الجمعة - 05 مايو 2023 - الساعة 12:41 ص بتوقيت اليمن ،،،
عاصم بن قنان الميسري
عندما نذكر اسم النخع فهو الجد الأكبر لمعظم قبائل أبين والتي أصبحت اليوم لها مسميات أخرى عديدة بتفرعها مع مرور الزمن)
لا نعلم لماذا يقوم البعض بتزوير التاريخ عمدا وإخفاء كل ما يخص منطقة أبين بقبائلها الأبية ولولا بحثنا واطلاعنا على كتب أهل العلم والتاريخ من أهل الإسلام في العصور الإسلامية القديمة لظلت تلك الحقائق مخفية عنا
ولا نعلم ما هي أسباب تزييف الحقائق والتلاعب بتاريخ القبائل من البعض
ومن كذبهم وتزويرهم في قصة الخنساء الشاعرة والتي تنتمي لقبيلة بني سليم أنها دفعت بأبنائها الأربعة للتضحية في معركة القادسية رغم أنها ظلت تبكي صخر أخيها حتى عميت لكي يرونا كيف نقل الاسلام الخنساء من الحزن الى التضحية وهو إسلوب دائما "مايقتنع به المسلمون فأذا اتيت بعالم عنده علم غزير وجعلته يخاطب الناس وليس في اسلوبه إظهار الحزن والتأثر لن يتقبل قوله سوى القليل مابالك لو جئت بشخص غير متعلم ولكن اديه اسلوب في جعل الآخرين يتأثرون ستجد الكثير متأثرين به وبقوله وسيتم استقبال كل كلمه قالها وحفظها بشكل رهيب ..
إما تاريخيا
فإن اليمنيين من أكثر الشعوب تأثرا "بالمقدسات قبل الإسلام وأما بعد الإسلام فقد كان لهم نصيب الأسد في الإقبال على الدعوة والأنصار والجيوش الفاتحة اليمن من أكثر البلدان التي عانى شعبها أضرارا جسيمة في سبيل نصرة الحق في حروب أبي بكر الصديق ثم حروب عمر ثم في فتنة عثمان بن عفان وفتنة علي ومعاوية وفتن الأمويين والعباسيين والإسماعيلية وو إلخ من ضريبة كبيرة وسيول من الدماء والإيثار مع ذلك لم ينلهم من فضائل هذا الدين إلا ما كتب لهم عند الله ورسوله وهو الأمر الذي قوبل عند الكتاب والمؤرخين بالتزوير والتزييف ضد فضائل أهل اليمن وتاريخهم وتضحياتهم وتاريخهم العظيم العظيم...
١- [الانتقام الشعبوي المتدين في سرد تاريخ اليمن]
أن الإسلام لا يحتاج لمثل هكذا أسلوب في الكذب وتزييف الحقائق فهو دين الله والذي لا يسمح إطلاقا بالكذب ولكن في الأساس كان الهدف من هذا التزييف إخفاء تاريخ مناطق وقبائل معينة في اليمن كان لها الفضل في تطويق الفرس والروم العلقم وشر الهزائم حتى أن التاريخ يذكر أن زوال فارس وملكها كان بفضل الله ثم القبائل النخعية التي سبق وسرد بعض تاريخها الإسلامي في عهد عمر بن الخطاب الذي اختارهم دون غيرهم في معارك الفتوحات الإسلامية ضد الفرس في العراق وفارس وقال (نضرب القوي بالقوي) حتى غنموا تيجان كسرى ولم تقم لها قائمة لليوم.
وفي الشام أيضا كتائب الأوس والخزرج والأشاعرة التهاميين أزالوا ملك القياصرة من جذوره دون رجعة وفي مصر كذلك والبلاء العظيم لقبائل عم التهامية في فتحها ونشر الإسلام فيها وبلاء الحميريين في فتح بلدان إخوتهم في المغرب العربي وحكم الأندلس، والحديث يطول في فضائل الثمانية في التاريخ الإسلامي.
لكن أريد أوضح نقطة مهمة أن من بقايا الفرس الذين اندثروا على أيدي النخع واقرناءهم من اليهود العرب أصبحوا فيما بعد من كبار رجال الإسلام ومنهم العلماء وتقدمتهم عن باقي العرب عند الولاة العباسيين.
