الخميس - 30 يناير 2025 - الساعة 10:26 م
الراتب الذي يُصَّرف نهاية كل شهر المفترض قانوناً بنص المادة ( 9) من قانون العمل رقم 5 لسنة 1995م لا يكفي حتى لعنوان المقال ، لوجبتان لصباحٍ ومساء أي يحتاج إحضارهما "4000" آلاف ريال من النقد البليد ، مضروبة في ثلاثون يوماً ، لأسرةٍ من خمسة أفراد ، والباقي نتركها للفاهم فهي عملية جمع أو ضرب ، درس في علم الحساب ، شريطة أن لا يتأخر احد عن موعد تقديم الطعام ؛ وهي وجبتان خالية تماماً حتى من قلص شاي أسود مثل صفاء قلوبكم نحو شعبكم المحكوم بكم ، أو طبقة رقيقة بِسُمك عدسة عين ، من زيت سمسم أو زيت غني بالكلسترول على وجه طبق فولنا ، فهذا يحتاج وحدهُ ستة آلاف ريال أو يزيد ، تفوق علاوة سنوية تضاف فوق راتب موظف مصاب بفقر دم شديد ؛ فهذا المشروح يعتبر أدنى مستويات تحضير وجبة لصباح أو مساء ، فما بالنا بوجبة بعد الظهر ، فقد نسي شعبكم أسمها ، ومكونات تحضيرها ، إلا من أمتلك ريالات أو دراهم أو دولارات ذات صرف عظيم مقرب من سيد جديد في العهدِ السعيد .
لقد تناسى شعبكم الكثير من مظاهر الحياة الطبيعية لِبقائه ، والإحساس بوجوده ككائن حي له الكثير من المتطلبات مثلكم ، والتي إذا ما قارناها مع ما تعيشونه فأظهرت بعدد تسلسلي طويل ، يبلغ بفارق يصل بعدد درجات قلعة صيرة ذو التاريخ العريق الذي طردت مستعمر بريطاني بغيض أتى من أرض .
تريدوا أن تحكمونا ، ليس هناك مانع أكيد ، ولكن بشروط حياة شبيهة بحياتنا الفقيرة من عقد قريب ، وليس براتب بعملة ذات صرف كبير " تجسيد لمقولهٍ : " نحن نعيش تحت ظرف مادي عصيب ، بعد أن سيطر على مُقدراتِنا حوثي عنيد" ، بهدف إنهاء حالة التذمر مع شخوصكم ، حتى تتوحد الجهود لخدمة شعب فقير ، وما تتطلبه المرحلة بتوقيع ميثاق شرف جديد حتى يتمخض عن هذا التحالف تحقيق هدف المرحلة الفريد .
أما معطيات الحياة التي تحكمونا بها لم تُعد مقبولة ، إنها مناهِضة تماماً للبقاء ، وإحلال السَّلام معنا في كل ثوانٍ من عمرنا القصير ، ومستقبل أبنائِنا وتطلعاتهم؛ لذا يجب أن نطلق صفارات الإنذار فليس هناك مجال للفسحةِ نوهبها لكم بعد العديد من الإخطارات التي أرسلناها نُحذر منها ، ونُنبه لنتائجها ؛ بعد أن وقع الكثير منا ضحايا معطيات الحل بمنطق الرياضيات كفائدة تُسهل على البرهنة ، بل متاهات لا توصِل إلى نتائج ؛ بعد أن أصبحت وأضحت وأمست تحرير محاضر عبثكم بالشعب في كل موقع إخباري ، ومنصات التواصل بكل أسمائها ، وكل صحيفة تحترم أناتنا ، وردودكم الشبيهة بجرعة مخدر لطبيب فاشل لا تُذهب ألماً ، أو تصريحاتكم الشبيهة بصوت فنانتنا فيروز لا يصنع أملاً للاستماع لها ، بل يخلق في نفوسِنا المُجَّهدة قشعريرة الموت عند متابعتها ، تطالبنا بعد أن صرنا رفات في قارعةِ الطريق أن نذهب إلى قبورنا حتى لا نزيد من همومهم بمطالبنا الغاضبة والعادلة ، والقادمة لاقتلاعكم .
