أخبار عدن

الجمعة - 31 يناير 2025 - الساعة 08:43 م بتوقيت اليمن ،،،

خاص


احتفل العالم في 26 يناير الماضي من كل عام باليوم العالمي للطاقة النظيفة، إيمانا بأهمية هذا القطاع في خفض انبعاثات غازات الدفيئة المسببة لظاهرة تغير المناخ.

وقد اختارت الأمم المتحدة هذا اليوم بموجب قرار الجمعية العامة في عام 2023، بهدف رفع الوعي وحشد الجهود للتحول العادل والشامل إلى الطاقة النظيفة، بما يحقق مصلحة الإنسان والكوكب معًا.

وتشير بيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" إلى أن استثمارات تحول الطاقة سجلت رقما قياسيا بلغ تريليوني دولار في عام 2023، وهو رقم يبدو ضخما، لكنه لا يزال بعيدًا عن الهدف المنشود، إذ تتطلب تحقيقات أهداف 2030 استثمارات تصل إلى 31.5 تريليون دولار. والمفارقة أن معظم هذه الاستثمارات تتركز في الدول المتقدمة وعدد محدود من الاقتصادات الناشئة مثل الصين والبرازيل والهند، بينما دول أخرى بالكاد تستطيع الاحتفال بالكهرباء نفسها، ناهيك عن كونها نظيفة أو متجددة!

وفي عدن، حيث المفارقات هي القاعدة، يعيش السكان احتفالية خاصة بمناسبة اليوم العالمي للطاقة النظيفة، لكن بطريقتهم الفريدة: موسيقى صاخبة من أصوات المولدات، وعبق الديزل يمتزج بصوت صفارات شواحن البطاريات التي تصدح في الحواري، بينما يمارس المواطنون طقوس البحث عن تيار كهربائي، ولو لساعات معدودة، وكأن العثور عليه أصبح انجازا يستحق الاحتفال.

هنا، الطاقة "النظيفة" ليست سوى مصطلح فضفاض، فقد تم استبدالها بألواح الطاقة الشمسية المنتشرة فوق أسطح المنازل، لا حبا في البيئة، بل كخيار اضطراري فرضه الغياب المزمن للكهرباء الحكومية، التي أصبحت "نادرة" و"متقطعة"، تزور متى شاءت وتختفي دون سابق إنذار، تمامًا كمسؤول يختفي عند أول مطالبة بالمحاسبة.

وبينما تتجه الدول نحو تقليل انبعاثات الكربون، يواصل سكان عدن تحمل انبعاثات انقطاع التيار الكهربائي، في معادلة بيئية فريدة: طاقة أقل، معاناة أكثر، ووعود رسمية لا تنطفئ مثل الكهرباء، لكنها أيضًا لا تضيء شيئا!