ومن بقايا الروم الذين كسروا في الشام والنصارى العرب ممن أصبحوا من كبار الكتاب والفلاسفة والمفسرين فغلب على هاولاء الحقد القديم ضد القبائل اليمنية من المسلمين من اوائل الانصار والفاتحين فمكروا لهم واستخدموا كل شيء ضدهم في كتب السير والفقه والقضاء فضهرت في تلك الاثناء مصطلحات (الخوارج وعجم حمير والولاية والتفضيل والنزعة القرشيةبالحكم)
فأنتقموا اشد أنتقام من تلك القبائل اليمنية عبر مناصبهم تلك واقلامهم واستغلوا أحقاد اعراب نجد ضد عرب اليمن فضربوا المسلمين ببعضهم، فأتحداك ان تجد ملك حميري او أمير او عالم دين يمني او مقاتلي اشذاء او من سادة كبار العرب المذاحجة لم يحاربوا ولم يتم تشويهم في كتب هاولاء اتحداك ستجد كل قدح وذم وتشويه والسبب ماوضحته بختصار صراعات متراكمة انعكست على الدين وأهله... أعتقد الآن وضح للبعض منكم تفسير وأسباب تلك الصراعات من بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا .
٢- [الخنساء والمرأة النخعية بين الحقيقة والتزييف]
مَن هي الخنساء؟ وما حقيقتها؟
في كتب التاريخ القديمة لم نجد للخنساء أي ذكر في معركة القادسية ولا لأولادها الأربعة رغم أن الكتب فصلت تلك المعارك تفصيلا دقيقا والحقيقة أن الخنساء توفيت قبل الإسلام ولم تذكر في كتب السيرة وإنما الهدف من تلك القصة غرضه إخفاء قصة امرأة من # أبين_العز... فمن هي هذه المرأة؟؟
الأشد إيلاما "اليوم هو أن تقوم وزارة التربية والتعليم ممثلة باداراة المناهج أبين في أن تجعل تلك القصة تدرس في كتبنا باسم غير اسمها ولم يراعوا اسم اليمن قبل أن يراعوا أبين لأن فخر أبين هو فخر لليمن ككل بل إننا نعاني من تكدس مخلفات ثقافات فارسية ونصرانية ويهودية وإمامية وشعبوية في مناهج اليمنيين وثقافتهم ومنابرهم وكأن اليمن خال من الفضائل.
فإن كان تم ذلك بجهل فتلك مصيبة وإن كان بتعمد فالمصيبة أعظم أن تنوط مثل هذا للجهلاء في وضع مناهجنا
فالخنساء الشاعرة لها اسمها في الجاهلية ولها صيتها ومن مثلها لا يخفى أن أدركت الإسلام ومنازل قبيلتها بني سليم إلى جوار المدينة ودخلت قبيلتها في الإسلام في زمن مبكر.
فاين ذكرها من وفودها إلى الرسول صلوات ربي وسلامه؟؟ ليس لها ذكر فهل كبر سنها هو ما منعها من القدوم إلى المدينة وهي جوار المدينة فكيف بعد عدة سنوات من موت الرسول تقطع آلاف الكيلومترات إلى بلاد الرافدين لتشارك في القادسية... شيء غير منطقي...؟!!
الحقيقة أن الخنساء لم تدرك الإسلام وإنما ولدها أدرك الإسلام وهو رجل عجوز وهذا ما ذكرته الكتب
فكيف وضعت وزارتنا تلك المعلومات في مناهجنا وتعدت على حق من حقوق أبين وتراثها عندما نسبت تلك القصة باسم الخنساء والمشكلة أن الكثير من أبناء أبين يجاريهم في ذلك ودائما يضربون بها المثل في تقديم (أولادها للتضحية)
قلت لكم إنها حرب مستمرة وصراعات لتراكمات وثقافات قديمة تنخر في الإسلام وتستغله ضد أبناء هذه القبائل
يجب أن يعاد الحق لأصحابه وتعدل المناهج وعلى رجال أبين المطالبة بذلك التعديل والاعتذار لابين واهلها ومعاقبة وكشف كل من يقوم بتزييف تاريخها وينسبه لغيرها.
