منوعات

عاصم بن قنان الميسري

في القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي كانت جزيرة سقطرى تتبع الدولة الجهضمية في عمان وأميرها الإمام المجاهد الصلت بن مالك الخروصي من أشهر واعظم رجال الأمه العربية والأسلامية وكانت سقطرئ تخضع تحت نفوذ الجهضميين في سلطنة عمان من سنة (1624) ميلادية حتى سنة (1799) ميلادية بعد طردها للمحتلين البرتغاليين من سقطرى استجابة لنداء الشاعرة الزهراء السقطرية في قصيدتها المشهورة:

قل للإمام الذي ترجى فضائله.. ابن الكرام وابن السادة النجبِ.
امست سقطرى من الإسلام مقفرة.. بعد الشرائع والفرقان والكتبِ.

وكذلك حكمت بلاد واسعة من زنجبار في أفريقيا حتى مكران في باكستان في تلك الفترة أيام الامبراطورية العمانية اليعربية واسطولها البحري الكبير الذي انشئ أبان الحروب البرتغالية الصليبية التي سبق ووضحنا جانب من تلك الحروب وهزيمة البرتغاليين وقائدهم الفانسو دي بوكيرك في معركة عدن ومعركة الشحر والمهرة وسقطرئ .

بينما لا تزالُ الدولة الجهضمية باسطة نفوذها على أرض المهرة وحضرموت وسقطرى وقعت حادثة عظيمة في نكث النصارى والأحباش العهد الدي بينهم وبين السلطنة الجهضمية فكانت الحادثة في وقت موسم الرياح لاتستطيع اي سفينه الدخول او الخروج من والى جزيرة سقطرى وأبناء الأرخبيل يعلمون ذلك، وهذا من مكر وخبث هؤلاء الذي غدروا بأهالي سقطرى ،

فكانت هناك واقعة وصرخة إمراءة حرة مؤمنة في أبيات شعر عرفت عند المؤرخين والأدباء ب #قصيدة_الزهراء_السقطرية التي كتبتها وادخلتها في قنينة زجاجية ورمتها للبحر ولك ان تتخيل أسابيع على ماوصول الرساله من جزيرة سُقَطْرى اليمنية إلى الإمام الصَّلت بن مالك الخروصي في عمان "والي عمان" التي وصلته رساله امراءة مستنجدةً به بعدَ أن نقضَ النصارى الأحباش العهد الذي كان بينهم وبين المسلمين فاعتدوا على دمائهم وأموالهم وأعراضهم وقتلوا "سلطان سُقَطرى"القاسم بن محمد الجهضمي .

فمن هي الزهراء السقطرية وماهي قصيدتها؟

هي فاطمة بن أحمد الجهضمية المعروفة بالزهراء السقطرية ( 273هـ/886م) التي أرسلت قصيدة للإمام الصلت بن مالك بمثابة صرخة استغاثة لاتقل مكانه عن صرخة امراءة المعتصم في زمانه ، وما ان وصلت هذة الأبيات العظيمة الى الأمام اشعلت في صدره نار الغيرة والنخوة ولبى النداء ولكن بعد ان نطلع على أبيات هذة القصيدة التي تقول الزهراء فيها :

