الخميس - 18 أبريل 2024 - الساعة 03:01 م بتوقيت اليمن ،،،
عدن حرة/خاص
تهدد الانهيارات الصخرية، حياة وممتلكات الأُسَر القاطنة في أحياء مديرية المعلا الخلفية والتواهي وكريتر القريبة من منطقة المعاشق مقر الحكومة.
وازدادت نسبة المخاوف بالتزامن مع تزايد التوسع العمراني والسكاني في تلك المواقع الجبلية الخطرة، خصوصًا مع اعتماد سكان تلك الأحياء في بناء منازلهم على شق الصخور والبناء بمنحدرات الجبال البركانية المتآكلة والمنفصلة.
وتسبّبت الحرب في اليمن منذ العام 2015، بحركة نزوح كبيرة إلى مدينة عدن، وانعكاس ذلك في التوسع العمراني الذي امتد ليشمل مناطق خطرة وغير صالحة للعيش والاستقرار، كما أنّ الضائقة المالية الناتجة عن الانهيار الاقتصادي والمعيشي، دفعت مئات الأُسَر إلى البناء في المناطق الجبلية الواقعة في مناطق "المعلا وكريتر" هربًا من ارتفاع الإيجارات التي باتت تشكّل أعباءً كبيرة على المواطنين، بعد اعتماد عملية دفعها بالعملة الصعبة؛ الدولار الأمريكي والريال السعودي.
وكشفت مصادر مطّلعة في الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية والثروات المعدنية في عدن، أنّ المدينة على أبواب كارثة، محذرة من انهيارات صخرية وشيكة؛ الأمر الذي يتطلب القيام بإجراءات حماية عاجلة.
وخلصت دراسة ميدانية نفذها مشروع إنتاج خارطة مخاطر الغطاء الصخري، تابع لهيئة المساحة الجيولوجية، إلى أن مديريتي صيرة والمعلا، معرضتان لخطر الانهيارات الصخرية.
عشرات المنازل والأُسر معرضة لخطر الانهيارات الصخرية، وخاصة المساكن التي بنيت بشكل عشوائي على سفوح المنحدرات الجبلية في الخساف والعيدروس، خلال السنوات القليلة الماضية.
بحسب الدراسة ، فإنّ الانهيارات الصخرية قد تحدث في أي وقت بسبب التكوين الجيولوجي لصخور هذه المناطق، والتي ترجع إلى ما يعرف ببركانيات اليمن الثلاثية، والتي تتميز صخورها بوجود التشققات والانقطاعات والفواصل.
وتتخذ مئات الأسر النازحة والمهمشة بيوتًا من "الزنج" والصفيح والأخشاب في مناطق المعلا الخلفية وأحياء الخساف وشِعب العيدروس الجبلية؛ نتيجة ارتفاع تكاليف البناء وتدهور الأوضاع الاقتصادية الأخرى، الأمر الذي يهدد بكارثة إنسانية في حال حدوث انهيارات صخرية بركانية في هذه المناطق.
عدن والسيول الجارفة
تعرضت مدينة عدن جنوب اليمن،في السنوات الماضية لموجة شديدة من السيول أغرقت المدينة وارتفع منسوب المياه فى الشوارع وجرفت المياه المنازل والسيارات، وتسببت فى حالة وفاة أشخاص وإحداث أضرار فى الممتلكات.
وفي الأحياء، دات التجميع الصغيرة؛ فإن كمية السيول الكبيرة التي تنزل من جبل شمسان والجبال المجاورة تؤدي إلى أضرار كبيرة، وجرف معها الأحجار والمخلفات الرسوبية، وأغلاق مجاري السيول، وهو ما يعد، مؤشراً لما يمكن أن يحدث في الكثير من احياء عدن لولا تفاقم البناء العشوائي.
ودعت السلطات المحلية في عدن إلى إزالة البناء العشوائي من مجاري السيول تجنباً للكارثة المحتملة، خصوصاً مع ازدياد كميات الأمطار التي تهطل في البلاد، والأعاصير التي تتردد باستمرار على اليمن ، الا ان.كل تلك الدعوات بآت بالفشل ما جعل مدينة عدن مرشحة لكارثة محتملة.
واليمن كغيرها من البلدان يواجه نمطاً متقلباً من الاضطرابات المناخية المتمثلة بالجفاف والتصحر والأمطار الغزيرة والصواعق والسيول التي تتسبب بالانهيارات الأرضية وهدم البنى التحتية والمباني وجرف التربة الزراعية والمنازل، ولا تمتلك بالمقابل بنية تحتية كافية لمواجهة هذه التغيرات.
وسبق هذا التحذير تحذيرات أخرى خلال ندوات علمية في مدينة عدن قبل أكثر من عامين، حيث أكد المشاركون أن غياب خطة للطوارئ لمواجهة الكوارث في العاصمة عدن، يجعلها مهددة بارتفاع منسوب مياه البحر والغرق، وطالبوا بالاقتداء بمعظم الدول المطلعة على البحار بعمل مصدات وحواجز على شواطئها تحسباً لارتفاع منسوب البحر لديها.