السبت - 10 ديسمبر 2022 - الساعة 07:45 م
عادة عندما نتقدم لشاغر وظيفي أو تسجيل في معهد أو جامعة أو تقديم طلب لإنجاز مهمة إدارية أو أي استحقاق شخصي كاستخراج بطاقة شخصية أو جواز سفر يتطلب منا إرفاق بعض الـتأكيدات لأحقيتنا في إتمام هذه الخدمة الآنية ـ لغرض محدود الوظيفة ، ولكن عندما يتقدم طفل للالتحاق بالعام الدراسي الأول لا يتطلب منه إرفاق أية من المُتطلبات غير شهادة ميلاد إن وجدت لتدوين أسمه كمُسْتحق للالتحاق بالعام الدراسي الأول .
هذا الإجراء من الناحية الإدارية صحيح لكن دون أن تتحمل الأسرة أية تبعية كمساهمة مُجتمع في إعداد ، وتجهيز هذا التلميذ للولوج بأول خطوات المستقبل ، وأصبح هذا السلوك مَوروث كنظام إداري ، ومجتمعي ثابت ـ لذا يجب علينا أن نُعَّدِل هذا السلوك الإداري لطلب الالتحاق ، لمواجهة خلل عميق أصاب العملية التعليمية ـ بهدف خلق فوائد كثيرة من هكذا تعديل ؛ ألا وهو خفض معدلات سوء الناتج النهائي من عملية التعلم .
تعتبر رتابة الوظيفة ، بعدم طرح الحلول كخُطط مستقبلية لتلافي القصور التي أصبحت تهدد من رفع مستوى الأمية في جيلنا القادم ، هي ألغام نزرعها بأيدينا في مجتمعنا دون دراية لمخرجات هذه السلبية في الأداء فأصبحنا نحن الخاسرون جميعاً ؛ دون إدانة لأحد ـ لذا يجب إغلاق طُرقها الأساسية وفق برنامج عمل واضح لتحقيق الهدف الذي ظل قائم أمام أعيُننا وهو خلق جيل مُتَعلِم ، ولكن دون دراية كيف الوصول بهذا الهدف خدمة لتطلعات المجتمع ، وإيجاد الحلول المناسبة لما من شأنه الارتقاء بمستوى الأداء .
نسعى من هكذا طرح مُناصَّرة لقضية محورية لإعادة تأهيل الأداء ليكون في مستوى التحدي بإدماج المجتمع معنا في تحمل مسؤوليته لِنُترجم برنامج عمل يَنْقُلنا إلى واقع جديد لتوحيد الجهود حتى لا تتلاشى فرص الحل التي ستقود إلى مزيد من المآسي لا تخَّدُمُ توحيد الصفوف فنظِل الطريق ، ويصبح تصحيح هدف المسير مكلف باهِظ الأجور .
إن طرح هذا الاختِلال في إدارة العملية التعليمية من قبل وزارة التربية والتعليم لا يمكن لأحد من تجاهله ، وهنا يجب علينا تفكيك غَّزِل خِيوطها ، تلبية لطلب مُلِح لا يمكن السُكوت عليه بعد إدانته منا جميعاً ، ونحن واثقون من أن إعادة فتلها من جديد ستصبح أكثر نفعاً لتأدية الدور المُناط بكل كفاءة ، واقتدار .
يجب أن يكون لدينا حل مُبْدِع للإجابة عند طرح السؤال ـ ماذا نريد من المجتمع " مجلس الآباء" ، و ماذا يريد منا ؟! .
يُريد المجتمع مِنكم الفوز باللقب في أداء المُهمة كاحتياج رئيس لمعالجة اختلال الأداء داخل مؤسساتنا التعليمية ؛ بدلاً مِن عرض أداء اعتيادي قد ألِفناه من عهود دون حدوث تنوع يؤدي إلى حل مُشكِلَ أساس نقف جميعاً منه على مسافةٍ واحدة ، هذا الأمر يقتضي التعاون بطرح إشكالية التعلم الذي بلغت حد التهديدات الواقعة ؛ بزيادة الشكوى من الكل الكثير ـ أين الحلول ؟ .
تجاهُل الطرح أيً كان والذي يهدفُ إلى تجاوز عتبة الخطر ـ سيؤدي إلى انتِكاسة مُجتمع بكامِله ؛ لذا نأملُ مِنكم الحفاظ على ديمومة البناء بفاعلية ـ للسير بنا في الاتجاه الصحيح لما هو مرسوم له ، وليس العكس ـ حتى لا نسْتنسِخ مُجتمع الأجداد القريب لمرحلة كنا نظن إننا تجاوزناها بشكلٍ كبير خلال هذه المسيرة التعليمية الطويلة منَّذُ الاستقلال إلى قبل عقد من الزمان في أحسن حال ـ نحن لن نعيب على مُجْتمع الأجداد ، ولكن نقارن ما سَنح لهذا الجيل الجديد من حظوظ كثيرة أفتقدها أجدادنا قبل زمن الثورة ـ لذا فأن ترك الظواهر الكبيرة التي تهدد البناء على عِلاتِها دون الالتِفات إليها لِتنال منا شرف الحل ـ كمن يدفنُ رأسهُ في الترابِ مُسَجِلاً لقب الفشل مُعَّطِلاً لِفكرة البناء ، والعطاء ، والإبداع حتى لا نتمكن من مواجهة أعباء الهم بفعالية أكبر يتحقق معها النصر .