٣- [قصص ولد الخنساء في العهد الإسلامي]
إليكم ما جاء وذكر عن ولد الخنساء وبعده ما ذكر عن امرأة بني النخع من كتب السيرة
* قصة ولد الخنساء *
كانت قبيلة سليم بن منصور قد ارتد بعضهم فرجع كفار وثبت بعضهم على الإسلام مع أمير كان لأبي بكر عليهم يقال له معن بن حاجز أحد بني حارثة من بني سليم فلما سار خالد بن الوليد إلى طليحة وأصحابه كتب إلى معن بن حاجز أن يسير بمن ثبت معه على الإسلام من بني سليم مع خالد فسار واستخلف على عمله أخوه طريفه بنا حاجز وقد كان لحق فيمن لحق من بني سليم بأهل الردة رجل يقال له:
أبو شجيرة بن عبدالعزى السلمي * وهو * ابن الخنساء * فقال :
فلو سألت عنا غداة مزامر
كما كنت عنها سائلا لو نأيتها
لقاء بني فهر وكان لقاؤهم
غداة الجواء حاجة فقضيتها
صبرت لهم نفسي وعرجت مهرتي
على الطعن حتى صار وردا كميتها
اذا هي صدت عن كمي اريده
عدلت اليه صدرها فهديتها
صحاالقلب عن مى هواه واقصرا
وطاوع فيه العاذلين فأبصرا
واصبح ادنى رائد الجهل والصبى
كما ودها عنا كذلك تغيرا
واصبح ادنى رائد الوصل منهم
كما حبلها من حبلنا قد تبترا
الا ايها المدلي بكثرة قومه
وحظك منهم ان تضام وتقهرا
سل الناس عنا كل يوم كريهة
اذا ما التقينا دارعين وحسرا
السنا نعاطى ذا الطماح لجامه
ونطعن في الهيجا اذا الموت اقفرا
وعارضة شهباء تخطر بالقنا
ترى البلق في حافاتها والسنورا
فرويت رمحي من كتيبة خالد
واني لارجوا بعدها ان اعمرا
يشرح ابا شجرة احداث دارت بينهم وبين جيش خالد بن الوليد بهذه الأبيات وهو على الردة
٤-[ إسلام ابا شجرة ]
ثم جاء في السير ان ابا شجرة اسلم ودخل فيما دخل فيه الناس فلما كان زمن امير المؤمنين عمر بن الخطاب قدم المدينة فأناخ ناقته بصعيد بني قريضة قال ثم اتى عمر وهو يعطي المساكين من الصدقة ويقسمها بين فقراء العرب فقال:
ياامير المؤمنين اعطني فأني ذو حاجة
قال عمر : ومن انت
قال : ابو شجرة بن عبد العزى السلمي
فقال امير المؤمنين عمر بن الخطاب
ابو شجرة عدو الله الست الذي تقول:
*فرويت رمحي من كتيبة خالد*
*واني لارجوا بعدها ان اعمرا*
ثم جعل يعلوه بالدرة في راسه حتى سبقه عدوا" فرجع الى ناقته ابا شجرة فأرتحلها ثم اسندها في حرة شوران راجعا الى ارض بني سليم فقال:
ظن علينا ابو حفص بنائله
وكل مختبط يوما له ورق
مازال يرهقني حتى خذيت له
وحال من دون بعض الرغبة الشفق
لما رهبت ابا حفص وشرطته
والشيخ يفزع احيانا فينحمق
ثم ارعويت اليها وهي جانحة
مثل الطريده لم ينبت لها ورق
اوردتها الخل من شوران صادرة
اني لازرى عليها وهي تنطلق
تطير مرو أبان عن مناسمها
كما تنوقد عند الجهبذ الورق
اذا يعارضها خرق تعارضه
ورهاء فيها اذا استعجلتها خرق
ينوء آخرها منها بأولها
سرح اليدين بها نهاضة العنق
صفحة 235 و 236
الجزء الثالث
المجلد الثاني
كتاب تاريخ الامم والملوك
ابي جعفر محمد بن جرير الطبري
٥-[قصة امراءة بني النخع]
أما عن قصة امرأة النخع فهي ذات قصة الخنساء وأبنائها الذي قالوا إنها شهدت القادسية وهو غير صحيح بل ماتت قبل الإسلام وإنما سحبوا تلك القصة عن الامراءة النخعية وعنونوها بقصة (الخنساء وأولادها) كما هي العادة وكما هو ذات الأسلوب الذي تعرض له الكثير من أعلام ورموز اليمن في كتب الرواة في الإسلام...
انظروا لعظمة هذه القصة للأمراءة النخعية وأولادها في القادسية في ضرب أروع معاني الفداء والتضحية في الإسلام
فعن شعيب عن سيف عن مجالد عن الشعبي قال :
كانت امراءة من النخع لها بنون اربعة شهدوا القادسية فقالت لبنيها :
انكم اسلمتم فلم تبدلوا وهاجرتم فلم تثربوا ولم تنب بكم البلاد ولم تقحمكم السنة ثم جئتم بأمكم عجوز كبيرة فوضعتموها بين ايدي الفرس والله انكم لبنو رجل واحد كما انكم بنو امراءة واحدة ماخنت اباكم ولا فضحت خالكم انطلقوا فأشهدوا اول القتال وآخره
فأقبلوا يشتدون فلما غابوا عنها رفعت يديها الى السماء وهي تقول اللهم ادفع عن بني فرجعوا اليها وقد احسنوا القتال ماكلم منهم رجل كلما فرايتهم بعد ذلك يأخذون الفين الفين من العطاء ثم يأتون امهم فيلقونه في حجرها وتقسمه فيهم على مايصلحهم ويرضيهم
صفحة 121
الجزء الرابع
المجلد الثاني
كتاب تاريخ الامم والملوك
ابي جعفر محمد بن جرير الطبري