أخبار عدن

الأربعاء - 12 مارس 2025 - الساعة 03:32 ص بتوقيت اليمن ،،،

خاص



أثار منشور الإعلامي فتحي بن لزرق ضجة كبيرة، حيث كشف عن اجتماع عاصف ضمّ وزراء الحكومة المتواجدين في عدن، إلى جانب نواب وزراء متواجدين خارج البلاد. الاجتماع شهد تصعيدًا خطيرًا، حيث طالب الوزراء بإقالة رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، متهمين إياه بالفشل في إدارة الحكومة، وأعلنوا مقاطعتهم كافة الجلسات المستقبلية التي يدعو إليها.

معركة أم تصفية حسابات؟

في سياق متصل، كتب الصحفي محمد المسبحي أن رئيس الوزراء اجتمع في معاشيق مع الوزراء الذين تم الاتفاق على إقالتهم في الحكومة القادمة، وعددهم خمسة، لكن بدل أن يتحملوا مسؤولية فشلهم، خرجوا بحملة إعلامية بقيادة فتحي بن لزرق للمطالبة بإقالة بن مبارك.

وسخر المسبحي من هذا التحرك، متسائلًا:"أي وقاحة هذه؟ وزراء محاصصة فاشلون، لم يقدموا شيئًا منذ 2019 غير النهب، والهروب، وإغراق الشعب بالأزمات، والآن يصنعون زوبعة المراهقين؟ لا مكان للفاشلين بعد اليوم.. بن مبارك باقٍ، وأنتم إلى مزبلة التاريخ!"

وفي منشور آخر، أوضح المسبحي أن بن مبارك بدأ بداية صحيحة، ورفض دفع الأموال للتلميع الإعلامي كما فعل سابقوه، مفضلًا توجيه ضرباته نحو معاقل الفساد التي كانت تحتمي بعباءة المحاصصة.

وأضاف: "المفارقة أن وزراء المحاصصة لم يتفقوا يومًا على قرار يخفف معاناة المواطنين، لكنهم الآن متحدون ضد بن مبارك حفاظًا على مصالحهم! إذا نجحوا في إسقاطه، فسيكون البديل مجرد دمية في أيديهم."

صراع بين الدولة والفوضى؟

المحلل السياسي الدكتور قاسم الهارش وصف المعركة بأنها مواجهة بين مشروع وطني يسعى لاستعادة الدولة، وبين قوى مستفيدة من الفوضى ونهب المال العام، معتبرًا أن محاولات إضعاف الحكومة والتشويش على إصلاحاتها جزء من مخطط لإجهاض أي خطوات حقيقية نحو استعادة الدولة.

وأكد الهارش أن بن مبارك، منذ توليه رئاسة الحكومة، واجه مراكز النفوذ والفساد، وعمل على تنفيذ إصلاحات اقتصادية وإدارية كانت كفيلة بإعادة التوازن لمؤسسات الدولة، لكن هذه الخطوات أزعجت الكثيرين، فبدأت حملات التشكيك والتضليل لإرباك المشهد ودفعه للاستسلام.

وتابع: "لم يكن طريق استعادة الدولة مفروشًا بالورود، فكل خطوة نحو الإصلاح تواجه مقاومة شرسة من قوى اعتادت استغلال مؤسسات الدولة لتحقيق مكاسبها الخاصة."

كشف المستور.. لماذا يريدون إسقاط بن مبارك؟

في تطور مفاجئ، نشر فتحي بن لزرق منشورًا آخر قال فيه إنه حصل على معلومات موثوقة تكشف السبب الحقيقي وراء حملة بعض الوزراء ضد بن مبارك.

وقال: "المشكلة ليست في فشل بن مبارك أو سوء إدارته، بل لأنه قام خلال الأشهر الماضية بإغلاق بنود صرف مالية لبعض الوزارات، كانت تصرف بمئات الملايين من الريالات دون رقابة!"

وأضاف: "إيقاف عمليات الصرف كان السبب الحقيقي وراء التصعيد، حيث تطورت المواجهة إلى مقاطعة جلسات مجلس الوزراء. أكتب هذا تبرئةً للذمة، رغم انتقادي الدائم لبن مبارك، لكن الحقيقة يجب أن تُقال: الرجل أوقف الفساد، فحاربوه!"

دعم سياسي وشعبي لرئيس الوزراء

في خضمّ هذه الأزمة، تساءل الكاتب إياد الردفاني:"هل يوجد مسؤول واحد ناجح في حكومة الشرعية حتى يتهموا بن مبارك بالفشل؟ الصراع ليس على نجاح الحكومة، بل على تقاسم النفوذ والمصالح."

أما الناشط السياسي محمد عبدالله الحسني، فقد وجه رسالة مباشرة إلى رئيس الوزراء، قائلًا:"نعلم حجم المعركة التي تخوضها وحدك وسط تمرد وعراقيل من قوى لا تريد الخير للوطن، ونقدر شجاعتك في كشف الفساد وفضح العابثين. لست وحدك، فالشرفاء معك، والوطن يستحق أن نحميه من الفاسدين."

إلى أين تتجه المعركة؟

في ظل هذا التصعيد، يبقى السؤال الأهم: هل سينجح تحالف الفاسدين في إسقاط رئيس الوزراء الذي قرر مواجهتهم؟ أم أن بن مبارك سيتمكن من كسر هذه الحلقة التي أعاقت الشرعية لسنوات؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد المسار!