السبت - 06 أبريل 2024 - الساعة 08:46 م
أصبح التطبيل والنفاق منهج الكثيرين من الناس وأصبح الكذب والتمثيل والفبركة والتظاهر بالوطنية شعار المرحلة!!
والكثيرين من لاعقي أحذية قيادات الاحزاب والمكونات السياسية ظلوا ملتزمين بممارسة النفاق للقيادات السابقة و اللاحقة رغم أن غالبية ابناء البلد في الداخل و الخارج حطموا جدار الصمت ودفعوا ثمن غالي.
لقد نجح الفاسدون في قطع الالسن وتمزيق الشرايين وتحويل ارض الوطن إلى مزرعة لهم و لأتباعهم
نصبوا انفسهم أسيادا وجعلوا فقراء اليمن عبيدا لهم… باعوا اليمن بثمن بخس ووقفوا بكل وقاحة يتحدثون عن الوطنية وكأنهم أهل البيت بعد أن خربوها و عاثوا فيها الفساد وملئوها بما يملكون من قاذورات
ان المواطنين باتوا أسرى هزائمهم في حروبهم اليومية ضد همومهم الحياتية.. فالمواطن منحني الظهر من أحمال ثقيلة ألقت بها الحكومات السابقة على ظهره بحجة الأزمات الاقتصادية التي كان لهم اليد الطولى في وجودها و لم يجدوا طريقة لستر عجزها إلا برفع الأسعار.
لقد فقد الشعب القدرة على أن يذهب بأحلامه أبعد من السلع الغذائية والكهرباء والماء الشحيح رغم تلوثه ووصوله للمنازل بمضخات أو البحث عن فرصة عمل كريمة.
أنا اليوم لم أرى في اليمن إلا أبطالا في قبور ولصوص في قصور وأغنياء على ذل الفقراء يغتنون وقيادة على جثث الناس يرقصون ونوابا في مجلس النواب لا يتغيرون ووزراء في مواضيع إنشاء الاخبار يتنافسون.
تم تدمير الشعب بالجهل والتخلف حتى يستمرون في مناصبهم وشكلوه بقالب معين وقاموا بحشوه وفق أيدلوجية معينة أوهموه بعدو أسطوري لا وجود له واستغلوا الدين لتثبيت حكمهم.. نشروا الرذيلة في المجتمع ودمروا العلم و التعليم و التربيه.. حرصوا على تفكيك المجتمع أسريا بل وقبليا.
بت لا أعرف إلا يمن بلا كهرباء وبلا مياه وبلا كرامة!
والأعلام هرج ومرج.. فن بلا معنى و لا مغزى وفاسدين يكرمون فاسدين اعلى المناصب يرتقون والشرفاء يحاربون والعلماء يهجرون !!؟
رأيت وهما صدّقناه أسموه حرية.. رأيت شعارات جديدة وهتافات جديدة بألوان قاتمة وبهزائم متكررة
رأيت مدارس لا تدرّس وجامعات لا تجمع ومستشفيات بلا شفاء وأبناءَ وطن يَنهش بعضُهم بعضاً.. رأيت انسان يموت فيُنسى أسرع من الموت … ؟؟!
ايها اليمن الحبيب.. لقد ذبحوك من الوريد إلى الوريد.. لقد جففوا ينابيعك بحقدهم وسرقوا ثروات بلدك بشرورهم.. مصوا دمك وأكلوا لحمك وشحمك ولم يبقوا لك إلا الجلد والعظم ؟؟!
باسم الله قتلوك … باسم الحب خانوك … باعوا ترابك وهواءك وماءك وكبرياءك ومع ذلك يصفقون لك وينشدون عاش اليمن !!!؟
كيف لنا أن نعبر عن املنا في الغد المتمثل في الشباب الممتلئين حياة وغيرة ونشاط وشجاعة وعطاءا ونراهم اليوم يموتون بلا مقاتلة ولا مناضلة بسبب البطالة والمحسوبية وإغلاق كل الأبواب في وجوههم.. امتص منهم الحق في الحياة حتى تركهم جثثا حية وهم في ريعان الشباب والقوة والحيوية بعد أن تعذر عليهم العمل والزواج والحب وحرموا حتى من حقهم في الحلم بهذه الحقوق البسيطة !!؟
الكل سماسرة يبحثون عن مصالحهم فكم من جراح يايمن تحتمل وكم من آسى يبيت فيك ويعزف أنشودة الأمل الضائع ويصيح فيك دون انقطاع.. اختلطت كل الخيوط فلا أحد أصبح يعرف على وجه التحديد تعريفاً لهذا المآزق الذي انت فيه!!؟
أهو الجهل ام الكبت السياسي فقط أم الكراهية المكتومة أم الفساد والبطالة أم الفقر والعذاب ام المرض أم هو الحرمان و القسوة والظلم أم هو كل هذه الحروب وزرع الفتن في خليط مبتكر عجيب يجسد ما آلت إليه الشخصية الوطنية من الكراهية المستترة و اليأس و الرضوخ والتمرد و الضعف والقوة؟!
ها أنا أنعي إليكم اليمن الذبيح سامحونا إن صرخنا ورفضنا كل شيء وكسرنا كل قيد فحب اليمن لعنة تطاردنا.