أخبار وتقارير

الخميس - 30 مارس 2023 - الساعة 01:39 ص بتوقيت اليمن ،،،

خالد سلمان


الإنحياز للقضية الجنوبية يتخطى العواطف العفوية إلى كسر هذه الدائرة الجهنمية من قمع الحريات ، ومطاردة أصحاب الأفكار والتلويح بقبضة الملاحقة لكل من يختلف ، ويقف في الزاوية المقابلة من رؤية السلطة الممسكة بالقرار .

استمعت إلى قائد عسكري سلفي كبير في الساحل الغربي ، يهدد ناشطاً على وسائل التواصل الإجتماعي توفيق حسين ، لأنه نقد وحذر من إنتشار جماعة ومدارس الحجوري في بعض قرى الجنوب، كما كتب آخر -محمد المظفر - تغريدة يعلن توقفه عن الكتابة مختتماً بوسته بجملة “إلا عيالي “ ما يوحي أن تهديداً محتملاً سيطال أولاده على خلفية كتاباته الناقدة.

العقلية التي في صنعاء هي ذاتها العقلية التي بتعز هي ذاتها التي تشق لها طريقاً مخيفاً في عدن ، أي وضع قاعدة الشيخ عبدالله الأحمر دستوراً يعم الجميع في كيفية النظر لمن لا يشبهنا ، قاعدة من كتب لُبج او سُجن أو أقصي من الحياة.

هذا المشروع الترويعي بإسم المقدس أو إحتكار الوطنية أو تكفير المختلف ، يضاعف النفور أمام الناس في تعاطيها مع المشاريع المجزوءة، ويجعلهم جميعاً في قارب واحد ،أما النجاة معاً أو الغرق معاً.

الجنوب ليس بحاجة -على إفتراض فك الإرتباط -إلى إنتاج دولة دينية ،بل دولة مدنية وحقوق مواطنة متساوية، وسقف عالٍ من الحريات ،بحاجة لنموذجٍ جاذب يشكل عمقاً لتغيير أوضاع كل اليمن.

في خطاب تديين السياسة لدينا نموذجان كارثيان في سلطتي حوثي صنعاء وإخوان تعز ، ولسنا بحاجة في عدن إلى كارثة ثالثة.