أكد موقع “التقنية من أجل السلام” العراقي “انتماء الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين إلى سلالة ذكورية شائعة في غرب آسيا، وتشمل شبه الجزيرة العربية وجنوب بلاد ما بين النهرين وجنوب بلاد الشام”، وذلك ردا على ادعاءات زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي أن صدام حسين أصله من الهند.
وقال الموقع المتخصص بتتبع الإشاعات وتفنيدها “إنّ الكثير من الاستفسارات وردت حول تصريح الخزعلي الذي ادعى فيه أنّ فحص الجين الوراثي لرئيس النظام السابق صدام حسين أثبت أنّ ‘أصله من الهند'”. وأضاف الموقع أنّ فريقه لم يتوصل إلى أي دليل يدعم رواية الخزعلي عن أن أصل صدام حسين من الهند.
ونشر الموقع عبر حسابه في فيسبوك نتائج تحقيق في رواية الخزعلي، مشيرا إلى عدم التوصل إلى أي دليل عن “تحليل جيني مأخوذ من عينة تعود لصدام حسين أظهرت نتائج عن أصل نسبه”.
وقال الموقع في توضيح من نقاط عدة، إنّ فريقًا لديه حاول العثور عبر المواقع العالمية عن نسب صدام حسين الجيني “وتبيّن عدم وجود ما يثبت الادعاء المتداول بشأن عودة النسب إلى بلاد الهند”.
وذكرت المواقع الرصينة، أنّ صدام حسين خضع لإجراءات سحب عينات الحمض النووي “بعد عملية إلقاء القبض عليه من قبل القوات الأميركية، من أجل تأكيد هويته، وأيضًا لأجل التعرف على ابنيه عدي وقصي بعد مقتلهما”.
وأشار الموقع إلى أنّ مشروع العراق الجيني المهتم بدراسة التنوع لدى الشعب العراقي والذي تم إنشاؤه عام 2010، نشر في عام 2017 بيانات عن عشيرة رئيس النظام السابق “البوناصر”، شارك فيها 4 أشخاص بينهم ابن عم صدام حسين، حيث أظهرت نتائج الفحص بأنهم يعودون إلى المتحور “L858 لسلالة J1”.
ووفقًا لذلك، فإنّ هذه السلالة تعتبر “سلالة ذكورية شائعة في غرب آسيا، وتشمل شبه الجزيرة العربية وجنوب بلاد ما بين النهرين وجنوب بلاد الشام”.
كما استند توضيح الموقع المختص إلى نتائج نشرها موقع yfull المعني بعينات جينية للأفراد عن طريق دراسة الأصل للنسب، مشيرًا إلى أنّ الموقع أدرج عينات من صلاح الدين ضمن سلالة (J) ذاتها. وأرفق نتائجه بهاشتاغ #تنتهي_ويانة، في إشارة إلى حسم الجدل.
وكان تصريح الخزعلي في خطبة عيد الفطر عن نسب صدام حسين قد أثار ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سخرت المئات من التعليقات من روايته، فيما انتهز متفاعلون الفرصة للمقارنة مجددًا بين الأوضاع في ظل نظام صدام حسين وما تشهده البلاد منذ أبريل 2003.
وقال الخزعلي “لم نأت استيرادا كما كان يدعي صدام الهدام عندما اتهم سكان هذا البلد الأصليين بأنهم جاؤوا من الهند، ثم بعد ذلك عندما قاموا بتحليل DNA (الحمض النووي) تبين أنه هو الذي جاء من الهند، لا هذا الشعب أصيل وله جذوره الضاربة في عمق التاريخ..”.
ولم يقدم الأمين العام لمبليشيا عصائب أهل الحق الطائفية أي تفاصيل عن المصادر التي استند عليها في تصريحه هذا.
واعتبر معلقون أن الخزعلي طرح الأمر في يوم العيد ليدخل العراقيين في متاهة. وأراد إثارة نعرة الأنساب عبر التشكيك في النسب العربي لقبيلة “الندا” التي ينتمي إليها الرئيس الراحل صدام حسين، ليلقي بذلك قنبلة يدرك جيدا تأثيرها في مجتمع متنوع.
ووصف عراقيون خطبة الخزعلي بالـ”خطبة البتراء”. وانتقدوا التطرق إلى موضوع مماثل في خطبة عيد الفطر، في محاولات الإلهاء التي ينتهجها قائد ميليشيات غارقة في الابتزاز والنهب والفساد بأنواعه.
ولم تنطل خطبة الأنساب على العراقيين، بل أثارت جدلا واسعا، حيث هاجم كثيرون ما وصفوه بأقوال تسعى لإلهاء الجمهور بعيدا عن الأحداث المهمة، فيما تناقل آخرون تصريحات لنسابين في أصول القبائل العراقية تحدثوا عن أصول العراقيين العربية.
وأدت تصريحات الخزعلي إلى توجيه اتهامات وإطلاق شتائم متبادلة بين أنصاره ومعارضيه.وشكك البعض في أصول الخزعلي نفسه.