عرب وعالم

الأحد - 20 أبريل 2025 - الساعة 12:31 م بتوقيت اليمن ،،،

العرب


أدّى توقيف رئيس بلديّة إسطنبول أكرم إمام أوغلو في 19 مارس الماضي إلى إبعاد أشدّ خصوم رجب طيّب أردوغان، لكنّ الرئيس التركي ما زال يُكافح بعد شهر لإخماد احتجاج يقوده الشباب، في وقت يتمسك فيه طلاب المدارس بالتظاهر رفضا لقرار توقيف زعيم المعارضة الأول.

وانتهت التظاهرات الحاشدة التي شهدتها إسطنبول في الأسبوع الأوّل بعد توقيف إمام أوغلو.

وكان عشرات آلاف الأشخاص يتدفّقون وقتذاك إلى مبنى بلديّة إسطنبول كلّ ليلة، بينما خرج الأتراك من كلّ الأعمار إلى الشوارع في عشرات المدن. وأتاحت الاحتفالات بنهاية شهر رمضان عودة الهدوء.

لكنّ هذه الاحتجاجات التي لم يسبق لها مثيل منذ حراك ميدان تقسيم في إسطنبول عام 2013، استؤنفت منذ عشرة أيام في جامعات في إسطنبول وأنقرة.

وفي الأيام الأخيرة، امتدّت الاحتجاجات الغاضبة إلى عشرات المدارس الثانوية في أنحاء البلاد، إثر قرار حكومة حزب العدالة والتنمية (الإسلامي المحافظ) استبدال بعض المعلّمين، وهو ما فُسِّر على أنه محاولة من الحكومة للسيطرة على هذه المؤسسات التربويّة.

وقالت ديميت لوكوسلو، أستاذة علم الاجتماع في جامعة يدي تبه في إسطنبول، لوكالة فرانس برس “كان الضيق (بين الشباب) خفيا، لكنه تبلور في رفضهم بشكل أكثر وضوحا لحزب العدالة والتنمية منذ منتصف مارس.” وأضافت أن بعض الشباب “يرفضون النزعة المحافِظة وأسلمة المجتمع” ويطالبون بالمزيد من “الحقوق والحريات”.

وأوقِف إمام أوغلو، المنافس الرئيسي لأردوغان، في منزله للاشتباه في تورطه بقضايا تتعلق بـ”الفساد” و”الإرهاب”.

وأثار توقيف إمام أوغلو الذي انتُخب في 2019 وأعيد انتخابه في 2024 رئيسا لبلديّة أكبر مدينة في تركيا، موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ أكثر من عقد عبر أنحاء تركيا، مع خروج عشرات آلاف المتظاهرين إلى الشوارع.

واختير إمام أوغلو ليكون مرشّح حزب الشعب الجمهوري، أبرز أحزاب المعارضة، في الانتخابات الرئاسية المقررة في 2028.

وقالت إيدا (17 عاما)، وهي في سنتها الأخيرة في مدرسة ثانوية بإسطنبول، “إنه تراكم الغضب بين ملايين الشباب الذين لم يعرفوا سوى حزب العدالة والتنمية والذين لم تتم مراعاتهم”.

وأضافت الطالبة، التي لم تشأ ذكر اسم عائلتها، “نريد أن نكسر الصمت الذي بنت عليه الحكومة هيمنتها،” مذكّرة بأن عشرات من الشباب البالغ عددهم 300 الذين أوقِفوا منذ بداية حركة الاحتجاج ما زالوا محتجزين.

وانطلقت الجمعة في إسطنبول محاكمة 189 شخصا متّهما بالمشاركة في تجمّعات محظورة، من بينهم عدّة طلّاب. واحتشد أمام مقرّ المحكمة زملاؤهم وأساتذتهم ونوّاب من المعارضة للإعراب عن تضامنهم.

وقالت سميّة بلنتيبه الطالبة التي ستخضع للمحاكمة في سبتمبر “لسنا خائفين.” وإلى جانبها، أكّد زميلها أحمد جان قبطان “أصبحنا أقوى وأكثر اتّحادا”.

وكان لتوقيف رئيس بلديّة إسطنبول، في عملية وصفتها المعارضة بـ”الانقلاب”، تداعيات على الاقتصاد التركي.

وبالإضافة إلى الدعوات لمقاطعة الشركات المقرّبة من الحكم، تراجعت بورصة إسطنبول بحوالي 14 في المئة في خلال شهر وفقدت الليرة التركية نحو 4 في المئة من قيمتها في مقابل الدولار و8 في المئة في مقابل اليورو، هابطة إلى مستويات متدنّية لم تسجل من قبل، بالرغم من قيام المصرف المركزي التركي بضخّ 50 مليار دولار لدعم الليرة.

وقطع نحو 100 جرار طرقات في وسط تركيا السبت في احتجاج جديد مناهض للحكومة نظمه حزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعب الجمهوري.

وقاد أوزيل السبت جرارا إلى يوزغات في مقدمة القافلة. وتجمع آلاف المتظاهرين وهم يلوحون بالأعلام في هذه المدينة الزراعية المحافظة التي كانت تدعم حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ الذي يتزعمه الرئيس أردوغان وحلفاؤه القوميون.

ورددوا “لتستقل الحكومة!” بحسب صور نشرتها عدة وسائل إعلام معارضة على الإنترنت.

وقال أوزيل للحشود “أحذّر السلطات التي تعامل سكان يوزغات كالحشرات وتحاول سحقهم، لن نسمح لكم بسحق هؤلاء المزارعين الذين يكدون في العمل“.

وفي أرس تم تغريم اثني عشر مزارعا لمشاركتهم في احتجاجات باستخدام الجرارات بعد اعتقال إمام أوغلو والمتظاهرين الشباب.

وصرح سائق جرار لوكالة أنباء “أنكا” دون ذكر اسمه أن “الحكومة تمارس ضغوطا على الطلاب لكنهم مستقبل تركيا أليس كذلك؟“

وفي التظاهرة قرأ المحتجون رسالة من إمام أوغلو يدعو فيها إلى إجراء انتخابات مبكرة.