أخبار وتقارير

الثلاثاء - 18 مارس 2025 - الساعة 03:50 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / محسن كرد :


يُعد الأستاذ صالح أحمد النينوه من جيل الرواد في النضال الوطني، وأحد أوائل مؤسسي الجبهة القومية. كان مناضلًا جسورًا وذو خبرة واسعة في المجال الزراعي، كما كان من رفاق الرئيس الشهيد سالم ربيع علي، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

الحديث عن محطات حياة هذا المناضل الكبير يحتاج إلى صفحات كثيرة، ولكن سنحاول في هذه السطور تسليط الضوء على أبرز محطاته النضالية والمهنية.

النشأة والبداية

الاسم: صالح أحمد النينوه

مواليد: منطقة الدرجاج، محافظة أبين، عام 1938م

التعليم: درس في مدرسة الدرجاج

منذ صغره، كان شعلة من النشاط، وانخرط في العمل السياسي في سن مبكرة، حيث كان من أوائل مؤسسي حركة القوميين العرب، ومناضلًا بارزًا في الجبهة القومية، وممن ساهموا في تأسيس تنظيمها. أسندت إليه مهام قيادية في أبين ومنطقة الدرجاج، حيث نفذها بجدارة إلى جانب رفاقه في الجبهة القومية. كان في الصفوف الأمامية خلال المعارك التي أسقطت مدن أبين، وامتدت أدواره النضالية إلى مختلف مناطق الجنوب.

المناصب التي شغلها

كاتبًا في محكمة الدرجاج
موظفًا في هيئة دلتا أبين
مدير عام هيئة تطوير دلتا أبين منذ عام 1970م
نائب وزير الزراعة والإصلاح الزراعي عام 1972م
نائب وزير الثروة السمكية منذ عام 1977م

إلى جانب هذه المناصب، تولّى العديد من المهام الإدارية والقيادية، حيث كان مثالًا للقيادي المثابر والمخلص في عمله، وساهم في تطوير هيئة تطوير دلتا أبين، ووزارة الزراعة، ووزارة الثروة السمكية. أشادت به قيادات الدولة وزملاؤه في العمل، حيث كان شخصية إدارية ناجحة يُشار إليها بالبنان.

الإقصاء والتهميش

بعد الأحداث الأليمة في يونيو 1978م التي أدت إلى اغتيال الرئيس سالمين، تم تصنيف الأستاذ النينوه ضمن أنصار الرئيس الشهيد، مما أدى إلى إقصائه من منصبه، إلى جانب العديد من المناضلين الشرفاء الذين تم استبعادهم من المشهد السياسي والإداري.

تعرض النينوه لشتى أنواع القهر، والملاحقات، والاعتقالات، لكنه ظل صامدًا، لا تلين له قناة، شامخًا في مواقفه. بقي رمزًا للنضال والصمود في أبين، وأحد أبرز شخصياتها الوطنية.

شخصيته وإرثه النضالي

رغم الإقصاء والتهميش، ظل الأستاذ صالح النينوه يتمتع بأخلاق عالية، وتواضع جم، وشهامة، وكرم، وشجاعة. عرف ببساطته وطيبته، لكنه ظل من القيادات المنسية التي لم تحظَ بالاهتمام أو التكريم الذي تستحقه.

نتمنى للمناضل القدير صالح أحمد النينوه دوام الصحة والعافية والسعادة، تقديرًا لمسيرته النضالية الطويلة وعطائه الكبير لوطنه وشعبه.