أخبار وتقارير

الخميس - 15 يونيو 2023 - الساعة 10:02 م بتوقيت اليمن ،،،

محمد حلبوب


رهام ومحمد ورهف، أطفال يعيشون في إحدى الأحياء الفقيرة في مديرية دار سعد، ويذهبوا بشكل يومي إلى مديرية المعلا البعيدة لممارسة مهنة التسول لكي لا يتعرف عليهم أحد من معارفهم أو جيرانهم حيث أن عائلتهم تعيش في ظروف قاسية جداً فوالدهم عاطل عن العمل، ولديه بعض الأمراض التي أثرت على حالته الصحية وأدت إلى فقدان كليته اليمنى، وهو الآن قعيد في المنزل في حين تعتني زوجته بالأطفال بما في ذلك ابنهم الرابع (الرضيع).

تعاني العاصمة عدن من أرتفاع حاد في معدلات البطالة، وهذه المشكلة يعاني منها الكثيرون، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي تمر بها بلادنا. هذه المشكلة تمخضت عنها بروز ظاهرة عمالة الأطفال والتي أصبحت شائعة في اليمن، وتعتبر من المشكلات الإجتماعية الخطيرة التي يجب معالجتها على وجه السرعة.

الأسباب.
تعد ارتفاع معدلات البطالة وانتشار الفقر والجوع وعدم وجود فرص عمل للآباء برواتب مجزية من بين العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى تفشي ظاهرة عمالة الأطفال. كما أن الكثافة السكانية وقلة الوعي لدى الأسر بكيفية تنظيم الأسرة والتحكم في عدد الأطفال تلعب دوراً هاماً في انتشار هذه الظاهرة.

وبسبب الانتشار الكثيف لعمالة الأطفال في الجولات والتقاطعات الرئيسية، أطلق مصطلح "أطفال الجولات" على هذه الفئة من الأطفال، ومن المهم التفكير بحلول جذرية وفعالة لمواجهة هذه الظاهرة والحد من انتشارها، حيث يجب ان يتم تعزيز فرص العمل وتحسين ظروف العيش للعائلات الفقيرة.

إحصائية مخيفة.
أعلنت منظمة الأمم المتحدة ارتفاع معدل عمالة الأطفال في اليمن خلال سنوات ما بعد حرب 2015، وذكرت المنظمة في بيان لها عام 2022 أن حوالي 70٪ من إجمالي الأطفال في اليمن يتم الزج بهم في سوق العمل وسط ظروف عمل سيئة للغاية.

وأشارت المنظمة إلى أهمية تعزيز مفهوم الوعي لدى الأسر تجاه التعليم وتشجيع أطفالهم على الدراسة بدلاً من دفعهم إلى العمل والحد من تسربهم المدرسي ، بالإضافة إلى تشديد الرقابة وفرض عقوبات رادعة على الأشخاص الذين يستغلون الأطفال في العمل.

ختاماً.
تعتبر عمالة الأطفال ظاهرة دخيلة على المحافظات الجنوبية خاصة بعد توحد شطري اليمن في عام 1990م، وقد ازداد انتشار هذه الظاهرة بشكل كبير في الفترات اللاحقة، وتحديداً بعد حرب عام 2015م وتبعاتها الاقتصادية والسياسية.
وما نشاهده حالياً من تجاهل تنامي هذه الظاهرة وعدم إتخاذ إجراءات ملموسة لحلها من قبل السلطات والجهات المختصة سيعود بالضرر على مستقبل النظام التعليمي في البلاد الذي يعد أهم ركيزة أساسية لصمود بنية أي دولة.

بقلم-محمدحلبوب