عرب وعالم

الثلاثاء - 28 يناير 2025 - الساعة 10:58 م بتوقيت اليمن ،،،

متابعات


في ظل المنافسة العالمية المحمومة للهيمنة على مجال الذكاء الاصطناعي، برزت الشركة الصينية الناشئة "ديب سيك" كلاعب قوي يعيد تشكيل قواعد اللعبة. تأسست الشركة عام 2023 بقيادة "ليانغ وينفنغ"، وقد استطاعت خلال فترة وجيزة تحقيق إنجازات لافتة، من بينها تطوير نماذج ذكاء اصطناعي منافسة لكبرى الشركات العالمية، بتكلفة وكفاءة غير مسبوقتين.

تفوق في الأداء والكفاءة
تُركز "ديب سيك" على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر، مما يمنح المطورين فرصة تحسين البرمجيات بحرية. أحدث تطبيقها "ديب سيك آر 1" نقلة نوعية، إذ تصدر قوائم التحميل العالمية، ما أثار قلقاً في وادي السيليكون نظرًا لقدرته على منافسة روبوتات المحادثة الكبرى مثل منتجات "أوبن إيه آي" و"ميتا إيه آي"، مع تقليل التكلفة بشكل ملحوظ.

ضربة للقيود الأمريكية
نجاح "ديب سيك" أظهر قدرة الصين على تجاوز القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على تصدير التقنيات المتقدمة. على الرغم من هذه القيود، قدمت الشركة حلولًا مبتكرة أثبتت أن تحقيق التقدم في الذكاء الاصطناعي لا يتطلب موارد ضخمة، بل كفاءة استثنائية.

تأثيرات اقتصادية واسعة
تسبب النجاح المفاجئ لـ"ديب سيك" في خسائر ضخمة لأغنى أثرياء العالم المرتبطين بصناعة التكنولوجيا. فقد خسر 500 ملياردير عالمي ما يزيد على 108 مليارات دولار في يوم واحد نتيجة للاضطرابات التي أحدثتها الشركة في السوق، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ". وكانت خسائر عمالقة التكنولوجيا مثل "إنفيديا" و"أوراكل" الأكثر وضوحاً، مع تراجع المؤشرات الكبرى مثل "ناسداك" بنسبة 3.1%.

سباق نحو المستقبل
تُعد "ديب سيك" رمزًا لتحول جديد في سباق الذكاء الاصطناعي، إذ تقدم نموذجًا يشير إلى إمكانية تحقيق تقدم سريع باستخدام استراتيجيات مبتكرة بدلاً من الاعتماد على موارد ضخمة. هذا النجاح اللافت يعزز من مكانة الصين كقوة صاعدة في مجال التكنولوجيا، ويطرح تساؤلات حول مستقبل المنافسة في هذا المجال الحيوي.