الجمعة - 03 مايو 2024 - الساعة 07:35 م
كيف نشعر بالتفاؤل والامل وسط هذا الكم الهائل من الازمات؟
فالمواطن لازال يعاني من تدهور الخدمات والتعليم والصحة ومع ذلك يصدم بطريقة مروعة اقل ما يقال عنها انها صعبة جدا ..ارتفاع اسعار الصرف و اسعار السلع الغذائية التي تزامنت مع توقف تصدير النفط لذلك كله لم يكن من المنطق ان يتقبل المواطن هذه الصفعات وهو مازال يشعر بعين الرضا عن رئيس الحكومة بن مبارك الذي استطاع ان يكون الاقرب الى قلوب ونبض الشارع والمواطنين في مذة زمنية قصيرة.مما جن جنون. المنزعجين الذين تأكل نفوسهم نيران الغيرة يحاولون بطرق شتى إثارة المشاكل والإدعاء بوجود ثغرات وفشل هنا وهناك وهم يعلمون جيداً أن الرجل بدا بخطوات واثقة وهو بعيد عن السلوك التقليدي للسياسيين الذين تستهويهم المناصب والأموال وتشكيل بلاطجة لتحقيق المكاسب تلو المكاسب مع إهمال شبه مطلق للمواطنين. ولحاجاتهم ولعلها المرة الأولى وأتمنى أن لا تكون الأخيرة التي يظهر فيها رئيس وزراء جنوبي ينتبه لمواطنيه منذ عقود عدة فالانظمة السابقة كانت عنيفة تبحث عن الحروب والمشاكل وكانت تجيد فن بناء السجون وحبال المشانق . شهدت السنوات العشر بعد تحرير عدن فوضى في مجالات شتى ودفع الشعب ثمناً باهظاً جراء ذلك . كانت الظروف المحيطة بعمل الحكومات معقدة بسبب التدخلات الخارجية وتنظيمات مسلحة بعناوين شتى بين مواجهة الصراعات الداخلية وسلوك الإرهاب العنيف الذي أودى بحياة الأبرياء الذين لا ذنب لهم بشيء فكانت تلك أسباب مباشرة لتأخر المشاريع التنموية وظهور الفساد كعامل أساس في قتل طموحات البناء والإعمار والتغيير وبدلاء من ظهور قيادات سياسية مسؤولة بدأ الحديث عن ظهور قيادات فاسدة وبلاطجة تركت مشروع الدولة لحساب مشروعها الخاص وتوقفت الآمال عند محطة اليأس .
لأول مرة يعير المناوئين بن مبارك بعد 60 يوما من تعيينه رئيسا للحكومة ومن حقهم لأنهم لا يجدون عيوباً تكفي تهمهم للنقد و التسقيط فهم يعيرونه بالنزول للاسواق والمؤسسات وبتنقلاته السريعة من محافظة إلى أخرى ليفتتح بعض من المشاريع او يضع حجر اساس مشاريع قادمة. ويلتقي بالناس ويسمع لهم لهموهم ولطموحاتهم ويلتقي المسؤلين ويشرف بنفسه على الصغيرة والكبيرة على خلاف ما يتعكز به المبتذلون الذين يقولون أن بن مبارك يقوم بدور المحافظ وبدور الوزير والمدير العام ووكيل الوزير وهذا صحيح ولكن ليس بالمعنى الغبي الذي يريدونه من وراء كلامهم التسقيطي الفارغ فالرجل هو قائد ميداني وليس سياسي على كرسي يحسب أيامه وإمتيازاته فهو يريد أن يكون في ميدان العمل والإشراف بنفسه على الأعمال في كل مكان لانه رجل دولة حقيقي عاش محنة المواطن وعرف معاناته منذ عقود وأخذت منهم الكثير من العناء والصبر والماسي وإذا كانت الظروف المحيطة بعمله مؤاتية لأسباب سوف ترتبط بتحولات كبرى فأن شخصية رجل الدولة واضحة على سلوك وتفكير وإدارة بن مبارك للعمل الحكومي وهو أمر يؤشر حقيقة أن السياسي والمسؤول لا يكفيه فقط أن تتاح له الفرص بل ماهي شخصيته وكيف يفكر ويخطط ومدى الإرادة الواعية التي يملك فهناك سياسيون كثر توفرت لهم عوامل النجاح لكنهم فشلوا بينما يقوم بن مبارك بأدوار كبيرة لإدارة ملفات ازمات مختلفة وسينجح برغم الفترة الزمنية القليلة التي إتيحت له وكأن كل شيء يشير إلى قدرة واعية وقيادة عارفة بمستوى المسؤولية التي تقع عليها . وعنوان بارز لمعنى العمل والحرص والإبداع والتفاني في سبيل بناء دولة مؤسسات والنهوض بها في مجالات مختلفة وحقيقية وليست شكلية أو مجرد بهرجة إعلامية فارغة كما يفعل البعض ممن لا يجدون منجزاً فيختلقون منجزات وهمية ويسوقونها هنا وهناك عبر وسائل الإعلام والأكاذيب والزيف .
ومن هنا فأن الواجب والمسؤولية الأخلاقية والمهنية تتطلب من القوى الفاعلة في المشهد احزاب ومكونات أن تتحرك بموازاة ذلك لدعم الحكومة وتسهيل مهمتها والإبتعاد عن لعبة المؤامرات والتسقيط التي يبدو أن البعض يريدها طريقة للمواجهة متجاهلاً أن ذلك سيعطل مصالح الشعب والمشاريع التنموية وللأسف فهناك من لا يريد بن مبارك أن ينجح لأنه يخشى افول نجمه بالرغم من إنه نجم باهت وضوؤه ضعيف ولا ينير مساحة كافية