الأحد - 04 ديسمبر 2022 - الساعة 08:22 م
يُعد من الإعمال الخالِدة التي تترك أثراً إيجابياً في المجتمعات المنتمي لها لتؤكد هذه الأفعال استعداد سلطاتها تقديم كافة التسهيلات الإنسانية لتحقيقها على أرض الواقع بعد أن كانت حُلماً ، وما يشكله هذا التوجه من مستوى الوعي لدى السلطات المحلية بضرورة تلبية احتياجات مجتمعاتها المحلية والقدرة على الوصول بها إلى مستوى التطبيق لتتميز في خدماتها المقدمة عن غيرها ممن جاورها ؛ حيث يعد هذا الاستثمار الحقيقي الباقي الذي يجب أن لا تفقده المجتمعات التي تعيش أزمات متتالية لتعزيز الارتباط الوجداني مع من تسوسهم بدلاً من تهميش هذه الاحتياجات ببدائل لا ترتقي لمستوى الحياة الطبيعية السوية ، وإنما يجب على هذه السلطات تحديث خُططها لمواجهة كل طارئ لمجتمعاتها المحلية حتى تتعدى معها ، وبها عتبة الاحتياج الدائم .
تصدير التفاؤل يخلق الأمل بغدٍ أجمل للتواصل الإيجابي مع السلطات المحلية كإضافة أو تعديل أو طرح فكرة جديدة تصنع شراكة حقيقية ؛ هذه السبل قد تراجعت في نفوسنا لإنهاء حالة التذمر التي خيمت على كل حياتنا بما صنعته القيادات السياسية من موانع أسمنتية أصبحت حاجزاً يوطد الصد تجاه المطالب الحقيقية لمجتمعاتها بدلاً من خلق آفاق التعاون .
لذا نجد أن مشروع أراضي شباب الحوطة ، وتبن مثال لما ذكر فهو مشروع عملاق ثنائي الأهمية سيُخلد اسم حامل فكرته إلى اجل غير مسمى ما ظلت حياة إذا صدقت النوايا ـ لأنه يمثل " محافظة لحج الجديدة" لذا يتطلب أن نحمي مساحة أرضيته من العبث بأن تصبح لغير ما ادعي به حِفاظاً على الأراضي الزراعية ، وإقامة مدن لشباب الحوطة وتبن .
لذا نطالب المُحافظ ومن حوله من البطانة الصالحة أن تحمي مشروعنا الحلم من الفشل وجعله حقيقة واقعة بدلاً من حرف مسار الاتجاه بحيث يؤدي به إلى بؤر الفساد ، وإنما يستدعى قيام الجهات المختصة تثبيت ملكيته بالشهر العقاري ليصبح سداً مانعاً من العبث بمساحته ؛ ثم بإنشاء البنية التحتية للمرافق الأساسية كشق الطرقات ، وإدخال إمدادات المياه والكهرباء ، وشبكة تصريف مياه الصرف الصحي ، وإدخال خطوط الهاتف على أرضية المشروع ، بتقديم التصورات لمجلس الوزراء والمنظمات المانحة كالمشروع السعودي للأعمار ، وسوف يلاقي الترحيب من قبل هذه الجهات الأنفة الذكر على اعتبار أن مدينة الحوطة ، وتبن مدن أثرية غير قابلة للتوسع كما أنها محاطة بأراضي زراعية خصبة لا نسمح بالتعدي عليها وتغيير صفتها إلى أراضي سكنية .
إن تنظيم أنفسنا نحو الهدف هو جزء لا يتجزأ من الظروف الموضوعية التي تؤثر تأثيراً حاسماً في تطور المجتمعات حيث أن المدن والحضارات لا تبنى إلا بفكرة تطرح من زعاماتها المحليين ثم تتبناها مع مجتمعها المحلي حيث يُعد النضج السياسي للطبقة الحاكمة وتماسكها لخدمة مجتمعاتها مكون أساس للدفع في هذا الطريق المأمول ؛ أما تقبل قياداتنا المحلية لهذه الوضع المهزوم لا يمكن أن يحدث فعل تاريخي يمكن للمواطن من لمسه ، وبالتالي فأن تنظيم من ملكناهم أمور حياتنا لصفوفها يعد حلقة أساسية لتطور المجتمعات والوصول بالأمنيات إلى حقائق واقعية على الأرض كشرط أساس للبقاء والتمكين ؛ والسكن إحدى هذه المتطلبات الملحة .
فدور الإنسان القائد هو التسريع أو التعطيل في أحداث هكذا تغيير لأنه يمثل موتور عربات القطار للسير بها نحو معطى جديد لتجاوز التحديات لتوجيه الأحداث نحو مستقبل جديد .
إذاً تخليد الذكرى كفكرة للقائد لديها إمكانية عالية للمساهمة كأداة تحول في المجتمعات الحية بشكل إيجابي نحو تحفيز تحقيق المطالب العامة العادلة للمجتمع الذي ترأسه بأخاذ قرارات مدنية من شأنها أن تشكل انطلاقة لقاعدة المساواة في العدالة الاجتماعية من خير هذه الأرض " الحوطة، وتبن " ورافعة للوعي الفردي بحقوقه المدنية الملحة .
أن مثل هذه الأدوار هي الأكثر قبولاً في حياة المجتمعات لنتعلم منها العطاء لرفع القدرة الإيجابية لما هو نافع والابتعاد عن الأنا الذاتية والشللية كفكرة شيطانية أصبحت لا حدود لها في واقعنا تدق جرس الخطر للإجابة عن كثير من الأسئلة الكبيرة ـ إلى متى ؟.
لذا يجب أن نعزز الروح المُدافعة عن المنافع العامة استجابة لنداء الواجب لتمتين معادلة روابط الاحتياج ، والأداء كسمة من سمات الذكر الحسن وتحويلها إلى واقع ملموس بتحسين عروضها الايجابية لأفراد المجتمع قبل أي نفع شخصي في ظل ظروف طارئة أجبرت المواطن معها إلى التعامل بعدم المصداقية بعد حياة طويلة عاشها مليئة بعدم التنفيذ .
لذا يجب أن نوقف هذه السلوكيات المُبددة للطاقات بتطوير الأداء لتوسع قاعدة المشاركة لتجاوز مرحلة الانتظار إلى عمل في واقع الحياة الذي ننتظرها جميعا ً.
أن المرشح بالفوز لتحقيق هذا الأمل يجب أن يمتلك إرادة النصر معلِناً تأهله بجدية المصارحة بكل شفافية للإجابة عن سؤالنا ـ هل سنضمن معكم تحقيق هذا الأمل ؟ .
د. عارف محمد أحمد علي