إن أخذ زمام الأمر بقوة سيكون لهذا التحدي نصر مبين بهدف نيل جائزة الصمود بكسر مطبات الطريق لنعادل بها مُحْبطات الولوج لتجنب المزيد من تكبيل القيود ـ يجب أن نقرعُ الطبول بألحان الحياة للإعلام بالوصول لِنُسجل الحضور باعتناق الجديد كنبات النخيل لعمرٍ طويل لتجاوز المسير إلى مستقبلٍ فسيحٍ .
فلنبحث في حدود الطرف الأيمن لمعادلة الوجود لإظهار طرف أيسر بفعل مجيد ؛ كيف ؟! بجعل أسس المتغير متساوية القوى بينهما أشارة موجبة حتى يسهلُ جَمْعُهما معاً بمتغير بأُسٍ واحد ، ولكن بعامل أكبر من حالتها الفردية ؛ فجمع حد بمعامل ينتمي إلى مجموعة الأعداد الطبيعية يكون أكثر تضاداً ينتهي بقيمة الصفر ؛ من قيمة حد ينتمي إلى مجموعة الأعداد الصحيحة الموجبة فيرفع من قيمة التحصيل .
لذا يجب أن يُوظف كل الجُهد في خانةٍ واحدة ، ولتكن الآحاد بدلاً من بعثرة أرقامها في عدد من منازل الحساب البعيدة فلا نستطيع قراءة عددها كَدِين آجل مطلوب السداد "عصفور في اليدِ خيرٍ من عشرة على الشجرة" ـ حيث يمكن تحسين الطرح لما نأمل منه ـ باستكمال مُرَّبع الفِكرة " الأسرة ، الطفلُ ، المُعَّلِمُ ، الإدارات المدَّرسية " كإدخال عناصر جديدة مُسَاهِمَة ؛ لِنُحقِق معها مُشاركة النصر ـ تحت أحد أضلاعُها .
إن تبني فكرة الأساس نستطيع أن نبني طوب المَّشيد لصرحٍ عظيم بكبرياءِ الخروج من مأزق سحيق كان مُقنِع للسقوطِ في زاوية المكان ـ لماذا لا نعْشقُ الخروج لِحُبٍ جديد لتعديل المزاج لِيُعْقِبُها فعلٌ بنجومية السطوع لِيُسْتدل به المسير في وضعٍ حالِك السَّواد ـ لتسويق الجديد بفكر جديد ـ لمواجهة وسط غريق بعثراتِ الطريقِ .
لنكن كبذرة نبات سَّنْط عظيم نامية في ارض واقع جديد ـ مبدعٌ للعطاءِ يعشقُ الفكرَ الجديد مثابرٌ أكيد بهدفِ الارتقاء إلى مكانٍ رفيع ـ يحتضنُ كل طرح مفيد ، كحُبُ الاستماع إلى نصح جديد قادم من بعيد ـ بدلاً من تراكم الديون على الجيل الجديد فنصبح شريك في إفلاس البنوك " العقول "
مُساهَمة المجتمع كانت تأتي من كتاتيب الحارات عندما كانت الأسر تدفعُ بأبنائها أليها للتعلم ؛ فلا يصلُ إلى المدارس إلا ولديه معرفة تامة بالحروف الأبجدية للعربية ، ونطق حركاتها فيُسْهلُ على المعلم تكملة البناء لَيُشيد الجديد؛ حيث كان يقضي الطفل منا في حدود الأربعة ساعات يومياً ما عدى الجمعة ، وحِفظ جزء خمسة من القرآن ـ لمدة عام ، وكان لها هيبة قائد عسكر أيام زمان ؛ فتُحصلُ الاستفادة ، ويُمْكِنُ الاستعاضة عن هذا بإلزام كل أسرة تتقدم لتسجيل طفلها لعامه الدراسي الأول أن يكون مُدركاً للحروف العربية كتابة ، ونطقاً وتمييزاً بين حروفها ، وأن يُميز بين حروف المد نطقاً، وتواصُلها مع بقية الحروف .
على أن تتم عملية اختبارات التأكد بحصر طلبات التقدم بعمر "6.5-7"سنوات ليس أقل من ذلك ؛ لكل مدرسة على حِده قبل بدء العام الدراسي بشهرين لتقييم استيفاء المُتطلب الأساس للقبول بعامه الأول ثم التقييم لمدة أسبوع؛ بعدها يُعاد قبول طلب أسرة الطالب المتأرجح بعد ثلاثة أسابيع من الطلب الأول لتقييم مرة أخرى حتى يحصل الثبات من هدف هذه الاختبارات ؛ وبعدها يتم القبول .
د. عارف محمد احمد علي
