منوعات

السبت - 02 سبتمبر 2023 - الساعة 11:58 ص بتوقيت اليمن ،،،

وكالات



تعترض المتصفح لمنصة “إكس” (تويتر سابقا) الكثير من الحسابات التي تكتفي بإعادة نشر خبر ملتقط عن وكالة إخبارية، أو وسيلة إعلامية، دون أي مجهود يذكر، الأمر الذي يبدو غريبا بالنسبة للبعض عن الفائدة المرجوة من هذا المنشور الذي سبق أن مروا عليه العشرات من المرات.

ومع تكرر عملية النسخ الاعتباطية لأخبار مقتضبة على تلك الحسابات، يخالج بعض المتصفحين فضول لمعرفة خلفية ذلك الحساب أو أي إشارة عن هوية من يقف خلفه وهل هو إعلامي مبتدئ أم هاو، ليتضح أنه مجرد “مستخدم” يبحث عن الكسب السريع دون أي مجهود فعلي.

فمنصة “إكس” كالعديد من منصات التواصل الاجتماعي باتت تدفع للحسابات التي لديها أكبر عدد من المتابعين، ولهذا تجد المئات من هذه النوعية من “المسترزقين” يتجولون بين هذا الموقع الإخباري أو تلك الوكالة وينسخون أخبارا أحيانا لا تمت بأي صلة لما يحصل في بلدانهم، أو ليست مدار اهتماماتهم بالمطلق، فقط لشد انتباه المتصفحين.

ووفق خبراء تقنيين، فإنه لضمان الحصول على الأموال بشكل مستمر يجب على المستخدم “المسترزق” التغريد على المنصة بشكل يومي بعدد كبير من المنشورات للحصول على نسبة أعلى من المشاهدات خلال فترة قصيرة، وهذا أحد أهم شروط تحقيق الربح في منصة “إكس”.

ويؤكد الخبراء أن المنشورات التي تتضمن الفيديوهات والصور هي الأكثر تحقيقا للربح لأن خوارزمية إكس سوف تُظهرها لعدد أكبر من المستخدمين مقارنة بالمنشورات الكتابية.

وتتمثل الشروط التي ينبغي توافرها في حساب المستخدم ليتمكن من تحقيق الربح على “إكس” أن تتخطى مشاهدات التغريدات خمسة ملايين مشاهدة خلال ثلاثة أشهر فقط، ومن الشروط الأخرى أن يكون المستخدم مشتركا في خدمة تويتر بلو، وأن يتعدى عمر المستخدم الثمانية عشر عاما.

ولضمان متابعة مستمرة ونوعية يقدم العديد من المستخدمين حسابهم على أنه صفحة إخبارية، وهناك من يضع إشارة مزيفة على كونه إعلاميا، وحتى باحثا أو كاتبا سياسيا أو اجتماعيا، فتأخذ المتابع الحماسة لتصفح ذلك الحساب عله يظفر بتحليل منطقي لما يدور من أحداث من حوله، لكن سرعان ما يخيب أمله حيث إن كل ما يتصفحه مجرد أخبار مقتضبة لا تتعدى السطرين، سبق وأن تابعها على إحدى الوكالات الإخبارية أو وسائل الإعلام الأخرى وبتحليل مستفيض.

وبالفعل وثّق عدد من مستخدمي منصة إكس حصولهم على الأموال، حيث شاركوا قيمة أرباحهم، وقد بلغت 100 ألف دولار لأحد الحسابات، و37 ألف دولار لحساب آخر.

ولئن كانت فكرة صاحب منصة إكس إيلون ماسك ضمان اشتراك المزيد من الناس في تويتر بلو، لكن طبعا فكرة الاسترزاق السهل عبر المنصة تغري الكثيرين، فالأمر لا يتطلب منهم سوى التجول بين الوكلات الإخبارية والتقاط الأخبار على عواهنها حتى وإن كانت لمنطقة مغمورة لا يعرفها المستخدم نفسه، ونشرها على صفحته. فالعبرة هنا بكثرة المشاهدات.

في مقابل ذلك تجد الصحافي الذي اجتهد واقتفى أثر الخبر ينتظر آخر الشهر راتبا قد لا يكفيه إلى منتصف الشهر، هذا إن حصل عليه، فالعديد من المؤسسات الإعلامية التقليدية اليوم تمر بظروف مالية حرجة في غياب التمويل والتحول الجاري إلى العالم الرقمي.