منوعات

الأربعاء - 26 مارس 2025 - الساعة 09:08 م بتوقيت اليمن ،،،

وكالات


برأت محكمة استئناف سويسرية الثلاثاء رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) السابق ميشال بلاتيني ورئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السابق السويسري جوزيف سيب بلاتر، مرة أخرى في قضية فساد حطمت آمال الفرنسي في أن يتبوأ رئاسة أعلى هيئة كروية في عام 2015.

كما في الحالة الأولى، في عام 2022، لم تستجب محكمة الاستئناف الاستثنائية التابعة للمحكمة الجزائية الفيدرالية المنعقدة في موتينز (شمال غرب سويسرا) لطلبات الادعاء، الذي طالب في بداية شهر مارس بسجن كل من المتهمين 20 شهرا مع وقف التنفيذ.

وبعد مرور قرابة 10 أعوام من التحقيقات وصدور حكم براءة في المحكمة الابتدائية، ما زال الباب مشرعا أمام تقديم استئناف نهائي بالنقض أمام المحكمة الفيدرالية السويسرية، ولكن فقط على أسس قانونية محدودة.

ولمدة أربعة أيام مثل بلاتيني (69 عاما) وبلاتر (89 عاما) مرة أخرى بتهمة “الحصول بشكل غير قانوني، على حساب فيفا، على مبلغ مليوني فرنك سويسري (1.8 مليون يورو)” وذلك “لصالح ميشال بلاتيني.”

واتفق الادعاء والدفاع على نقطة واحدة، وهي أن الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب أوروبي 3 مرات تواليا (1983 و1984 و1985) عمل مستشارا لسيب بلاتر بين عامي 1998 و2002، خلال فترة ولايته الأولى كرئيس لفيفا، ووقّع الرجلان عقدا في عام 1999 يتفقان فيه على راتب سنوي قدره 300 ألف فرنك سويسري، يدفعه فيفا بالكامل.

لكن في يناير 2011 طالب نجم المنتخب الفرنسي ويوفنتوس الإيطالي السابق الذي أصبح آنذاك رئيسا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (2007 – 2015) بـ”مبلغ مليوني فرنك سويسري (1.8 مليون يورو)”، وهو ما وصفه الادعاء بأنه “فاتورة مزورة".

اتفاق السّادة

يصر الرجلان على أنهما اتفقا منذ البداية على راتب سنوي قدره مليون فرنك سويسري، من خلال “اتفاق شفوي بين السّادة” من دون وجود شهود، وأن مالية فيفا لم تسمح بدفعه على الفور إلى بلاتيني.

وقال دومينيك نيلين محامي بلاتيني للمحكمة “السبب وراء الإجراءات الحالية (التي بدأت في عام 2015 بعد استقالة بلاتر) كان فقط لمنع ميشال بلاتيني من أن يصبح رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم.” وطالب أيضا بـ”تعويض أخلاقي” لموكله الذي “دُمّرت” مسيرته وسمعته في وقت بدا فيه، بصفته رئيسا لويفا وما زال في قمة مجده الرياضي، في وضع مثالي لتولي قيادة كرة القدم العالمية.

ولكن من الناحية القانونية، فإن سياق القضية ليس له أهمية كبيرة، فالشيء الوحيد الذي كان يهم محكمة الاستئناف هو “الخداع” الذي يتهم به المتهمان، أي دفع فيفا مبلغ مليوني فرنك سويسري إلى بلاتيني بدعم من سيب بلاتر. في المقابل أكّد بلاتر خلال المحاكمة أن الفرنسي “كان يستحق المبلغ،” قبل أن يروي بلاتيني تفاصيل المفاوضات قائلا “أردت أن أمزح قليلا، فقلت: مليون من أي عملة تريدها: روبل، بيسيتاس، ليرة.” فقال بلاتر “مليون فرنك سويسري.”

وذكر أسطورة كرة القدم الفرنسية ميشال بلاتيني أنه “سعيد للغاية” ويشعر بأنه استعاد شرفه بعد أن برأته محكمة سويسرية من تهمة الاحتيال.

وقال للصحافيين “انتهى الآن اضطهاد فيفا وبعض المدعين الفيدراليين السويسريين لمدة عشر سنوات. انتهى الأمر تماما. وبالنسبة إلي فقد استعدت شرفي…، وأنا في غاية السعادة.”. وأضاف بلاتيني، قائد ومدرب فرنسا السابق، أنه تلقى 10000 رسالة دعم، وسيحتفل بالحكم بالذهاب إلى مطعم.

وأصبح من الممكن الآن أن يستعيد الأموال التي تمت مصادرتها واحتجزتها السلطات السويسرية. واحتضن بلاتر (89 عاما) الذي بدا ضعيفا ابنته كورين بعد صدور الحكم، وقال إنه شعر بالارتياح لهذا القرار. وقال للصحافيين “أشعر براحة عظيمة، لأن الأمر مستمر منذ عشر سنوات. كنت أشعر بأن هناك سيفا معلقا فوق رأسي. والآن انتهى الأمر ويمكنني أن أتنفس.”

ظل الفساد
في مرافعاته سلّط المدعي العام توماس هيلدبراند الضوء على “التناقض” مع عقد عام 1999، والتباين مع الممارسات المعتادة للهيئة، وبشكل عام تلك التي تتعلق بعالم العمل، وكشف عن تقارير التدقيق التي تظهر أن فيفا لا يزال يتمتع باحتياطيات نقدية وفيرة. هل المسألة تتعلق بتحديد أي نسخة هي الأكثر مصداقية؟ لا، ذكّر دومينيك نيلين، لأن عبء الإثبات في الإجراءات الجنائية يقع على عاتق الادعاء و”ليس من مسؤولية الدفاع إثبات وجود مثل هذا الاتفاق الشفهي،” وإنما من مسؤولية الادعاء إثبات أن المتهم احتال على فيفا.

ومع ذلك برأت المحكمة الجزائية الفيدرالية في بيلينزونا عام 2022 الرجلين في الدرجة الأولى، معتبرة أن الاحتيال “لم يثبت باحتمال يقترب من اليقين،” حتى لو كان اتخاذ قرار من دون سجل مكتوب بمثل هذا الراتب المرتفع يبدو “غير عادي إلى حد ما.”

وزعم الدفاع أيضا أن بلاتر لم يكن لديه “دافع” إلى الاحتيال على فيفا، لأنه لم يكسب سنتا واحدا من هذه القضية، في حين كان بلاتيني “سيجد طرقا مختلفة أبسط كثيرا” لإثراء نفسه، مثل التفاوض على مكافأة أو توقيع عقد جديد.

وبحذر استذكر هيلدبراند دعم بلاتيني لإعادة انتخاب بلاتر لولاية رابعة في مايو 2011، ما أثار الشكوك حيال الفساد في قاعة المحكمة. لكن “بلاتر اعتبر هذه الفرضية غير مثبتة،” حسب محاميه مواطنه لورينز إيرني.