وأعجبني، ألّف مؤلفًا في المساجلات الشعرية ينتظر من يطبعه كما تنتظر دواوين شعراء السلطنة العبدلية من يعيد طباعتها بحلة جديدة و بمواصفات فنية حديثة.
يحتفظ في ذاكرته كثيرًا من مناسبات القصائد التي اشتهرت. أحمد صلاح كرد الشاعر الأديب المؤرخ لتراث لحج،
عنه استقيتُ مقولة أمين الريحاني حين زار لحج: " لحج مركز التنوير"، و وهو ﻻحد الرجلين اللذين أفادني بمعلومات قيمة عن قصيدة الشاعر الأمير صالح سعد التي تفضّل أستاذنا الفاضل كمال حسين منيعم بإهدائنا
نسخة منها.
أحمد صلاح كرد مكتبة أدبية بشرية متحركة- حفظه الله- وبارك فيه ونفع به.
حين بدأت أبحثُ عن مناسبات بعض القصائد لشعراء لحج أشاروا عليه، يقولون: إذا أردتَ معرفة شيء عن الشعراء والحركة الأدبية في لحج فعليك بالجلوس مع الأستاذ أحمد صلاح كرد، وحين تسألهم أين أجده -قبل التعرُّف عليه -؟ يقولون: تجدهُ في الصباح يجلس في المكان الفلاني.
شخصيتان تعتنيان بشؤون أدب لحج وتحتفظ بتراث الشعراء الشخصية الأولی أستاذنا الفاضل كمال حسين منيعم والثاني أحمد صلاح كرد، شخصيات في لحج المحروسة لا تقل عن شخصيات أعطاها الإعلام أكثر مما تستحقه، وأهمل ابن منيعم كمال وابن كرد مكتبتان تفد منهما إن رغبتَ، وما أجمل الإفادة منهما والجلوس معهما..
لديهم طموحات ومشروعات لتطوير الحركة الأدبية في لحج وتوثيق شعر لحج.
تشعر بالجلوس معهما أنّك أمام تاريخ أدبي وثقافي ممتع يدركه كل من قرُب منهما وشنّف سمعه لما يدلون به من درر نفيسة ومعلومات عن المحروسة لحج تاريخًا وأدبًا وثقافة.
أطال الله بقاؤهما ومتعهما بالصحة والعافية.
يتميز أحمد صلاح كرد بنظم الشعر وحفظ أشعار غيره، وقد أخبرني أنّ له مقامات سمعتُ طرفًا منها و الله لا تقل في أسلوبه عن مقامات الهمداني والحريري يحكي فيها حوادث حصلت له في الحوطة مرّت بها فيضمنها مقاماته لم تجد طريقها إلی الطبع و التوثيق.
أخبرني بمناسبة قصيدة:
ليت معي كاتم وأربع بو خشب لأسري واهجم علی الماء، فهذه القصيدة هي إحدی جلسات مساجلات القمندان- رحمه الله- مع الشعراء وملخصها:
أنّ القمندان كان يجمع الشعراء ويطلب من أحدهم أن يشرع في قول أبيات شعرية ثم يلزم من حضر من الشعراء بالرد عليه، ففي إحدی الجلسات قال الشاعر مسرور مبروك -رحمه الله - أبياتًا تحكي عن الزرع والنار والماء، ثم شرع الشعراء يردون عليه فلم يجز منهم إلا شاعرًا أظنُّ اسمه عبدالقوي.
وحقيقةً القصة ممتعة وطريفة ورائعة وتحكي جلسات الأمير مع الشعراء وتشبه جلسات الخلفاء العباسيين مع الشعراء في عصر العربية الذهبي. وستروقكم إذا سمعتموها، لأنّ منها قول الشاعر: الماء بجنبي وأنا بجنب الماء، هالك وعاطش ضمأ، فرد مسرور مبروك قوله قائلًا: لم تزد عن وصف الماء بالماء، وقال شاعر آخر: ليت معي كاتم وأربع بوخشب لأسري وأهجم علی الماء، قال مسرور: أنت تريد تقاتل وتعمل مشاكل ( أو كما قال).
هذا غيض من فيض مما يُمثله أديبنا الشاعر أحمد صلاح كرد.
تنبيه:
الصورة أعلاه اُلتقطت له في مقهی وسيم الكابتن ملتقی الأدباء والشعراء ومتنوري الحوطة من معلمين ومثقفين.
حفظ الله الحوطة ومن بها.
وبهذا القدر نكتفي.
الكلام عن مثل هذه الشخصيات يطول لكنّه مممتع ومفيد.
ولا زالت في الحوطة شخصيات تمتلك ما يمتلكه ابن منيعم وابن كرد تحتاج إلی إخراجها من الظلام إلی النور ليعرف ما تختزله الحوطة من أدباء وشعراء.