أخبار وتقارير

الخميس - 20 مارس 2025 - الساعة 08:56 م بتوقيت اليمن ،،،

صالح النود


المجلس الانتقالي الجنوبي يمثل قضية شعب الجنوب، وبالضرورة، من الغير منطقي الحوار مع أي طرف يتبنى طرحًا يتعارض مع المشروع الجنوبي الذي يتبناه المجلس، والذي يقوم على وحدة الجنوب واستعادة دولته.

وفي المقابل، يحتاج المجلس الانتقالي إلى مراجعة رؤيته وطريقته في إدارة المرحلة الحالية، والتي يفترض ان تكون مرحلة ما قبل استعادة الدولة، والعمل بجدية على بناء أسس الدولة الجنوبية من اليوم.

هناك أصوات جنوبية لا تؤمن بالمشروع الجنوبي وتعمل مع جهات أخرى، مثل بقايا قوى 7/7، والحوثيين، وقوى خارجية. هذه الأصوات لا جدوى من الحوار معها ما دامت على هذا الموقف، لأنها لا تؤمن بالمشروع الجنوبي، بل تعمل ضده.

وفي المقابل، هناك أطراف جنوبية تؤمن بالمشروع الجنوبي، لكنها قلقة من بعض المؤشرات التي تراها غير سليمة، وقد لا تؤدي إلى استعادة دولة الجنوب وبنائها بشكل صحيح، بحيث يتم تجاوز أخطاء الماضي والسير نحو بناء الدولة الجنوبية الاتحادية المنشودة.

شيطنة هذه الأطراف هو الخطأ بعينه، لأن ذلك سيدفعها إلى الاصطفاف مع الطرف الآخر، الذي سيستغل هذا الشعور ليقنعها بأنه هو من سيلبي طموحاتها.

الحل يكمن في أن يعيد المجلس الانتقالي النظر في إدارته لهذه المرحلة، وأن يشعر الجميع بأنهم جزء من بناء المشروع الجنوبي، مع ضرورة الدفع بالكفاءات التي تمتلك عقلية البناء والتطوير، بدلًا من الاستمرار في سياسة الأفق الضيق التي تعطي الأولوية للموالين فقط ووصل إلى أنها أصبحت ظاهرة تبعث التذمر والقلق عند الكثير وتسيء إلى المكون الذي يفترض ان يكون مثال للتنوع والتمثيل الوطني.

يجب الابتعاد عن تكرار نهج “عفاش”، الذي كان يضع أشخاصًا في مناصب رمزية غير فاعلة لمجرد الادعاء بأنه يمثل الجميع.

وعلى الأطراف الأخرى التي لديها وجهات نظر مختلفة أن تعلن أولًا أنها مع المشروع الجنوبي، وعندها يمكن الذهاب إلى حوار حقيقي تتم فيه مناقشة كل التفاصيل، والعمل على بناء أسس دولة الجنوب من اليوم، على أن يكون أساسها اللامركزية والحكم المحلي في كل جوانب العمل، بحيث نصل إلى دولة فعالة تُشرك الجميع، وتعطي كل فرد المكانة التي يستحقها.

أما بخصوص الحوار، فإن الآليات التي يعتمدها المجلس الانتقالي في الحوار الجنوبي الذي يقوده لا يمكن أن تحقق النتائج المرجوة، إذ لا يزال يعمل بعقلية المركزية ومحاولة جمع الأطراف تحت مظلته، مما يعكس فكر “الهيمنة”، وهو ما يتناقض تمامًا مع مفهوم الدولة المنشودة. بهذه الطريقة، لن تتحقق الأهداف التي يتطلع إليها شعب الجنوب من هذا الحوار ولن يتم التأسيس الحقيقي للدولة القادمة.

لذا، على أي طرف ينتقد المجلس الانتقالي الجنوبي أن يقر أولًا بأنه مع المشروع الجنوبي، وعلى المجلس الانتقالي أن يعيد النظر في آليات الحوار واهدافه بحيث يصبح حوار حقيقي يجمع على نتائجه كل من هو مؤمن بالمشروع الجنوبي.

حينها فقط، يمكننا الحكم بوضوح، أين يكمن الخلل.

#صالح_النود
#المبادرة_الوطنية_الجنوبية