يجب أن نصنع من عقرب ثوانِ ساعات عامنا الجديد عام للتغيير ، والصمود ، يجب أن نصنع حوادث نادرة نواجه بها أحداث مؤلمة عشناها في عامنا القديم ، وستظل تلاحقنا ، هذا أمر أكيد؛ لذا يجب أن نُغادر ملعب الخوف بخطة عمل جديدة لا نُمكن خصمنا " القديم الجديد – الحكومة ومجلسها الرئاسي" من تسجيل هدف الترويض للبعض منا ، يؤدي بنا إلى إعادتنا إلى مقابر العام القديم .
يجب أن نهيل تراب قبورنا على وجوهِهم ، ونُكَّسِبهُم العمى ليظلوا الطريق إلى هاوية بحر حقات العميق بدل من بنك قريب ، حتى لا يسَّتولوا على وديعة لشعب فقير أتت من شهر قريب .
يجب أن نُحرر محاضر بكل واقعة تُعَّرض مستقبلنا لحالة وفاة جديدة ، كقرار إزالة لهم ، لِنصنع منها سيناريو لمسلسلٍ عظيم ، نكتبُ نصه الأخير حتى لا يتم بقائهم حُكاماً علينا بعد أن انتهكوا كل حق أكيد ، في ظل مطالبنا المستمرة للإصلاح ، ونداءاتنا التي أبكت كل منظمات العالم الكافرة والمُسَّلِمة ، ودول الجوار ، وهم ما زالوا في غيهم ، وكأن الدافع الرئيس لحكمِكم لنا والقراءة البارزة للمشهد الحاضر هو المزيد من جلب المنافع لخاصتهم ؛ لا أحد منهم يخالِطهُ تأنيب الضمير بان يعمل مقابل تسلمه راتب زهيد مثلنا ، بدلاً من راتبٍ بعشراتِ آلاف من دولارات ، قد تنقص أو تزيد ، وفوقها تحليه بريال شعب فقير .
فراتب عضو مجلس رئاسي يعادل رواتب جميع معلمي الثانويات في محافظة محررة واحدة ، ومثلهما الكثير ، ورواتب مجلس إدارة بنك مركزي في عدن الحبيبة ، يعادل صرفيات عدد من مستشفيات محافظة عدن أو لحج القريب ، ومثلهم بمسمياتٍ عديد ، ونحن نعيش بفتات بسيط ، مالكم كيف تحكمون ، لماذا لا نُخضِع رواتبهم لنظام خدمة عمل في وطن محرر يعيش فيه شعب معكم كالعبيد ، لِنتأكد هل سيظلون أسياداً لنا أو طز في لقب الوزير، إذا لم يكن فيه خير وفير، وحصالة تُجمع فيها الشيء الكثير للمستقبل البعيد عند هروب من حدث جديد.
إذاً نقترح للتصويت: بدل محاربة فسادكم بفتح باب التطوع لمحاربة فاسد ظاهر بفاسد جديد ، كأنها جرعة مخترعة لمكافحة فيروس عنيد ،أو بخطة تعافي بليد مصادقة من مجلس رئاسي عديم ،معروضة من مجلس وزراء خبير ؛ لماذا كل هذا الجهد ، نحن نتساءل ؟! حتى نتسلى بكم بالأمل يا شعب طوال العام الجديد .
الصحيح إما زيادة بما يساوي ضعف الراتب موجود في نهاية عمود ورقة الصرف أو تخفيض الراتب واجب "شعار المرحلة" بأن يكون لكل مطرود من بلاده شريد أو بمنصب فريد " سفير أو عضو برلماني عتيق أو مجلس شورى فريد 1000 ريال أبو صرف عظيم ، أو أعطونا نحن هذا العرض السعيد ثم أحكمونا بهذا العقد الجديد حتى يأتي فرج الله المكتوب في اللوح القديم .
أما بقاء الرسام في مرسمهِ هنا ، ولكن في مكانٍ بعيد ، لن نرى له صورة واضحة المعالم للعامِ الجديد في معرضِ رسمٍ بأرضٍ فسيح ، بعد أن تآكلت آمالنا بصمودٍ ضد الخصم العنيد .
د. عارف محمد احمد علي