أخبار وتقارير

الأربعاء - 23 أبريل 2025 - الساعة 12:51 م بتوقيت اليمن ،،،

كتبه : الصحفي محمد التوي


في حضرموت لا تمرّ الذكرى كأيّ مناسبة، ولا يُرفع العلم كطقس عابر، فحين احتفى الحلف الحضرمي والمؤتمر الجامع بتحرير المكلا لم يكونا يستحضران لحظة عسكرية فقط، بل يعيدان قراءة المشهد من زاوية حضرمية خالصة: لحظة الانعتاق من مشروع الظلام وبداية رسم ملامح السيادة المحلية.

وتحرير المكلا لم يكن مجرد طرد لتنظيم عابر بل لحظة وعيٍ حضرميّ استثنائية، تلاقت فيها بنادق الميدان مع عقول النخبة، وتكاتف فيها أبناء الأرض من مختلف مشاربهم ليثبتوا أن حضرموت ليست ساحة نفوذ بل ساحة قرار.

ليس سرًا أن حلف قبائل حضرموت كان منذ نشأته صوت حضرموت ومظلّة الكرامة، وأن المؤتمر الجامع جاء ليؤطّر هذا الصوت ويمنحه بعدًا سياسيًا جامعًا، وفي هذه الذكرى من 24 إبريل جاء الاحتفاء بمثابة تتويجٍ لتلك الثنائية الفريدة، ثنائية القوة لمن حملوا السلاح دفاعًا عن مدينتهم، ومن حملوا القلم دفاعًا عن مستقبلها.

لقد بدأ واضحًا أن هذه الأطر الحضرمية لم تعد مجرّد كيانات رمزية، بل باتت اليوم الركيزة الأهم في دعم ومساندة النخبة الحضرمية، التي تتقدّم الصفوف في معركة السيادة والتمثيل الحضرمي.

هذه النخبة الحضرمية التي تُمتحن يومًا بعد يوم، تجد في الحلف والمؤتمر سندًا شعبيًا وسياسيًا يُحصّن قرارها ويشرعن مطالبها.

وليس الاحتفاء غاية بحد ذاته بل تذكيرٌ مستمر أن حضرموت ليست هامشًا في معادلة اليمن الكبير، بل قلبًا نابضًا وأرضًا تستحق أن تُدار بأبنائها، لا بالوصايات العابرة.

وها هي النخبة الحضرمية مسنودةً بحلفها ومؤتمرها، تدخل مرحلة جديدة، مرحلة البناء، وإعادة الاعتبار، ورسم المسار.

وفي المكلا حيث اختلط صوت المآذن بأهازيج الفخر، كتب الحاضرون بمداد الولاء عبارة واحدة :

( حضرموت لا تُدار إلا من داخلها ) .. وكفى.