الأحد - 22 يناير 2023 - الساعة 07:55 م
لن تُفيد نفيًا مؤكدًا، ومنهم من رأى أنها تفيدُ نفيًا مؤبَّدًا ، وحتى هو حرف جر دال على انتهاء الغاية الزمنية ؛ لسؤالان متضادان ، وفي أحسن الأحوال خطان مُتوازيان على أرضٍ واحدةٍ لا يلتقيان ـ أو قل مشروعان متباينان بحاجة إلى إجابتين تامتين لا غموض فيها ، ولا لبس ؛ وأصبحت ضرورة ملحة تستحق منهم الرَّد لرفع غشاوة الوضع المعاش ، وأهميته للمستقبل المنظور ، والبعيد ؛ بدلاً من التنافس المحموم بدون نتيجة فليتصدر أحدٌ منهم لما يدور بدون استحياء .
هذه هي اللحظة المرتقبة التي ستُشكِل فارقاً بين مشروعان من شأنهما تحديد خط النهاية ليُعلن الحكم صفارة نهاية الزمن ، وإعلان الإجابة الطافية على سطح صلب .
اللعب على المُمكن خير من التنافس الغير أخلاقي على حساب آلام المرحلة المَعاشة ، وتعقيداتها مما أضعفت الكل ؛ فتَحقق للفريق الآخر فوزاً عظيماً ، ونال فيه الظهور على المسرحِ الداخلي ، والخارجي ، وأصبح ثابت على أرضيةِ الملعب الكبير للمُتخاصِمين ، وضَمِنَ البقاء ، مما يجدُ من تنافر قطبين يشكلان أسماً معلناً أسمه الشرعية .
ندين هكذا وضع لا مُتناهي مثل : مجموعة الأعداد الصحيحة فهي تشمل الأعداد الموجبة والأعداد السالبة ، والفردية منها ، والزوجية إلى ما لانهاية ؛ حتى الصفر .
لذا نُثمِن طرح السؤال ، ووضع النقاط على حروفهِ فإنها أدل ، وأوضح لقراءة كلماته ومعرفة منطق ، وفحوى السؤال ، ومنتظرين الإجابة ليتحدد كفتي الميزان .
إن هذا المخاض كما يبدو انه مقدمة لمرحلة جديدة من صراع الإخوة الشركاء ، وإن كان أقل سوءً من تجارب الحرب لتوطين فكرة جديدة ، وإظهار المخفي المعلوم على السطح ، والحصول على إجابات لعدد من المواضيع لمتطلبات المرحلة القادمة ، لتنفيذ المهام المستقبلية بشكل أقل خطورة ، وأعقل بدلاً من لغة العدوانية التصعيدية .
لذا يجب البوح لإطلاع الجمهور على تفاصِيلها لتصبح حدثاً قابل للأخذ والرد ، ومنحها فترة مخاض بدلاً من التعميمات الروتينية التي ألِفها المُتلقي ، والتي يُمكن أن تتبدل إذا لم تجد لها التربة الخَّصِبة لنمائِها ؛ لأنها إحدى شروط التنفيذ ، وفقاً لقاعدة الاحتياج لتقليل الجدل حتى تُخفض من ردة الفعل ، بحيث تُبقى فكرة الحل مُمكِناً ، وتحديد المُتاح ، وتدعمُ بالمستطاعِ استجابة لنداءات الأطراف ، ومتابعة فرص حل أفضل ؛ بدلاً من أن تسبب إرهاقاً لحامل مشعلها ، ولو بالقدر القليل .
إذاً هل ستطرح ضمن مرحلة أبجديات الواجب ـ ثم تتصدى لهجمات استئصالها ؛ فقد تؤدي إلى إصاباتٍ خطيرة تؤدي إلى الوفاةِ ، أو في أحسن الأحوال إصابات حادة يصعب معها الشفاء نظراً للجدل العميق في محاوُرها المختلفة ، والمفاجئات العديدة المُتدثِرة بالتراب ، في ظل التمسك ، ومواصلة التطويق ، والسيطرة استجابة لنداءات مختلفة سعت بكل جهدها إلى إفشال الطرف الآخر ، وأحكمت قبضتها ، وسيطرتها على مراكز الظل الكثيرة من زمان .
فكرة جيدة قرار الطرح بوضوح ، وصراحة ؛ إذ يعد واجب أخلاقي قبل أن يكون واجب مهني لحامل مشعل ، بعد التواصل مع القواعد المُؤيدة لهكذا طرح مع قبول اختلاف وجهات النظر العديدة للوصول إلى حالة مَرْضية لجميع الأطراف ذات التوجه الواحد وبرامج عمل موحدة حتى لا تنقلِب النتائِج رأساً على عقبِ ، وتتعرض لجنون المعارضة حين تفشلُ نقطة الانطلاق ، ويصبح حامل المشعل مذموماً يُشدد عليه الخِناق ؛ مما قد يؤدي إلى وفاتهِ جماهيرياً أو انتهائه بالفَرارِ ، ونبدأ إعادة الطحين من جديد .
أم أن العاجل الضروري استكمال أهداف التوجه لِتُطهِرُ ما تبقى من أدران الماضي ؛ إذ يَعْتقِدُ أن ضخ العديد من اللقاءات سيكون لها تأثير كبير على فكرةِ الطرح في مثل هذه اللحظات العصيبة حتى تتم المُواجهة بتحدي أكبر لخطة الاندفاع .
هناك الكثير من الأصوات يراد لها السكوت بتشويهها تارة بضعف القيادة أو خونة ، وعملاء في إشارة واضحة لكسر التوجه عندما تتكلم كاستجابة لنداء الواجب .
لذا على المُهْتمين بالشأن اليمني كسر هذا الجمود السياسي ، والتدخل العاجل ، والضروري كونها منطقة حرب بين فرق مختلفة التوجهات لإعلاءِ الواجب الإنساني ليفضي إلى حلول مُسْتدامة للجميع لديمومة الحياة .
إن من أهم أهداف الحوار هو تجاوز التجارب المؤلمة في التاريخ ، وتبادل الأفكار ليتم من خلالها اجتياز اختبارات صعبة بمختلف الوسائل السلمية المُتاحة لصياغة مستقبل جديد بتوجهات سياسية مختلفة ، وجعل فكرة الحوار وجهة مركزية لا مناص عنها للتغلب على خطاب الأفكار المتضادة الأخرى الموجعة في عمر تاريخ الأوطان .
لذلك فإن من المُعيب على رعاة الحوار عامة أن لا تستوعب منطق التاريخ ، وتظل تنتظِر مخرجاته بكل هذا الجدل الكبير دون اعتناق الطرح الجديد لاستكمال متطلبات المرحلة ، واستكمال أهداف الحوار للوصول إلى برِ شاطئ الأمان .
فكم من زعامات سياسية أو قادة أحزاب أو مؤسسات مجتمعية أحدثت فعلاً خارقاً بوسائل سلام عديدة في المجتمعات المُتناحِرة لِتتنصب رموزاً على دروس التاريخ القديم ، والجديد .
لا نُريد لعلعة البنادق ، ودوي المَّدافعُ ، وأزيز الطائرات لِتوحدنا ، لِنظل مُتفرقين تحت راية سلام مُسْتدامة تُحقِقُ الرخاء ، والإخاء لهذهِ التكتُلات السكانية المتجاورة والمتحاورة ، والمتحابة .
د. عارف محمد احمد علي