الحمى القرمزية هي مرض مُعد تسببه البكتيريا المعروفة باسم “المكورات العقدية”، وفق ما قاله الدكتور أولريش فيجلر، مشيرا إلى أن هذه العدوى تنتقل عبر الرذاذ المحتوي على مسببات المرض.
وأوضح طبيب الأطفال الألماني أن أعراض الإصابة بالحمى القرمزية تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة والرعشة والتهاب اللوزتين واللون الأحمر القرمزي للسان مع تورمه، بالإضافة إلى الطفح الجلدي.
وأضاف فيجلر أنه يتم علاج الحمى القرمزية بواسطة المضادات الحيوية، مشيرا إلى أنه يمكن أيضا تخفيف الأعراض من خلال المشروبات الباردة والأغذية السائلة والآيس كريم.
ويعرّف خبراء “مايو كلينيك” الحمى القرمزية بأنها مرض بكتيري يظهر لدى بعض المصابين بالتهاب الحلق العقدي. وقال الخبراء إن الحمى القرمزية تتميز بطفح جلدي أحمر لامع يغطي معظم الجسم. وغالبًا ما تشمل أعراضها كذلك التهاب الحلق وحمى شديدة.
وتشيع الحمى القرمزية بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و15 سنة. وعلى الرغم من أن هذه الحمى كانت في الماضي من أمراض الطفولة الخطيرة، فقد جعلتها المضادات الحيوية أقل تهديدًا. لكنها قد تؤدي حال عدم علاجها إلى حالات أكثر خطورة تؤثر على القلب والكلى وأعضاء أخرى في الجسم.
وتشمل المؤشرات والأعراض، التي جعلت الحمى القرمزية تحمل هذا الاسم، طفحا جلديا أحمر يشبه حروق الشمس وله ملمس شبيه بورق الصنفرة. ويبدأ عادة بالظهور على الوجه أو الرقبة ثم ينتشر على جذع الجسم والذراعين والساقين. ويتحول هذا الجلد الأحمر إلى لون شاحب عند الضغط عليه.
وتشمل أيضا خطوطا حمراء، حيث عادة ما تبدو ثنيات الجلد المحيطة بالأربية والإبطين والمرفقين والركبتين والرقبة بلون أكثر احمرارًا من المناطق الأخرى المصابة بطفح جلدي.
وقد يبدو الوجه محمرًّا مع ظهور حلقة شاحبة حول الفم، كما يبدو اللسان بشكل عام أحمر وبه نتوءات، وغالبًا ما تغطيه طبقة بيضاء في بداية الإصابة بالمرض.
ويؤكد الخبراء أن الجراثيم المسببة للحمى القرمزية تنتقل بسهولة بين الأشخاص الذين توجد بينهم مخالطة لصيقة، مثل أفراد الأسرة الواحدة أو مجموعات رعاية الأطفال أو زملاء الدراسة.
وغالبًا ما تحدث الحمى القرمزية بعد الإصابة بالتهاب الحلق العقدي. وقد تحدث في بعض الأحيان بعد حدوث عدوى بالجلد، مثل القوباء. ومن الممكن أن تتكرر الإصابة بالحمى القرمزية أكثر من مرة.
وإذا كان الطبيب يشك في أن البكتيريا العقدية هي سبب مرض الطفل، فقد يُجري مسحة للوزتين والجزء الخلفي من حلْق الطفل لجمع مواد قد تحتوي على البكتيريا العقدية.
ويمكن التعرف على البكتيريا العقدية بسرعة عبر إجراء اختبار سريع لها، ويحدث ذلك عادةً خلال الموعد الذي حدده الطبيب لقدوم الطفل إلى العيادة. فإذا كانت نتيجة الاختبار السريع سلبية، ولكن لا يزال الطبيب يعتقد أن البكتيريا العقدية هي سبب مرض الطفل، فيمكن عندئذٍ إجراء اختبار مزرعة لالتهاب الحلق العقدي. وقد يستغرق ظهور نتائج هذا الاختبار وقتًا أطول.
إن اختبارات بكتيريا التهاب الحلق مهمة للغاية، نظرًا إلى وجود عدد من الأمراض التي يمكن أن تتسبب في ظهور مؤشرات الحمى القرمزية وأعراضها، وقد تتطلب هذه الأمراض أنواعًا مختلفة من العلاج. وفي حال عدم وجود بكتيريا عقدية فإن ذلك يدلّ على أن المرض ناتج عن سبب آخر.