الخميس - 23 مارس 2023 - الساعة 12:57 ص
الأوضاع المعيشية والخدمية والصحية تزدادا سوءا يوما بعد يوم، توسعت دائرة الفقر والعوز والفاقة بشكل كبير جدا
أشخاص وأسر معروفة متعففة ومحترمة وذا مكانة اجتماعية متوسطة، باتت تعاني وتئن
أناس محترمون وشخصيات اجتماعية معروفة وأسر متوسطة وميسورة الحال، جار عليها الزمن في ظل أوضاع معيشية وخدمية واقتصادية متردية بل ومنهارة، ومرتبات شهرية ضئيلة جدا ومع ذلك غير منتظمة شهريا.
وجوه اعتدنا على إبتسامتها وبشاشتها دوما، إنقلب حالها اليوم، وباتت شاحبة مغبرة، تطأطأ رأسها للأرض عند عبورها في الحي او الشارع، خشية أن يلمحها مالك البقالة التي تسلفت منه قوت يومها ولم تتمكن من سداد ما عليها منذ أشهر، او خوفا من أن يراها جار او قريب او صديق دائن يلح عليها يوميا بسرعة سداد دينها الذي اضطرت الاقتراض منه قبل اشهر او اسابيع.
رجال وأرباب بيوت منهكون ، يتهربون من الرجوع لمنازلهم ومقابلة زوجاتهم وأبناءهم، حتى لا يقعون في نفس الموقف اليومي، ويردون بنفس الرد ( عادنا ما اتشاهرت، ان شاء الله بكرة باتشاهر وباجيب كل حاجات رمضان ولا يهمكم)!!
أسر متعففة عديدة لم تتمكن حتى اليوم من توفير كافة احتياجات شهر رمضان الكريم.
أسر كثيرة ممن يحاولون البقاء ويعافرون ، استغنوا عن شراء سلع ومواد هامة اعتادوا على شراءها وتوفيرها لشهر رمضان كل عام
عائلات في عدن تخلوا (إضطرارا) عن عادات وتقاليد جميلة لطالما ألفوها وإعتادوا عليها منذ سنوات لإستقبال شهر رمضان الفضيل.
رجال وشباب وشيوخ وأطفال وحتى نساء، دفعتهم الحاجة الماسة اما الى مد اياديهم لأصدقاء او أقارب، وأخرون أضطروا للتسول او البحث عن (سور) طعام في جنبات الشوارع والمطاعم او اللجوء الى براميل القمامة، والكثير من المتعففين ألتزموا منازلهم، يقتاتون من ماهو متوفر فيها من بقايا طعام حتى ولو مبيّت.
أوضاع معيشية مآساوية، تزيدها تلكم المعاناة الخدمية والصحية المتفاقمة في عدن، من تدهور كارثي في خدمة الكهرباء التي تشكل أكبر هاجس لأهالي عدن وتؤرقهم وتقض مضاجعهم، الى جانب خدمة امدادات المياه.
مستشفيات حكومية متردية ومع ذلك مكتظة ، خدمات طبية سيئة، أمراض واوبئة منتشرة، مراكز عزل كورونا ممتلئة، مستلزمات طبية معدومة، أدوية وعقاقير أسعارها جنونية.
تقوى الله والخوف منه من قبل (الرعاة) والحكومة والمسؤولين والتجار ورجال الاعمال لا وجود لها ، إلا ما قد نذر، جشع وأنانية ونهب وفساد متجذر ومتشعب ، فلا خوف وتقوى الله أو وازع ديني أو تأنيب ضمير أو حتى حياء وخجل، يشفع لعدن وسكانها لرفع مظلوميتهم وتفريج ازماتهم ومعاناتهم وكشف الضر الواقع بهم.
الا انه ومع كل ذلك، مازالت عدن تقاوم وتصر على البقاء والعيش، ومن بين كل تلك المعاناة تحاول عدن وأهلها وبشتى السبل، التمسك بقيمهم ومبادئهم وعاداتهم وتقاليدهم وإرثهم الثقافي والاجتماعي والتاريخي، تتشبت عدن بمكانتها وإبتسامتها وجمالها وعفويتها ومدنيتها وحبها وفنقها ، الذي خبئ في ثنايا صراع بغيض مرير مؤلم، سيفرز بالتأكيد صدق نوايا ووطنية أهلها وسكانها و محبيها ، مترقبة بشغف كبير ما سيتبقى في حوافيها وأزقتها وزواياها ومرافقها ومؤسساتها من بقايا وطن و (سور) عدن.
تحتاج عدن في ظل هذه الاوضاع المزرية وسط تقاعس الحكومة وتنصل المسؤولين عنها، الى تراحم ابناءها وسكانها ومحبيها، تحتاج الى تعاون الجميع مع الجميع، تحتاج الى دعم ومساعدة من يقتدر لكل من لا يستطيع، تحتاج عدن الى وقوف ابناءها وتجارها ورجال اعمالها في الداخل والخارج الى جانبها وجانب المستضعفين والمحتاجين منها ، هي رسالة ومناشدة في نفس الوقت اوجهها للجميع دون استثناء.
كرم أمان
رئيس التحرير