أخبار اليمن

الجمعة - 11 أبريل 2025 - الساعة 10:32 ص بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / خاص :


في أحد أمسيات الأربعاء الهادئة بمدينة مأرب اليمنية، تحوّل روتين بسيط لرجل غريب الأطوار إلى مشهد دموي أربك الأهالي وأثار تساؤلات عدة.

المواطن السعودي الذي عُرف باسم "أحمد القحطاني" لم يكن سوى رجل يتناول عشاءه في ساحة مسجد شعبي بسوق الصمدة في مديرية الوادي، قبل أن يخترق صمت المكان صوت رصاصة أُطلقت من مسدس بكاتم صوت، أردته قتيلًا في لحظات.

منفذ العملية، وفق ما رواه شهود، كان ملثمًا ويستقل مركبة جيب رمادية، نفذ المهمة بدقة واختفى دون أن يترك أثرًا خلفه، سوى جثة هامدة وسيل من التكهنات.

الغموض لم يدم طويلًا. فبعد ساعات قليلة، بدأت المعلومات تتقاطر، لتكشف أن "أحمد القحطاني" ليس الاسم الحقيقي للضحية، بل مجرد غطاء استخدمه أحد أخطر قيادات تنظيم القاعدة في اليمن، والمعروف باسم "فواز القصيمي".

القصيمي، بحسب مصادر أمنية، كان يشرف على الخلايا النشطة للتنظيم في محافظة المهرة، وتورط في عمليات خارجية تجاوزت حدود اليمن. اختياره مأرب كمحطة أخيرة لم يكن مصادفة، فهي واحدة من البيئات التي لطالما وفّرت للتنظيم ملاذًا خلال سنوات الحرب.

العملية، وإن لم تتبنها أي جهة حتى الآن، تشير إلى أن القصيمي كان تحت المراقبة، وأن ضربة اغتياله كانت محكمة التخطيط. ضربة، يقول مراقبون، قد تكون بداية لتحولات أوسع في المشهد الأمني، خصوصًا مع تزايد الضغط الإقليمي والدولي لتجفيف منابع التطرف في اليمن.

التحقيقات لا تزال جارية، لكن المؤكد أن مأرب شهدت تلك الليلة لحظة فارقة، اختلط فيها الدين بالدم، والهوية بالحقيقة، والظل بالنار.