أخبار وتقارير

السبت - 22 مارس 2025 - الساعة 08:32 م بتوقيت اليمن ،،،

عارف ناجي علي


لطالما كانت عدن محط انظار القوى السياسية، ليس لجمالها ولا لموقعها الاستراتيجي فحسب، بل لدورها المحوري في تشكيل مستقبل الجنوب واليمن ككل ، ونحن نشهد صعود مكونات سياسية وعسكرية محلية اليوم نجد حضرموت على خطى الانتقالي وغدا شبوة والمهرة ، يبقى السؤال الأهم اين عدن من كل هذا !! ولماذا لا تزال بلا كيان سياسي موحد يعبر عن ابنائها ويحدد مصيرها؟

عدن مدينة عريقة بتاريخها، لكنها للاسف اصبحت اليوم ساحة مفتوحة لمشاريع سياسية مختلفة، كل منها يسعى لفرض رؤيته بينما ابناؤها مشتتون بين هذه التيارات دون كيان جامع يحمي مصالحهم ، فبينما تتشكل قوى سياسية انتمائهم للاسف مناطقية تحت عنوان كل محافظة اولى بابنائها واليوم حضرموت تخطوا خطوات بذلك ، نجد عدن غائبة عن المشهد، واهلها محرومين من قرار موحد يحفظ لهم حقوقهم في مدينتهم.

ليس سرا ان عدن تعرضت منذ 1994 لسلسلة من التغييرات الديمغرافية والسياسية التي قلصت من دور ابنائها في ادارة شؤونها ، عير ان هناك شخصيات ادعت تمثيل عدن والحقيقة بحثت عن مواقع سياسية ومصالح خاصة واليوم بعضهم قريبين من صنع القرارات لكن للاسف اصبحت ضعيفة لبحثها عن مصالحها الخاصة ، اضيف إلى ذلك سنوات من التهميش وغياب القيادة الموحدة، وهو ما جعل ابناء عدن عرضة للاستقطاب من قبل قوى متعددة، كل منها يدعي تمثيلها دون ان يمنح اهلها صوتا حقيقيا في القرار السياسي.

ان عدن تواجه تحديات يمكن استخلاصها بالاتي :

. الاستقطاب السياسي والعسكري ،حيث اصبحت المدينة مركزا لصراع القوى، وكل فصيل يعمل وفق اجندته دون النظر لمصلحة عدن وسكانها.

. غياب التمثيل العدني المستقل ، في حين ان معظم المناطق الجنوبية الاخرى تمتلك مكونات سياسية واضحة تعبر عن مصالحها لا يوجد كيان سياسي جامع يمثل ابناء عدن ويعبر عن تطلعاتهم.

. التغيير الديمغرافي والاجتماعي ادى النزوح الكبير والتدخلات السياسية إلى تغيير تركيبة المدينة، مما اثر على توازن القوى واضعف صوت العدنيين في تقرير مصير مدينتهم.

. الوضع الاقتصادي والخدمي المتدهور، رغم ان عدن هي العاصمة الاقتصادية، الا أنها تعاني من تدهور حاد في الخدمات الاساسية، مما يزيد من معاناة سكانها ويضعف موقفهم في المطالبة بحقوقهم السياسية.

اليوم ومع تصاعد الحراك في المحافظات الأخرى لتثبيت هويتها السياسية والعسكرية، أصبح من الضروري لابناء عدن التفكير بجدية في توحيد صفوفهم تحت مكون سياسي يمثلهم ويدافع عن حقوقهم، هذا المكون لا يجب ان يكون مجرد رد فعل على ما يحدث في المحافظات الاخرى بل يجب ان يكون مشروعا وطنيا يعيد الاعتبار لعدن كمدينة لها خصوصيتها وهويتها، بعيدا عن التبعية لاي طرف خارجي او داخلي.

ان تشكيل كيان سياسي عدني لن يكون سهلا ، لكنه ضرورة تاريخية فالتجربة اثبتت ان من لا يملك قراره سيظل تابعا لاجندات الاخرين ، وقد ان الاوان لابناء عدن ان يستعيدوا مدينتهم، ليس بالسلاح ولا بالصراعات، بل بوحدة ابنائها وتاسيس رؤية سياسية واضحة تحفظ حقوقهم وتضمن مستقبلهم، فاما أن تتوحد عدن تحت راية سياسية جامعة، او تبقى ساحة مستباحة للاخرين.

*مستشار وزارة التربية والتعليم
رئيس تكتل نشطاء عدن