الثلاثاء - 28 مارس 2023 - الساعة 12:56 ص بتوقيت اليمن ،،،
عاصم بن قنان الميسري
بما اننا نعيش ذكرى يوم أعظم انتصار لشعب عدن ضد البوكيرك البرتغالي وكسر شوكة أكبر جيوشه البحرية التي احتلت ثلثي العالم وانهزمت في عدن في مواجهة جيش من الطاهرين والأمير العدني مرجان الظافري وكان ذاك الأنتصار في مثل يوم أمس الموافق 26/3/1535 م .
ثم كانت البرتغال وجيوشها على موعد هزيمة عربية اولى من نوعها وجبهة جنوبية خالصة موحدة من فريق عربي جنوبي من ( عدن حتى الشحر ) شارك فيها ابناء عدن و أبين وحضرموت والمهرة وأحببت فقط ان اذكركم بماضيكم يا اهل الجنوب وبالهزيمة التي الحقناها بالبرتغاليين حكام البحار السبعة قبل أكثر من ٥٠٠ عام لمن يجهل تاريخنا ..
وتبدأ القصة..
معركة الشحر
حينما انهزم البرتغاليون على سواحل عدن أمام الأمير مرجان الظافري عامل حكم الطاهريين في (عدن) عام 1513م، وهذا جزء متأخر من تاريخ عدن لمن يجهل تاريخ عدن وابناءها .
البرتغاليون أدركوا حينها أن الشحر هي إحدى الروافد الرئيسة التي تمد عدن بجانب قوتها ومنعتها وارادوا تغطية هزيمتهم في عدن بالأنتصار في الشحر فكان ماحدث ..
قرر البرتغاليون غزو الشحر تأديبا وانتقاما، وحتى لا تتمكن من تقديم أي عون مادي لعدن الذي هزموا فيها كأول مدينة عربية كسرة جموح البحارة البرتغاليين وقائدهم ، بحيث يسهل سقوط عدن مرة اخرى بأيديهم ..
وفي صباح الخميس التاسع من ربيع الأول 929 هجرية الموافق1523م بعد مضي اكثر من ست سنوات على هزيمة البرتغال في عدن، وصل الأسطول البرتغالي للشحر ويتكون من ثماني سفن حربية ، وكان الأمير مطران بن منصور؛ عامل السلطان بدر الكثيري (بوطويرق) على الشحر ..
كانت حجة البرتغاليين أنهم أتوا لاسترداد ممتلكات برتغالي مات في الشحر وأن السلطان استولى على تركته الحادثة هذة تدكرنا بحادثة شبيهة للكبتن هنس واستيلاءه على عدن بحجة تحطم سفينته.
وبعد مراسلات بين الطرفين تبين للأمير أن البرتغاليين يريدون احتلال الشحر ، فجمع الأمير مطران أعيان الشحر، وقرروا منازلة البرتغاليين، وأرسلوا رسالة للسلطان بوطويرق وأخرى للأمير عطيف بن علي بن دحدح قائد منطقة المشقاص .
وفي صباح الجمعة العاشر من ربيع الأول من نفس السنة، نزل للشحر 700 من البرتغاليين، وأخذوا يطلقون النار على كل من يصادفهم ويحرقون المنازل والمستودعات والأكواخ ونهبوا المحلات واستمرت المعركة ثلاثة أيام متوالية، استشهد فيها المئات من أبناء الشحر وأحرقت مئات المنازل والأكواخ ..
ولازال قبر المقدم عمر باغريب، ماثلا في مدينة الشحر .. وشاهدا على بطولاته ومشاركته في حرب المقاومة والتصدي للغزو البرتغالي.. وأهمل المؤرخين والعديد من كتب التاريخ ذكر أسماء كثيرة من الابطال المقاومين ومنها دور البطل/ عمر باغريب، وعدد اخر من ال باغريب في الشحر الذين استشهدوا أو اشتركوا بالقتال ضد الغزو البرتغالي ومواجهته ببطولة ..
وقد استشهد عدد من قادة المقاومة آنذاك من (عدن وأبين وحضرموت والمهرة ) ولكن المؤرخين اقتصروا على ذكر سبعة فقط من القادة من المشايخ العلماء وهم:
1- الفقيه العلامة الشيخ يعقوب بن صالح الحريضي.
2- الشيخ سالم بن صالح باعوين المهري.
3- الشيخ حسين بن عبد الله الجمحي.
4- الأمير مطران بن منصور حاكم الشحر.
7- 5 . إضافة الى ثلاثة من ال بافضل المذحجيين .
استشهد عدد من قادة المقاومة ومنهم هولاء السبعة في معارك الثلاثة الأيام، ودفن ستة منهم في قبر واحد ويعرف بقبر السبعة الشهداء بالشحر كأبرز معلم تاريخي حي وشاهد على هذة المعركة
وفي صبيحة اليوم الثالث من المعارك، وصل جيش المشقاص بقيادة أميرها البطل/عطيف بن دحدح لنجدة الشحر، وهنا فر البرتغاليون إلى سفنهم وعادوا من حيث أتوا يجرون ذيول الهزيمة الثانية التي تلقوها بعد معركة عدن ولكن في هذة المعركة كان هناك تظافر جنوبي عظيم يجب ان يدرس للأجيال ويكون وثيقة شرف لكل ابناء هذة المناطق من عدن الى المهرة بأن مصيرها واحد في كل زمان ومكان وانتصارهم في اتحادهم وهزيمتهم في تفرقهم والتاريخ خير شاهد .
#هزيمة_البرتغالين
#في_عدن_والشحر
ابو عصمي الميسري