الجمعة - 06 يناير 2023 - الساعة 09:15 م
مبلغ مُسْتحق لترقية علمية قدرهُ "38170" ريال يمني لتعزيز النقل من درجة أ.مساعد إلى أ. مشارك ؛ بعد انقِضاء خمس سنوات خدمة لنيل هذا اللقب العلمي ؛ دون أن يُصرفَ لعضوِ هيئة التدريس أية استحقاقات مادية لتنفيذ البحوث الثلاثة للحصول على اللقب المشار إليه ، ومبالغ نشرها في المجلات العلمية، وتقييمها داخلياً ، ومن ثم إرسالها خارجياً للتحكيم ؛ آمِلاً في الحصول على ذاك المبلغ المادي للترقية المشار إليه سابقاً ـ متلازماً مع عنوان المقال .
هذا هو الشائِع في جامعات المناطق المُحررة ، ووزارة المالية لا تأبه لنقاط الاشتباك هذه متمثلة بالمماطلة الطويلة دون أن تظهر أية مستويات من خطوات الإيجابية لحلها ـ حيث أُسْتبدِل هذا السلوك بفكرة تطبيق الانتظار الطويل كطريقة تقليدية لنسيان حب قديم .
إن اتخاذ هكذا قرار دون علَّن أصبحنا نُشَكِكُ في مصداقية الحل لكي يحظى الكادر العلمي مكاناً في مجتمعه ، لأنها اسْتبعدت عن نفسِها أن تخوضَ غمار التسلُح لنصرة كوادرها العلمية ، وإنما أستبدل بسلاح تقليدي قديم الصبر مفتاح الفرج ، وتناسوا قولة تعالى : وأعملوا ..
تقلد المسئولية يتطلب الوفاء بحقوق المنتسبين لهذه المؤسسة بفتح الأبواب المُغلقة للمطالبة بهذه الحقوق المكتسبة بمختلف مسمياتها ؛ والتي أصبحت من ضروريات المهام البالغة تنفيذها بما يحققُ مستوى معيشي نأمل ملامسته كواقع ، ونحن أحياء قائمون على أقدامِنا .
مناقشة هذه القضية وطرحها ليس بهدف التسلية بأسلوب استعراضي، وإنما بهدف معالجتها بصورة واجبة الحَّل ، وبما نضمن التنفيذ وفق فترة زمنية محددة بعد مرور ثلاث سنوات من استحقاقِها ؛ حتى نتجاوز مرحلة الانتظار الإجبارية بحجة عدم توفر السيول بالرغم أن المَّناخ مُلَّبد بالغيوم معلِن بهطول زرق كثير .
سياسة قطرة قطرة بالرغم من صوابيتها كنصيحة طبية للحفاظ على حياة في رعاية صحية مركزة سياسة صائبة ، ولكن لا تلقى شرف التطبيق عند أناسٌ يتمتعون بوافر العافية ؛ إلا إذا كان الأمر يتعلق بنجاحات متقطعة كسمات الكل قابلة للتدوير ، وتجربتها أصبحت من الدبلوماسية باكياً وضاحكاً في آن واحد لينال شرف البقاء على مطالب ذوي روابط المهنة الواحدة .
دخول العُمر موسوعته النهائية بات عنصراً ضاغِط لإنجاح هذا الطلب "صرف هذه العلاوة المستحقة" ليتجدد الأمل بالحلم للمرحلة العلمية اللاحقة بالرغم من أن الإصابات بالغة ، ولكن نجدد الأمل بمثل هذه المناشدات لتتحول إلى إنجاز على قاعدة إسعاد الكل بتواريخ قريبة جداً مؤكدة .
ضبابية الرؤيا قد تصيب العين بالعمى إذا لم تعالج بسماع الشكوى من طول النظر ؛ هل يجب أن يقام مُخيم لتلبية الطلب في بداية عامنا الجديد لأن السفينة قادِمة مُحملة بالمُنى فلا نحرمُ من وزير ماليتنا استجابته للنداء بعد هذا الصبر ـ بالوفاء .
لا نسمع عن رؤساء الجامعات المحررة من باب تفعيل الشراكة بينهم أن اتخذت موقف ايجابي لإنجاح منجز على أرض الواقع تلبية لتحقيق مطلب مشترك، والاستماتة دعماً لتنفيذه كمساهمة مباشرة لتمكين من تسوسوهم في تحقيق مطالبهم التي كفلها لهم قانون الجامعات اليمنية ، وإنما أدوار فردية لا تواكب الجديد في مستجدات الطرح القديم بما يلبي حقوق أعضائها .
هذا التوجه هو من ثقافة التوحد أمام خصم عنيد يدعي الفقر الشديد لنجدد الأمل بالمستقبل بالنصر القريب ، وثقتنا بهؤلاء الكوكبة من القيادات العلمية في إرساء دعائم الحق كمناخ ملائم لتفعيل دور الوزارات الأخرى لضمان الحصول على نتائج تتحقق معها الأهداف المرجوة .
يجب أن تضمن هذه القيادات تحقيق هذه المطالبات كخطوة من خطوات إعادة الاعتبار للمؤسسات العلمية التي يديرونها بمختلف مسمياتها لتعزز القدرة على الصمود ، والمشاركة في بناء المجتمع على نحو أفضل ؛ لنأمل خيراً من ندائِنا ، وتطبيقها حال واقعنا لرفع الحالة المعنوية لتحمل التحديات .
عدم الإيفاء بهذا الحق الشخصي لعضو الهيئة العلمية هو تأكيد لحالة اللامبالاة نحونا ممن تولوا أمرنا بصورة عامة ، وجعلوا من هذه الحقوق رهينة المزاجية في التنفيذ بعيدة كل البعد عن تحمل مسئولية الواجب الوطني ، والمهني ، الأخلاقي التي هي من ضمن صميم عملهم اليومي ، وبشكل وثيق في وضع التدابير لحماية وتنفيذ هذه الحقوق التي ظلت حبيسة شح النفس حبيسة الأدراج طيلة هذه السنين دون اعتبار حقيقي لمكانة هذا الكادر العلمي في الحياة العامة .
يجب أن نضع الجميع أمام حقيقة المواقف المُتصلبة التي عطلت إجراءات التمكين لحق يُعَّد من أكثر الحقوق استجابة للتنفيذ لخلق دافع إبداعي للإسهام العلمي لعضو هيئة التعليم بصورة ذاتية ؛ في ظل غياب برامج التدريب والتأهيل كحق لهذه المؤسسات الأكاديمية كإستراتيجية ثابتة من قبل الحكومة .
أصبحت الحاجة لتحسين الوضع المادي ضرورة ماسة ، لذا يجب أن نتفاوض فيها لاحتواء تداعياتها النفسية على عضو هيئة التدريس حتى في أدنى شروطها ، وهي إجراءات تسهيل مرور هذه العلاوات لترقية علمية دون عرقلتها كتجاوب حكومي يظهر حُسَّن النية ، ويسهم في خلق بيئة مواتية لتحسين موضوع البحث العلمي .
د. عارف محمد احمد علي
