الثلاثاء - 06 ديسمبر 2022 - الساعة 08:00 م
بمعناها الدارج "لا تُكلِم البْحَار ، وهو حار" ! هل ما قيل ، وسُمِع هي قاعدة خاطئة ؛ ولكلِ قاعدةُ شواذ ؛ أم ما قيل من الحكمةِ ؟! فالكاتب " الناقدَ " المُسْتَظِل بسقفٍ قد يرى ما لا يرون – نعم هذه حقيقة ،– كالطالب على ورقة تقييم الأداء قد يُخطِأُ أثناء ردوده على ما تعلمهُ أو يصيبُ – ولكن هل المُعلمَ "الناقد" يتغاضى على هكذا أخطاء فيُمرِرها فيُعطي الطالبَ الدرجة النهائية ؛ وإنما يجب عليه التصحيح للتقييم ، وتقدم له صحيفته – أقرء هذا كِتابك ، للمُراجعة ، والإطلاع لِيَتفادى الطالبُ خطئه في دورةِ الامتحان النهائي فلا يأتي إليها إلا وقد أكتسب العديد من المعارف والمهارات الصحيحة لِعلمِه . وهكذا المُجتمعات ترتقي بالمراجعة ، والتقويم ، وإظهار صحائف أدائِها لإنتاج الأفضل ، وبالرغم من إحساسِ الطالبُ أو الشخصية الاعتبارية بان المُعلِمُ بصورهِ العديدة قد ظلمه عند تقييم مستوى واجبه ، بناء على قاعدة "من لا يعملُ لا يُخطأ ، ولكن كان هدف المُعلِمُ الأساس هو التقييم للوصول بالحصيلة إلى درجة الكمال "بعد الله" في أداء واجباته.
ففي مسيرة الدعوة المحمدية كان يُخاطِبُ الله رسول الأمة بالوحي " أستقِم كما أُمِرت " ؛ فكم هي حاجتنا إلى المراجعةِ ؛ والتقييم في كثير من شئون حياتنا العامة ، وكم نحن بحاجة إلى بوصلةِ الحق ، والرشاد للابتعاد عن غينا عند تأدية وظائفنا المناط بنا عند تأديتها في مجتمعاتِنا المحلية . فرجل المرور يتعاظمُ دوره في وقتِ الذروة ، والزِحام ، ويُطلب حثيثاً منا جميعاً ؛ فكم نتمنى ظهوره في مثل هذه الأوقات الصعبة ؛ فأصبحنا نطلُبه جميعا بكل توجهاتنا السياسية ، والثقافية ، والمجتمعية كناقد لإصلاح أخطائُنا مُنظِم لِخطوات سيرُنا ؛ عندما نتعدى بغينا عليها فتتعطل خطوطِ سيرِنا الصحيح المُنظِمة لحركتِنا بما أحدثنا بذلك الفعل المتعدي على النظم ، والقوانين الحاكمة لإدارة شئون حياتنا .
بما أن وقت الظهيرة " كزمن" يُعد أكثر الأوقات ضغطا علينا ؛ فلنحذر من اتخاذ قرارات مصيرية قد تؤدي بنا للهاوية مثل زيادة سرعة سيارة للوصول بها ضنً في وقتٍ قياسي مما قد تُهدد حياتك ، ومن معك أو مستخدمي الطريق بانفجار إحدى إطاراتها ، وبدلاً من أن تكون حلاً للوصول إلى هدفِك ؛ فتصبحُ موتاً مُحققاً – لا .. أحذر! . وقِس على ذلك كثير من مثل هذه الأوقات العصيبة كواقع نعيشه ، ونعيشه بكل تفاصيله ؛ فهُنا الحذر كل الحذر من اتخاذ قرارات مصيرية في مثل هذه الأوقات الضاغِطة ؛ قد تكون قراراتها قاتله للفردِ أو المجتمعات عامة .
لذا يُعد النقد ظاهرة صحية ، وأداه قيمه للارتقاء بمعايير الأداء الصحيحة ، والمحافظة عليها أو تعديلها لما فيه الصالح العام ؛ كما يرى الكاتب الناقد ، وفي الطرح عادةً الخطأ ، والصواب ؛ فالنقد تعد وسيلة مهارية للتواصل بين الأشخاص أو المجتمعات أو بين المجتمع المدني ، ومؤسسات الدولة لتقديم تعليقات إيجابية أو سلبية ؛ كوسيلة فعاله للارتقاء بمعايير الأداء والمحافظة عليه من أجل تجاوز مختلف العوائق لتحقيق الهدف الوطني لمؤسساتنا .
وللنقد وظيفة اجتماعية هي أن نرى أعمالُنا بعيونِ الآخرين فنُطور مكامن القصور فيها ، ونحسنُ من الخدمةِ ؛ لذا أعتبرها هدية قيمَه مجانية لتحسين الأداء .
لذا يجب أن لا يُقْوَمَ الشخص الناقد على اتجاهِه السياسي أو الاجتماعي – وإنما عليك التركيز فقط على نوع الملاحظات المُقدمة في تحسينِ بيئة عمل ما ؛ وتقبل وجهة النظر الأخرى بأذن صاغية لعل فيها الخير الكثير لنا ، ولك - بالمقارنة بمن يُجاوُرك ؛ فلا يُصدِقُك النُصح ، إما خوفاً من الإزاحةِ ؛ وانته لا تعي لذلك المكر ؛ فيُهْلِكُك في جبٍ عميق ، كالدبُ الذي قتل صاحبُ لاستبعادِ ذبابة نزلت على جسدهِ ، وبهذا ستعمل أنته بالاستماع أو القراءة على إيجاد حد فاصل بين النقاط المطروحة للانتقاد ، وشخصية من انتقد – فَكِرَ بطريقةِ المُتعلِم .. بهدف تحسين الأداء ، والتَعلُم من الأخطاءِ بهدف اكتساب ثقة المُستهلِك لِخدمتِك سواء كمرفق حكومي أو مؤسسات حُكم ، أو حتى فرد خاص .
د. عارف محمد احمد علي