الجمعة - 12 مايو 2023 - الساعة 02:21 ص
- يومان نتدبر الميثاق الوطني الجنوبي، ونراقب مشاعر الناس، ونعتقد أن الوثيقة تمام، وعلى الصراط المستقيم، وهناك مواقف كثيرة مستبشرة، وبعضها في الانتظار .
- الميثاق الوطني عظمة على عظمة، و نخلع القبعة لمن رعاه، ومن صاغه ومن وقعه، في مقدمتهم دكتورنا صالح محسن الحاج، ولا يستطيع جنوبي أن يتنخس عليهم بكلمة.
- ميثاقنا شرفنا ويمثلنا، وكلنا إيمان بنواياهم، وعصارة مخكم، وثقة بالوثيقة بكل محورها، وفقراتها وسطورها ونقاطها وفواصلها، وإذا وجدت بعض الخدوش الصغيرة، فهي لا تستحق أن نقف عندها، ونعمل من الحبة قبة.
- كما نشعر بالسعادة، فالعقلية المنفتحة، واللغة المتزنة، وعبارات التسامح، ودعوة التقارب، كانت حاضرة في البيان الختامي، حيث جاءت كلماته مرصوصة كجسد واحد، والحروف المرصعة بالمحبة تزين عنقه.
- سنقول مثلما قال بعضهم يوما، لا تعنينا الوجوه المعصرطة، والمواقف المرتعشة التي تنظر إلى نصف الكوب الفارغ، ولن نلتفت لزنط سياسي محنط أو زعيق مناضل مفحط، ولن تغرر بنا بقبقة قنواتهم وذبابهم، وسنسخر من منشورات (مختار حامورة) و(أنيس فرفور)، ونقول لهم، تعرفوا تقولوا (قيق)، ولا شك أننا سننتفض مع هاشتاج (بن عطية)، ونعلق معه، صراخكم يطربنا.
- لا توجد مشكلة في أن نلعق أصبعنا، ونقلب صفحة أخرى من تاريخنا كالعادة، ولكن نستأذن فخامتكم وسيادتكم ومعاليكم أن تسمحوا لنا بكلمتين، ونسألكم سؤال أخا كريم وابن أخا كريم، ونتوسلكم بألا تخذلونا هذه المرة، وكل مانتمناه أن نرى ماورد في أوراقكم واقعا نلمسه، ولا تجعلوا حبركم يحتضر على صدرها.
- أعلموا أن شعبكم يراهن على وثيقتكم هذه، فلا تقفوا عند الاحتفال بتوقيعها و إعلانها، فالتحاق الجميع بركبكم يتوقف على صدقكم وجديتكم في تنفيذ محاورها ومبادئها، ومخرجاتها ، فالامتحان الصعب، في كيف تجعلوا مفرداتها حقيقة على الأرض .
- بعيدا عن دبشة الهيكلة، وبرغم بعض الاسماء الطماط الذين ركزوهم، وقد جربنا فشلهم، ومنطق ثوابتهم الثورية (لعبني ولا باعطل)، يبقى الأمل يراودنا أن تغيير الوثيقة عقليتنا وواقعنا، ولا نريدكم أن تستعيدوا براميلنا، وتنتزعوا دولتنا الفيدرالية اليوم أونستفتي على دستورها غدا، كما لن نحاسبكم أو نطالبكم بمنصب في السلطة، وفلوس الراشن من الثروة، وسنصبر على الكهرباء والماء ورواتبنا ماستطعنا، ولكن ليس من العدالة أن ننتظركم إلى الأبد ؟.
- اللهم ثبت قيادتنا، وسدد رميتهم هذه المرة، واهديهم إلى صراطنا، واجعل الوثيقة بردا وسلاما على الجنوب وشعبه، وإذا اكتشفنا في يوم أو شهر أو سنة أنهم يبيعون الوهم نفسه، فسامحهم ووسع مدخلهم.. اللهم آمين.
- ياسر محمد الأعسم/ عدن