أخبار وتقارير

الأربعاء - 29 يناير 2025 - الساعة 05:55 م بتوقيت اليمن ،،،

خاص



أكد وزير الخدمة المدنية، الدكتور عبدالناصر الوالي، أن زيارة الوفد الحكومي إلى نيويورك كانت محطة فارقة في تعزيز الدعم السياسي والاعتراف الدولي بالحكومة الشرعية، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي لم يعد يتحدث عن أي طرف آخر.

وأضاف الوالي أن الوفد ضم لأول مرة منذ عام 1994 جميع أعضائه من الجنوبيين، ممن لم يكونوا جزءًا من المنظومة السابقة التي احتكرت إدارة الدولة.

وأوضح الوزير أن الوفد الحكومي حشد دعمًا رفيع المستوى من أكثر من 35 دولة، بينها ثلاث دول دائمة العضوية في مجلس الأمن، حيث تم عرض رؤية الحكومة وخطتها للأعوام 2025-2026، والاتفاق لأول مرة على أن يكون الدعم موجهًا نحو مشاريع مستدامة، بدلًا من المساعدات الإغاثية المؤقتة.

وأشار إلى تشكيل فريق عربي ضاغط داخل صندوق النقد الدولي بهدف تغيير شروط الدعم لليمن، خاصة وأن الصندوق نادرًا ما يدعم مناطق الصراع. كما نجحت الحكومة في انتزاع موافقة على تحويل مركز نشاط المنظمات الدولية إلى عدن، مما يعزز مكانة العاصمة المؤقتة كمركز رئيسي للجهود الإنسانية والإنمائية.

وأردف الوالي أن قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية عزز هذا التوجه الدولي، وخلق زخمًا أكبر لدعم الحكومة الشرعية.

وأكد الوالي أن القضية الجنوبية كانت حاضرة بشكل واضح في جميع اللقاءات السياسية، حيث تحدث عنها الوفد الحكومي بصوت موحد بقيادة رئيس الوزراء  بن مبارك، مشددًا على أن هذا يحدث لأول مرة في تاريخ المفاوضات السياسية.


ويرى مراقبون أن الحكومات السابقة أسهمت في تحجيم المساعدات الدولية لليمن عبر حصرها في الجانب الإنساني فقط، مما جعل الدعم يقتصر على حلول سطحية مثل تقديم الأموال والمواد الغذائية، دون أي خطوات فعلية لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها.

أما حكومة بن مبارك الحالية، فهي تنتهج استراتيجية أكثر شمولية وعمقًا، تدرك فيها أن الإفصاح الكامل عن جميع أشكال الدعم قد يُعرّض جهودها للخطر، خصوصًا مع محاولات ميليشيا الحوثي الإرهابية لاستغلال أي معلومة لإفشال جهود الدولة. ولهذا، تعمل الحكومة بحكمة وصمت، واضعةً مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

ورغم هذه الجهود، تتعرض الحكومة لهجمات غير مبررة من بعض الأصوات الإعلامية التي كان يفترض أن تكون سندًا لمسار الإصلاحات، لكنها انحرفت عن دورها الوطني، مستمرة في الانتقاد دون إدراك لحجم التحديات التي تواجهها الدولة.

ويرى محللون أن هذه الحملات الإعلامية، بقصد أو بدون قصد، تمنح العدو الرئيسي، ميليشيا الحوثي، خدمة مجانية عبر إضعاف موقف الحكومة والتشكيك في جهودها، مما يعطل مسار إعادة بناء الدولة وتحقيق الاستقرار في اليمن.