قلْ للإمامِ الـذي تُرْجَى فَضَائلُهُ
ابنِ الكِرامِ وابـنِ السَّـادَةِ النُّجُبِ

وابنَ الجَحَاجِحَةِ الشُّـمِّ الذين هُمُ
كانوا سَنَاها وكَانُوا سَادَةَ العَرَبِ

أمسَتْ سُقَطْرى من الإسلامِ مُقْفِرَةً
بعـدَ الشّرائـعِ والفُرْقَـانِ والكُتُـبِ

وبعـدَ حيٍّ حلالٍ صَارَ مُغتبِطاً
في ظلِّ دولتِهِم بالمالِ والحَسَبِ

لم تُبقِ فيها سُنُونَ المحْلِ ناضـرَةً
من الغُصُونِ ولا عُوداً من الرُطَـبِ

واستُبدِلت بالهُدَى كُفْـراً ومعصيةً
وبـالأذانِ نواقيسـاً مـن الخَشَبِ

وبالذّرَاري رِجَـالاً لا خَـلاَقَ لَهُم
من اللّئـامِ علَوا بالقَهـرِ والغَلَبِ

جارَ النصارى على واليكَ وانتهبـوا
من الحَرِيمِ ولمْ يأْلُـوا مـن السَّلَبِ

إذْ غادرُوا قاسِماً فـي فِتيـةٍ نُجُـبِ
تهوي مَسَامعَهم في سَبْسَـبٍ خَرِبِ

مُجدّليـن سِراعـاً لا وِسَـادَ لـهُـمْ
للعاديـاتِ لسبـعٍ ضـارئٍ كـلِبِ

وأخرجـوا حُرُمَ الإسـلامِ قاطبـةً
يهتِفْنَ بالوَيـلِ والإعْوالِ والكُـرَبِ

قل للإمـامِ الـذي تُرجَـى فَضائلُهُ
بأن يغيثَ بَنَـاتَ الدِّيـنِ والحسَبِ

كـمْ مـن مُنعّمَةٍ بِكـرٍ وثيِّـبـَةٍ
من آل بيتٍ كريـمِ الجَدِّ والنَسَـبِ

تَدْعو أَبَاها إذا ما العِلـجُ هَمّ بهـا
وقدْ تلقّـفَ منهـا مَوضِـعَ اللّبَـبِ

وحـلَّ كـلُّ عَرَاءٍ مـن مُلِمّتِهـا
عن سَوْءةٍ لم تَزَلْ في حَوْزَةِ الحُجُبِ

قهراً بغيرِ صَدَاقٍ لا ولا خُطِبـت
إلّا بضربِ العوالي السُمْرِ والقُضُـبِ

أقـولُ للعيـنِ والأجْفـانُ تُسعدُنـي
يا عينُ جودي على الأحبابِ وانسكِبِ

ما بالُ صَلْتٍ ينـامُ الليـلَ مُغتبِطـاً
وفي سُقُطْرى حريمٌ عُرضَةَ النّهَبِ

يا للرِّجـالِ أغيثـوا كـلَّ مُسلمـةٍ
ولو حَبَوتمْ على الأذقـانِ والرُكَـبِ

حتّى يعودَ عمادُ الديـنِ مُنتصبـاً
ويهلِكَ اللهُ أهـلَ الجَـورِ والرّيَـبِ

وثمّ يُصبِح دُعا الزَّهـراءِ صَادِقـةً
بعدَ الفُسوقِ وتحيـى سُنّـةُ الكُتُبِ

ثمَّ الصلاةُ علـى المُختـارِ سيدّنـا
خيـرَ البريَّةِ مَأْمـونٍ ومُنتَـخَـبِ

فسيّر الإمام الصلت جيشًا إلى جزيرة سقطرى في مائة مركب ، فأنقذ الجزيرة وهزم الأحباش.

القصة في كتب المؤرخين

كانت سقطرى والمكلا وحضرموت والمهرة كلها تحت راية إمام عمان ، بعد هزيمة البرتغاليين وطردهم من السواحل اليمنية الى سواحل عمان الذي استكمل سلاطينها مهمة تحرير السواحل العربية والأفريقية ، حتى جاء النصارى (الحبشة) بأسطولهم فهاجمو سقطرى على غير علم من إمام عمان ، وكانت سقطرى بعيدة عن مقر حكم السلطنة في عمان، ولا طريق لها من البر والبحر لا يمكن العبور لها إلا في الموسم الخاص ، وكان القاسم الجهضمي واليا عليها من قبل الإمام بعمان .

قال صاحب تحفة الأعيان " وسقطرى جزيرة طولها ثمانون فرسخا وبها الصبر ( أضنه يقصد الصبار) وبها نخل كثير، ويسقط إليها العنبر ، وبها دم الأخوين وهي في جنوب عمان ، بينها وبين عمان بحر الحبشة فكتبت امرأة من أهل سقطرى يقال لها الزهراء للإمام رضي الله عنه قصيدة تذكر له فيها ما وقع من النصارى بسقطرى وتشكوا إليه جورهم وتستنصره عليهم فقالت هذه القصيدة

فجمع الأمام الجيوش وجهز المراكب وولى عليهم محمد بن عشيره وسعيد بن شملال فان حدث بأحدهما حدث فالباقي منهما يقوم مقام صاحبه فان حدث بهما جميعا حدث ففي مقامهما حازم بن همام وعبد الوهاب بن يزيد وعمر بن تميم وكتب لهم كتابا بين فيه ما يأتون وما يذرون ، ويقال أن جملة المراكب التي اجتمعت في هذه الغزوة مائة مركب ومركب ، فساروا إليهم ونصرهم الله عليهم فأخذوا البلاد ، وهزموا الأعداء ورجعوا ظافرين مستبشرين ، ومن ينصر الله ينصره الله .

تلك زهراء سقطرى وهذة قصتها المختصرة في أبيات عابرات المحيطات والبحار كانت سبب في نجاة قومها وأهالي سقطرى من ظلم النصارى والأحباش فغيبت هذة القصة والواقعة العظيمة وسيست وهي غزوة عظيمة للأمام الصلت لاتقل عن غزوة عمورية في نجدة أمراءة حرة مؤمنه لاتقل عن نجدة الامراءة التي استنجدت بالمعتصم بكلمتها الشهيرة (وامعتصماه) .

دمتم بخير
ابو عصمي الميسري

بن غانم وبن مبارك..مواجهة نظام يرفض التغيير والبناء

محمد المسبحي

ك "عاهرة" تتحدث عن الشرف!!

محمد المسبحي

مصافي عدن تصنع المنجزات والأقلام الحاقدة لا يسرها الإنجاز

احمد السيد عيدروس

الحزبية طغت على الكفاءة في شغل الوظيفة!!

محمد المسبحي

حل مشكلة الكهرباء مفتاح نجاح حكومة بن مبارك

محمد المسبحي

مسألة وقت

صبري الحبيشي

معالجة آثار الحرب.. ضرورة ملحة!!

محمد المسبحي

عن لقاء بن مبارك

صبري الحبيشي

بن مبارك يخوض حربا من أجل انهاء مشاكل الكهرباء

محمد المسبحي

قصيدة "الزهراء السقطرية"... ونجدة الإمام الصلت بن مالك الخروصي

بن لزرق يحذر الأسر اليمنية من استراحات خاصة وينبه إلى قضية مزعجة ستظهر قريبا ...

تعيينات جديدة في مصلحة الأحوال المدنية بعدن بقرار من وزير الداخلية ...

محكمة الأموال العامة بعدن تدين متهمين بقضايا فساد في عقود الزواج ...

الأعجم يوجه انتقادات حادة لرشاد العليمي والمجلس الرئاسي ...

أسعار الخضروات والفواكه في عدن صباح اليوم الاربعاء "15 يناير" ...

السقلدي: سنواجه العليمي ومجلسه كما واجهنا صالح... والجنوب خط أحمر ...

مقابلة السفير مصطفى النعمان تثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي ...

المسبحي: في عدن الكهرباء حلم والصمت هو الواقع ...